لربما تساءلت عن كيف سيبدو العالم إذا أمكنك رؤية موجات الراديو؟ بالتأكيد ستصيبك حالة من الانبهار جراء هذا المشهد الجديد غير العادي للكون.
هذا المشهد يمكن رؤيته من خلال التلسكوب اللاسلكي موشيسون وايدفيلد آراي، الموجود في المناطق النائية في أستراليا، حسب تقرير نشرته النسخة الأسترالية من "هافينغتون بوست".
انبهر علماء الفلك بهذا المشهد، فهو منتج من تلسكوب GLEAM، الذي يقوم بمسح 300 ألف مجرة في ترددات من 70 إلى 230 ميغاهرتز، هذه الترددات غير مرئية للعين المجردة.
وذكر البيان الصحفي للدكتورة ناتاشا هيرلي واكر، وهي زميل باحث في المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي في بينتلي غربي أستراليا، والمؤلف الرئيس لورقة جديدة تصف المسح الذي أُجري: "ترى عين الإنسان بمقارنة السطوع في ثلاثة ألوان أساسية مختلفة؛ الأحمر والأخضر والأزرق. الوميض يفعل ما هو أفضل من ذلك، بعرض السماء في 20 لوناً أساسياً".
وللحصول على تجربة مشاهدة أكثر إثارة، تتيح لك أداة "Gleamscope" رؤية الكون كما يظهر عبر الطيف الكهرومغناطيسي – من موجات الراديو والموجات الطفيفة وصولاً للأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي وحتى الأشعة السينية وأشعة غاما.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأداة تستند إلى منظار لرؤية الألوان تم إنتاجه في جامعة كارديف بوايلز.
http://www.chromoscope.net/?l=0.0000&b=0.0000&w=2.00&o=g,x,v,a,n,f,m,r&z=4
وقال الدكتور راندال وايث، وهو فلكي في المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي ومؤلف مشارك في البحث، في بيان له: "المسوح السماوية الكبرى المماثلة أمر قيم للغاية بالنسبة للعلماء، ويجري استخدامها في كثير من مجالات الفيزياء الفلكية، وغالباً بطرق لا يمكن أبداً أن يتصورها الباحثون الأصليون".
ووصف الدكتور جاي باساشوف، وهو عالم فلك في كلية وليامز بوليامز تاون ماساتشوستش، مسح الوميض بالـ"بحث الهام"، وذلك في بريده الإلكتروني لـ"هافينغتون بوست". كما أضاف: "إن وجود تلسكوب راديوي جديد لهو أمر رائع.. بإمكانه تحديد موجات الراديو الآتية من الأجرام السماوية بشكل أدق مما كان لدينا من قبل".
وقد أعطت الدكتورة ميغ يوراي، عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة يال، تقييماً مماثلاً لبحث الوميض. وفي بريد إلكتروني لـ"هافينغتون بوست" سمّته "منجم الذهب للباحثين المهتمين في المجالات المختلفة".
ويقول هيرلي واكر إن علماء الفلك يستخدمون المسح لمعرفة ماذا يحدث عندما تصطدم مجموعة من المجرات، ويضيف أنه يمكن أيضاً رؤية بقايا الانفجارات من أقدم النجوم والرمق الأخير للثقوب السوداء الهائلة.
بالطبع، سيكون الانبهار الحقيقي من نصيب أحد الذين يشاهدون الصورة.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأسترالية لـ"هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.