“حلب الشرقية” تتحول إلى مزرعة في ظلِّ الحصار

في ظل الحصار الخانق المفروض من قبل قوات النظام السوري على القسم الشرقي من مدينة حلب، وفقدان معظم المواد الغذائية الرئيسية، يتكبد المسؤولون عن الشأن المدني حمل معاناة ما يقارب 300 ألف نسمة من أهالي المدينة، محاولين إيجاد حلول بديلة، تكون كفيلة بتأمين القليل من المستلزمات اليومية الأساسية للحياة. لكنّ مشاكلَ كثيرة تواجه المسؤولين، بينها ازدياد حدة قصف سلاح الجو الروسي وطيران النظام السوري على أحياء المدينة، متسببة بعشرات الضحايا المدنيين يومياً، فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة التي يخلفها القصف على الأحياء والمناطق المأهولة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/12 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/12 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش

في ظل الحصار الخانق المفروض من قبل قوات النظام السوري على القسم الشرقي من مدينة حلب، وفقدان معظم المواد الغذائية الرئيسية، يتكبد المسؤولون عن الشأن المدني حمل معاناة ما يقارب 300 ألف نسمة من أهالي المدينة، محاولين إيجاد حلول بديلة، تكون كفيلة بتأمين القليل من المستلزمات اليومية الأساسية للحياة.

لكنّ مشاكلَ كثيرة تواجه المسؤولين، بينها ازدياد حدة قصف سلاح الجو الروسي وطيران النظام السوري على أحياء المدينة، متسببة بعشرات الضحايا المدنيين يومياً، فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة التي يخلفها القصف على الأحياء والمناطق المأهولة.

وهذا ما يجعل الخطواتِ الأولى التي ينوي مجلس "مدينة حلب الحرة" اتّخاذها صعبة، خاصةً بشأن استخدام الأراضي الزراعية لزراعة المحاصيل الأساسية.

الحصار الأصعب.. الحشائش متوفِّرة بأغلى الأسعار


شارك أهالي المدينة في محاولات تأمين الغذاء الأساسي للحياة، فخلال حصار المدينة الثاني، في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، وزّع مجلس "مدينة حلب" على أهالي الأحياء الذين يرغبون بزراعة التربة الصالحة للزراعة في مناطقهم، بذوراً متنوعة، في محاولة مستقبلية لتخفيف عبء الحصار.

ووفقاً لكثير من الأهالي في المدينة، كان الحصار الثاني أكثر صعوبة من الأول، إذ لم تتوفر فيه بعض المواد الغذائية الأساسية.

فيقول "نعيم" أحد سكان حي القاطرجي المحاصر في مدينة حلب: "كان هناك تعاون بين سكان الحي لزراعة تربة الحديقة بالخيار والطماطم التي حصلنا عليها من مجلس مدينة حلب".

ويضيف: "لعلها تساهم في تخفيف القليل عنا، في ظل فقدان كافة أنواع الخضار، باستثناء الباذنجان والحشائش مرتفعة الثمن، والتي تأتي بصعوبة من حي الشيخ سعيد، وحالياً نحن ننتظر نمّوَ ما زرعناه لنبدأ بتقاسمه مع أفراد الحي".

بينما يبدو "محمود" أقل تفاؤلاً، إذ يقول: "ببساطة، غارة واحدة من الطيران كفيلةٌ بضياع كل هذا المجهود، ما الذي سنبقى ننتظره حينها؟!".

ماذا يزرعون.. وأين؟



هذا وقد ذكر مصدرٌ في المكتب الزراعي بمجلس المدينة، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ "عربي بوست" بأنّ: "مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في أحياء المدينة المحاصرة تُقدر بنحو 15 هيكتاراً (10 آلاف متر مربع) أي 150 ألف متر مربع".

وأوضح أن جميعها تقع في مناطق بعيدة عن قناصة قوات النظام، باستثناء أرض زراعية واحدة في حي الشيخ سعيد جنوبي حلب، والتي يرصدها عناصر النظام السوري المتمركزون في "معمل الإسمنت" الذي يشرف على الحي.

وأضاف المصدر بأنهم: "يقومون بعدد من المشاريع الزراعية في أحياء المدينة المختلفة، حيث زرعوا عدداً من أنواع الخضروات فيها، بينها "الخيار والطماطم والبطاطا" في محاولة لتأمين الغذاء الأساسي".

كما أكد على محاولاتهم تأمين البذور والأسمدة المناسبة لطبيعة تلك الأراضي لتغطية احتياجات أكبر عددٍ ممكن من السكان، خاصةً مع تعرض قوافل المساعدات للقصف والمنع من إيصال المساعدات الإنسانية لهم، وبذلك تكون الزراعة سبيلهم الوحيد لتأمين متطلبات الحياة الأساسية.

علامات:
تحميل المزيد