يعود تاريخ وجود المسلمين في كندا إلى العام 1871، وقد كان عددهم 13 شخصاً وذلك عن طريق الهجرة التي بدأت في القرن الـ 19، عندما بدأت الهجرة الأوروبية إلى أميركا الشمالية شأنهم شأن الأوروبيين المسيحيين الذين هاجروا إلى أميركا وكندا.
وتقول المصادر التاريخية، إن أوائل المسلمين في كندا كانوا من البوشناق من البوسنة، ثم زاد عددهم بعد الحرب العالمية الأولى ليصل إلى 645 مسلماً في العام 1931.
أول مسجد للمسلمين
مسجد الرشيد في آدمنتون بمقاطعة آلبرتا هو أول مسجد بني للمسلمين في كندا في العام 1938، وكان عدد المسلمين في المدينة 700 فقط، ثم تلاه بناء ثلاثة مساجد في تورنتو.
عدد مسلمي كندا
وظل عدد المسلمين صغيراً، لكن الزيادة المميزة في عدد المسلمين في كندا كانت في الفترة ما بين عامي 1960 و1970- ، حين بلغ عددهم وفق الإحصائية الرسمية – في العام 1971 نحو 33 ألف و430 مسلماً.
وفي تعداد العام 1991، وصل عدد المسلمين إلى 253 ألفاً و265 شخصاً، في حين وصل تعدادهم في العام 2013 إلى أكثر من مليون مسلم أو 3.2% من إجمالي سكان البلاد.
أصول المسلمين
كما تقول الكاتبة الكندية سارة مشتاق في مقالها عن 144 سنة لوجود المسلمين في كندا، فإن أصول المسلمين ترجع إلى 60 مجموعة عرقية من مختلف بلدان العالم من الدول العربية والشرق أوسطية والصين وجنوب أفريقيا وبنغلادش، إضافة إلى الكنديين الأصليين، ويمثلون مختلف الطوائف والمذاهب الدينية السنة والشيعة والأحمدية والإسماعيلية.
أول مؤتمر إسلامي في كندا
يقول المؤرخ الكندي اللبناني هاني شوشر لـ "هافنغتون بوست عربي"، إن أول مؤتمر إسلامي عقد في كندا في مدينة لندن اونتاريو في مقاطعة اونتاريو في كندا كان في العام 1955، في حين كان المؤتمر الإسلامي الأول في شمال أميركا في العام 1953 في توليدو باوهايو في الولايات المتحدة الأميركية.
أما المؤتمر الثاني لمسلمي أميركا الشمالية، فأقيم في العام 1954 بديترويت، وكما بين شوشر فإن المؤتمر الثالث لمسلمي أميركا الشمالية كان في كندا لكنه أول مؤتمر جمع المسلمين في كندا وكان الحضور حوالي 1000 شخصاً، وكان 20% من الحضور من كندا و80% من الحضور من أميركا لأنه كما يقول شوشر فالمسلمون في كندا ذلك الوقت كانوا عدداً قليلاً.
أول مقبرة للمسلمين في كندا
وأضاف شوشر أن المسلمين في كندا كانوا إلى وقت قريب لا يملكون مقبرةً خاصةً بهم، وكانوا يشترون قطع أراضٍ داخل مقابر المدن التي يتواجدون فيها وخاصة على مستوى العوائل أي أن العائلة تشتري مدفناً لها ليضم أفراد الأسرة.
فيما يقول الشيخ جمال حمود، رئيس مشايخ كالغاري في مقاطعة ألبرتا، إن أول مقبرة للمسلمين كانت في مدينة كالغاري وذلك في العام 1984.
أما في مدينة لندن اونتاريو – حيث وجود جالية مسلمة كبيرة -، فبيّن شوشر أن أول مقبرة للمسلمين في هذه المدينة تم شراؤها في العام 2003 بعد ازدياد هجرة المسلمين إلى كندا، خاصةً اللاجئين البوسنيين، ثم تلاهم اللاجئون العراقيون ومساحة هذه المقبرة 67 دونماً وتتسع لـ 80 ألف قبراً وتكلفة الدفن الحالية تصل إلى حوالي 1900 دولار كندي.
أما بالنسبة لمن لا يتمكنون من الدفع، فيكون الأمر مجانياً وأيضاً للغرباء والمسافرين إذا ما توفوا في المدينة.
المؤسسات الإسلامية الكندية
توجد العديد من المؤسسات الإسلامية الكندية لكن أبرزها The Canadian Islamic Congress CIC، أي المؤتمر الإسلامي الكندي، وهو منظمة مجتمعية غير ربحية تعنى بقضايا المسلمين في كندا.
أما Muslim Association of Canada- MAC، فهي جمعية مسلمي كندا ولديها فروع عديدة وتعمل في 11 مدينة كندية، وهي أيضاً مؤسسة غير ربحية تقدم خدماتها للمجتمع الإسلامي في كندا.
توجد أيضاً The Islamic Society of North America-ISNA أو الجمعية الإسلامية لمسلمي أميركا الشمالية، وتضم مسلمي أميركا وكندا والتي تقدم خدماتها للمسلمين في أميركا الشمالية لأكثر من 40 سنة.
مسلمو كندا والحياة السياسية
كانت مشاركة مسلمي كندا في الحياة السياسية خلال الفترات الماضية مشاركات بسيطة بعكس الفترة الأخيرة ويعود السبب كما يصرح الدكتور جاسر عودة، أستاذ زائر بجامعة كارلتون في أوتاوا في كندا، أن اليوم نشأ جيل مسلم كندي يقدّر أهمية المشاركة في الحياة العامة والسياسية في كندا. وقد شهدت الانتخابات الكندية في أكتوبر 2015 فوز الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء جاستن ترودو ووصول عشرة نواب مسلمين إلى مقاعد البرلمان أيضاً ووصول المسلمة من أصول أفغانية الوزيرة مريم منصف إلى وزارة شؤون المؤسسات الديمقراطية والاجتماعية في كندا.
قصة صورة عمرها 60 سنة
وأشار شوشر إلى أن لديه صورة تمثل الجمعية الإسلامية لمسلمي مدينة لندن اونتاريو التي تأسست في العام 1950 وتضم أعضاء المؤتمر الإسلامي الأول في كندا في العام 1955، "وهذه اللوحة تعني تاريخنا الإسلامي في كندا وأول مؤتمر لنا في كندا وأنا كانت لدي نسختان قدّمت الأولى للمسجد الإسلامي في أكسفورد في لندن اونتاريو والثانية قدمتها إلى المركز الإسلامي في جنوب نفس المدينة".
وختم، "أما النسخة الثالثة والأخيرة، فأتمنى أن يمد الله تعالى في عمري لأقدمها هدية للمسجد الثالث الذي جمعت التبرعات له لأجل بنائه في مدينة لندن اونتاريو قريباً".