انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو جديد لفرقة "داتل تيتر" الفنية الساخرة يظهر أحد أعضائها وهو يطوف على بساط طائر شوارع العاصمة الألمانية برلين ليعرّف الناس بشهر رمضان ويسخر من شعار حزب النازيين الجدد.
ويظهر في فيديو للفرقة الفنية نُشر على موقع فيسبوك أحد أعضائها يطوف شوارع المدينة لتعريف الناس بماهية هذا الشهر والناس الذين يصومونه و"لم يستطيعون الطيران"، إلى جانب توزيع التمر، كرمز للشهر، حيث يفطر الصائمون عادة بتناوله.
انتشار واسع
وحصل الفيديو منذ نشره على موقع يوتيوب وفيسبوك في الـ28 من يونيو/حزيران الماضي على أكثر من 900 ألف مشاهدة، وحصد 14 ألف إعجاب، كما تمت مشاركته قرابة 14 ألف مرة.
ويبدأ الفيديو بمشهد للشاب يونس العمايرة وهو يمر على البساط قرب لافتة انتخابية تحمل شعار "رحلة عودة طيبة" تخص حزب النازيين الجدد (NPD)، يدعو من خلال الأجانب إلى ترك البلاد.
وغيّر العمايرة العبارة إلى "رمضان سعيد" بالكتابة على هاتفه المحمول، ثم يكمل رحلته في شوارع برلين حاملاً لافتة كُتب على أحد جوانبها: "هل تريد تمراً؟"، وعلى الجانب الآخر: "رمضان سعيد"، ليبدأ بتوزيع التمر على المارة، وهو "يطير" على بساطه فيما يحدق به المارة بإعجاب.
وأشارت الفرقة إلى أنها أخذت فكرة البساط من قناة اليوتيوب "برانك فيرسيس برانك".
إثارة الانتباه إلى رمضان
وأوضح العمايرة في تصريح لتلفزيون RBB المحلي أنه استخدم البساط كوسيلة للوصول إلى الغاية، وهي إثارة الانتباه إلى شهر رمضان بطريقة خلاقة، مشيراً إلى دور فكرة البساط في كسر الحواجز مع الناس، وإثارة فضولهم ليقتربوا ويعرفوا المزيد، وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث اقترب 99٪ من المارة فطرحوا أسئلة، فيما أراد آخرون الحصول على حلويات والصعود على البساط.
والعمايرة هو أحد أعضاء فرقة "داتل تيتر" التي تضم 5 أعضاء مسلمين وغير مسلمين من برلين، يصورون مقاطع فيديو ساخرة منذ قرابة عام وينشرونها على قناتهم الخاصة بموقع يوتيوب.
وتتناول مقاطع الفيديو التي ينشرونها بطريقة ساخرة الصور النمطية المنتشرة عن المسلمين لدى العامة، كمواضيع الحجاب، وفيما إذا كان يُفرض على النساء أم يرتدينه دون تعرضهن لضغوط من أحد، إلى جانب شهر رمضان، ومكافحة التطرف وتنظيم "داعش".
ويقول العمايرة إن "السلفيين يستخدمون هذه المنصة منذ وقت طويل"، لذا يريدون أن يخلقوا توازناً.
مسلمو ألمانيا مسالمون
وأكد العمايرة في وقت سابق خلال تسلمهم جائزة "جيرمان ويب-فيديو" الخاصة بالوجوه الصاعدة في مطلع يونيو الماضي أنهم سعيدون بهذا التقدير لعملهم، خاصة في الوقت الذي يعمل فيه بشكل شخصي مع الأعضاء السابقين في تنظيم "داعش" والمتطرفين و"يثمن الجهود التي يبذلونها على قناتهم بموقع يوتيوب ضد الراديكالية والسلفية واستغلال الدين".
وأشار إلى أن 99٪ من المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا مسالمون، "لكن أشهرهم هو شخص سلفي"، مبدياً عدم تفهّمه لذلك، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم يريدون تغيير ذلك وإظهار كيف يفهم هو وغالبية المسلمين في البلاد دينهم ويمارسونه.
ودرس العمايرة (31 عاماً)، وهو من مواليد برلين، العلوم الإسلامية ويعمل في مركز استشاري مع الشبان المسلمين، كما يقوم بإعطاء الدروس الإسلامية في مدرسة ابتدائية.
وأوضح لصحيفة "بي. تزت" البرلينية أنه كان عليه تعلّم التزلج على اللوح كي يستطيع تصوير الفيديو، مشيراً إلى أنه تدرب أسبوعين قبل أن يبدأوا بتجهيز البساط.
وأكد أنه أصبح الآن يستخدم لوح التزلج للذهاب إلى العمل بعد أن أعجبه ذلك بعد تصوير الفيديو، موضحاً أنه لا يستخدم البساط معه بالطبع.