في تجربة فريدة وجديدة، وافق خبير التكنولوجيا الروسي فاليري سبيريدونوف البالغ من العمر 31 عاماً، الذي يدير مركزاً تعليمياً من منزله بشرق موسكو بروسيا، على الخضوع لأول عملية زرع رأس بشري كاملة في العالم.
إذ يعاني سبيريدونوف من مرض Werdnig Hoffman، وهو مرض وراثي يسبب ضموراً في العضلات والخلايا العصبية الحركية، ومن المعروف أن ذلك المرض قاتل، إذ يتوقع الأطباء موت المريض به في أي لحظة.
وبحسب صحيفة The The Washington Post، فإن ذلك المرض يتسبب في معاناة سبيريدونوف من عجز جسدي شبه كامل، فهو بالكاد يستطيع أن يطعم نفسه ويتحكم في كرسيه المتحرك من خلال عصا التحكم، والكتابة على لوحة المفاتيح.
فيما يعد شياو بينغ رين، الجراح الصيني البالغ من العمر 55 عاماً، والذي يعيش في الولايات المتحدة، أحد الشخصيات الرئيسية في تلك التجربة، وكان رين قد ترأس الفريق الطبي الذي نجح في إجراء أول عملية زراعة يد ناجحة في العالم، وكان أجرى اختباراً قبل العملية من خلال تبديل الأرجل الأمامية لخنازير.
أما الشخصية التالية التي تشارك في تلك التجربة، فهو جراح الأعصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو البالغ من العمر 51 عاماً، والذي يقارن نفسه بشخصية د. فيكتور فرانكنشتاين الخيالية، ولا تقتصر غرابته على ذكره للطبيب النازي جوزيف منغيله في كتاباته، بل إنه أيضاً ألف دليلاً لإثارة المرأة، وألف عديداً من الأبحاث الطبية التي تلقى احتراماً بين الأوساط الطبية، وفي العام 2013، أعلن الجراح رغبته في إجراء تجربة زراعة رأس بشري.
والآن تتضح لدينا الرؤية كاملة، إذ يرغب الجراحان كانافيرو ورين في إجراء أول عملية زراعة رأس بشري في العالم، فيما وافق الروسي سبيريدونوف على التبرع برأسه.
هذا ومن المحتمل أن تتم تلك العملية في مطلع العام 2017، بحسب ما قاله الجراح كانفيرو في تقرير نشره الكاتب سام كين عن ذلك المشروع في مجلة The Atlantic، فيما يؤكد الجراح الإيطالي أيضاً على وجود احتمالية نجاح تتجاوز 90%، مشيراً إلى أن إجراء العملية سوف يتطلب مشاركة 80 جراحاً بتكلفة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.
بينما ينسج الجراح الصيني كين خلال التقرير ما سوف يقال عن المشروع في صفحات التاريخ والعلم فضلاً عن بعض التفاصيل المسلية، إذ يقول إن الأطباء سوف يحاولون التوفيق بين لون جسد سبيريدونوف وبين لون جسد الشخص المانح، الذي مات بالسكتة الدماغية، كي يسهلوا من مهمة إعادة تركيب الرأس على الجسد، كما أن العملية سوف تتم في الصين؛ لأن الولايات المتحدة وأوروبا لن توافق على إجراء مثل تلك الأمور.
على صعيدٍ آخر، انتقد كثير من العلماء والأخلاقيين ذلك المشروع معتبرينه "علماً رخيصاً" يثير آمالاً زائفة، إذ يقول أحدهم إنه في حالة وفاة سبيريدونوف – وهو أمر غير مستبعد – ينبغي أن يُحاكم الأطباء بتهمة قتله.
هذا ويثير التقرير تساؤلات مثيرة، حول إذا ما كان يستطيع رين وكانافيرو إجراء العملية، وهل ينبغي عليهم إجراؤها من الأساس؟ وأسئلة أخرى مثل إذا كان الجسد الذي سوف يستخدم في العملية ينتمي إلى عازف بيانو، فهل يؤدي ذلك إلى استطاعة سبيريدونوف العزف على البيانو؟ ومن سيكون الناجي بعد العملية، سبيريدونوف أم شخصاً آخر ستنتجه عملية حشو الرأس في الجسد؟
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.