منظمة العفو الدولية تصنع نسخة طبق الأصل من المنزل السوري، وتعرض صوراً للتفجيرات على شاشات التلفزيون من أجل تسليط الضوء على محنة اللاجئين
الانفجارات لا تهدأ، والإحساس بالخطر جليّ، حتى أنك تشعر به على بعد نحو كيلومتر.
هذا الأسبوع، كان للركاب في بوينس آيرس الفرصة للحصول على نبذة مختصرة عن الحياة على الخطوط الأمامية في الحرب الدامية في سوريا، وفق ما ذكرت صحيفة "الاندبندت".
أعد النشطاء، الذين يريدون أن تقوم الأرجنتين بخطة لاستقبال اللاجئين من الحرب، نسخةً طبق الأصل من البيت السوري في محطة مترو مزدحمة، ودعوا الناس لإلقاء نظرة.، ثم عُرضت صور من التفجيرات على الشاشات على نوافذها.
كُتب على لافتة خارج النصب على طول ممرات محطة المترو كارلوس بيليجريني: "لفهم ما يجري في سوريا، لا شيء أفضل من أن تكون هناك بنفسك لمدة دقيقة".
وقالت مديرة منظمة العفو الدولية بالأرجنتين، ليا تانديتر: "قمنا بصنع غرفة معيشة تحاكي غرف المعيشة التي يمكن أن تكون موجودة داخل أي بيت سوري، أما من خلال النوافذ فقمنا بمحاكاة الواقع الذي يراه قاطنو المنزل عن طريق عرضه على شاشات تليفزيون مثبتة فوقها. يمكنك أن ترى التفجيرات والدمار وعواقب هذه السنوات من الحرب الأهلية المستمرة التي تعاني منها البلاد".
وقالت وكالة Associated Press إن نيروز بلول، التي فرت من سوريا ووجدت ملاذاً في الأرجنتين، تأمل أن تستقبل حكومة الرئيس موريسيو ماكري غيرها من اللاجئين أيضاً.
وقالت السيدة بلول، التي تبلغ من العمر 29 عاماً، لوكالة الأخبار: "لو كان لديه الحل لهذه المعضلة، عليه ألا يتردد لفتح الباب لغيره من البشر". وهي مدرسة لغة إنكليزية، تمكنت من الهرب مما تسميه "كابوساً حياً".
كان واحد من أشقائها قد قتل في انفجار قنبلة في دمشق عام 2014. وقالت إنها تفضل عدم الحديث عن هذا الأمر، ولكن منذ وصولها في بوينس آيرس في الشهر الماضي مع أخٍ آخر، قالت إنها أصبحت تأمل أن يتمكن باقي أفراد أسرتها من الانضمام إليهما.
وأضافت: "أشعر بالأمان الآن، لكني غير سعيدة تماماً لأني أريد للآخرين أن يكونوا آمنين أيضاً".
وقال السيد ماكري إنه يريد السماح لأكثر من 3000 لاجئ سوري باللجوء إلى الأرجنتين. ولكن الخطة قد توقفت، ويحاول المنظمات وأعضاء الجالية السورية في الأرجنتين الضغط على الإدارة للحفاظ على وعدها.
وأوضحت السيدة تانديتر: "أعتقد أن الدولة الأرجنتينية تنوي أن تقدم يد العون في هذه الأزمة الإنسانية، لكن يقيدها (الموارد). أما بالنسبة لنا، فلن نأخذ بحجة الحالة الاقتصادية".
وقالت وزيرة الخارجية سوزانا مالكورا، يوم الإثنين، إن الحكومة ملتزمة تماماً باستقبال 3000 سوري، رغم أنه لم يتم وضع جدول زمني بعد.
وأضافت: "لن يحدث هذا بين عشية وضحاها، ولكننا ملزمون لأن الأرجنتين بلد المهاجرين واللاجئين، ومن غير المحتمل ألا يكون لأحد منا جداً قد نجا من حربٍ أو من مجاعة في مكان ما بالعالم".
قُتل أكثر من 500 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية، التي لم تطأ حتى عامها السادس بعد. ونزح أكثر من 10 مليون غيرهم، سواء داخلياً أو آخرون أجبروا على الفرار من بلدهم.
وفي الولايات المتحدة، دعا المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لمنع دخول المسلمين البلاد. وأخبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم الثلاثاء، الأمم المتحدة أن 50 دولة قد وافقت على استقبال نحو 360 لاجئاً من البلدان المتضررة من الصراع هذا العام.
يوجد حالياً أكثر من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم قد شردوا من منازلهم.
وقال رجل الأعمال البالغ من العمر 36 عاماً، خوليو سيزار مونتينجرو، إنه لا يستطيع أن يتصور المعيشة في سوريا في وقت كهذا.
"أنت لا تفكر حتى في الأمر ولا تراه إلا في الأخبار. لكن أن ترى الأمر من زاوية حقيقية، كأنك تعيش في المكان نفسه، لهو أمر مؤثر فعلاً. حين تتخيل أنك وأطفالك تعيشون في مكان هذا، لا يسعك إلا أن تشعر بالسوء تجاه كل ما يحدث".
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.