أعرب منظم إحدى المسيرات المسلحة ضد السكان اليهود في ولاية "مونتانا" الأميركية الصغيرة، عن إصراره على استكمال حملة المضايقات ضدهم.
ويخطط موقع The Daily Stormer، وهو موقع تؤول ملكيته إلى أميركيين من النازيين الجدد، لتنظيم مسيرة مسلحة في مدينة وايتفيش بولاية مونتانا، حيث تعيش والدة ريتشارد سبنسر، أحد المؤمنين بتفوق الجنس الأبيض. يُتوقع أن تُنظَّم المسيرة في الأسبوع الثاني من شهر يناير/كانون الثاني، أي قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي المنُتخب دونالد ترامب على كرسي الرئاسة.
إلا أن سبنسر، الذي لا تربطه بالموقع علاقة مباشرة، قال إن المسيرة كانت مجرد "مزحة". في 30 ديسمبر/كانون الأول، نشر سبنسر، الذي يرأس مؤسسة فكرية متطرفة، فيديو على موقع يوتيوب طالب فيه بإنهاء ما سُمي "عاصفة الاصطياد" في المدينة، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
احتفال بالتعددية
من ناحية أخرى، تخطط مجموعات معادية للكراهية لإقامة حفلة خاصة بهم في السابع من يناير/كانون الثاني؛ للاحتفال بالتعددية، إذ يُتوقع أن يغني المشاركون ويروون الحكايات، فضلاً عن بعض التصريحات من مسؤولي المدينة وأحد قساوستها.
فيما قال أندرو أنغلين، محرر النشر بموقع The Daily Stormer ومنظم المسيرة، إنه سيتقدم بطلب للحصول على إذن كي يحضر الحفلة.
وقد كتب أنغلين: "تمتلك مونتانا قوانين تتسم بالانفتاح والليبرالية الشديدة، لذا يخبرني المحامي الخاص بي أننا يمكننا السير نحو وسط المدينة شاهرين البنادق".
وأضاف "في الوقت الحالي، يقول أصدقائي إنه يمكننا دعوة نحو 200 شخص ليشاركوا في المسيرة التي ستُنظَّم ضد اليهود، وشركاتهم، وكل الأشخاص الذين يدعمونهم أيضاً. ستنتظر الحافلات بمنطقة الخليج لتجمع المشاركين من حليقي الرأس".
هدف المسيرة
وتستهدف مسيرة أنغلين مضايقة اليهود فيما يراه إجراءً ثأرياً للاعتراض المزعوم على رؤى سبنسر في المدينة.
فقد اتهمت شيري سبنسر، في إحدى المدونات، تانيا غيرش، وهي وكيلة عقارات محلية منضمة إلى جماعة "الحب يعيش هنا" Love Lives Here المناهضة للكراهية، بتهديدها كي تستنكر آراء ابنها وتبيع بنايتها إليها وإلا ستنظم غيرش تظاهرات ضده.
وكتبت شيري سبنسر في المدونة: "أياً كان ما تعتقدونه عن ابني – إنها أفكار في النهاية – في أي شريعة أخلاقية بالكون، هل من الصحيح أن تُحاسَب (خطايا) الشخص من خلال والدته؟".
إثر ذلك نشر أندرو أنغلين صوراً لغيرش وعائلتها، بمن فيهم ابنها المراهق، ولليهود الآخرين الذين يعيشون في المنطقة، مرفقة بتفاصيل الاتصال بهم، كما حث على "الدعوة لاتخاذ إجراء". ونشر أيضاً صوراً لنجوم صفراء فوق صورهم وكتب عليها عبارات عنصرية.
من جانبها، أنكرت مجموعة "الحب يعيش هنا" توجيه أي تهديدات لشيري سبنسر.
وقالت الشرطة المحلية لصحيفة "نيويورك تايمز" إنهم على دراية بأي تهديد بالموت يواجه السكان المحليين بعد الحملة التي أطلقها أنغلين، إلا أن شبكة حقوق الإنسان في مونتانا قالت إنها استقبلت عديداً من رسائل التهديد.
فيما أكد متحدث رسمي من مكتب التحقيقات الفيدرالي إنهم "على دراية بالموضوع"، وإنهم كانوا ينظرون فيما إذا كانت هناك انتهاكات ضد القانون الفيدرالي.
أخبر الساسة في ولاية مونتانا أعضاء المجموعة بأنهم غير مرحب بهم، إلا أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب لم يتقدم بأي تصريحات للتعبير عن تنصله من الحدث الذي تدعو إليه المجموعة.
وفي تعليقه على تلك الرؤى المناهضة للسامية، قال وزير الداخلية المتوقع قدومه مع تولي ترامب مقاليد الحكم، ريان زنكي، إن تلك الرؤى "لا ينبغي أن تجد ملاذاً آمناً هنا".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.