بدأتها أسترالية وتبناها مسلمون.. هذه حكاية انتشار “ثلاجات رمضان” في شوارع الإمارات

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/17 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/17 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش

تشارك بعض سكان مدينة دبي، في وضع بعض الثلاجات وإمدادها بالطعام حول المدينة، وذلك لتوفير الأطعمة والمشروبات للفقراء والمحتاجين أثناء شهر رمضان الكريم، حيث يصوم المسلمون عن الطعام في ساعات النهار.

أطلقت سمية السيد -وهي سيدة أسترالية، تبلغ من العمر 29 عاماً وتعيش في دبي- هذه المبادرة في بداية شهر يونيو/حزيران، منذ الأسبوع الأول لشهر رمضان. وتضمنت فكرتها توزيع الثلاجات في أماكن يسهل الوصول إليها -كالشرفات والكراجات- وإمدادها بالأطعمة والمشروبات؛ بهدف توفير طعام الإفطار للعمال الذين يعملون أثناء ساعات الصيام، وفق تقرير نشرته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست".

وأخبرت سمية "عربي بوست": "رؤية الناس يعملون بجد في هذا الجو الحار، حتى أن بعضاً منهم يعمل أثناء ساعات الصيام؛ هو ما جعلني أرغب في تقديم شيء ما لهم، مهما كان صغيراً".

يهدف مشروع الثلاجات إلى إطعام البستانيين، وحراس الأمن، وعُمال البناء، فمنهم من يقوم بعمله في الهواء الطلق، حيث تكون تزيد درجة الحرارة عن 37 درجة.

وأضافت: "يرحب المشروع بكل من يعمل لصالح مجتمعنا".

توسع المشروع

وأوضحت الخريطة التي قام منظمو المشروع بصنعها لمواكبة ازدياد عدد الثلاجات، أن المشروع قد امتد ليصل إلى مدن إماراتية أخرى، بما فيها الشارقة وأبوظبي. فهناك حوالي 50 ثلاجة في دبي، و70 أخرى حول دولة الإمارات.

هناك حوالي 5 ملايين وافد تقريباً ممن يعملون بأجور منخفضة في الإمارات، أغلبهم من دول جنوب آسيوية، ويعيشون في ظروف مزرية، ومعرضون دائماً لانتهاك حقوقهم.

سيراً على نهج "فكرة يِل"، وهي مواطنة إماراتية قامت بوضع ثلاجة أمام منزلها لثلاث سنوات، أطلقت سمية السيد صفحة على فيسبوك لمبادرة Sharing Fridges أو "مشاركة الثلاجات" لضم عدد أكبر من الناس إلى المشروع. جذبت الصفحة نحو 15000عضوِ منذ ظُهر الخميس.

ومن بينهم أحمد أبو الحسن، وهو رجل مصري يبلغ من العمر 27 عاماً ويعيش في دبي. فقد أخبر "عربي بوست"، أنه توجه إلى إحدى الثلاجات ووجدها "مليئة بمخزون جميل من زبادي الفواكه، وزجاجات اللبن، وفاكهة وخضراوات مُقسمة بشكل فردي، وماء بارد".

ابتسامة تساوي ملايين الدولارات

وفقاً لصفحة المشروع على الفيسبوك، أكبر نسبة من التبرعات كانت من نصيب الفواكه والخضراوات، ومنتجات الألبان والمشروبات. وقالت سمية إن الكثير من العائلات قاموا بتقديم وجبات ساخنة أيضاً.

واستأنفت حديثها بأن: "عند وصول العاملين إلى الثلاجات، وبعد أن يختاروا ما يفضلونه من أطعمة، تحتل وجوههم ابتسامة تساوي ملايين الدولارات".

كما أضافت أن المجتمع قد استجاب بحماس للمبادرة.

"ساعد جروب الفيسبوك بشكل كبير في ذلك، فيقوم الأعضاء بتحديد منطقة ما، ثم يساهمون في شراء وتجهيز ثلاجة. وهو ما يضيف روح مجتمعية متماسكة للغاية تعبر فعلاً عن روح شهر رمضان".

وقال أبو الحسن: "أعتقد أنها مبادرة طيبة وضرورية، ويعلق الأمر للأسف بأن الناس في رمضان غالباً ما يسرفون في بيع وشراء الأطعمة. ولكن في الحقيقة، أظن أن هذه المبادرة يجب أن تستمر طوال السنة".

تقول سمية إن المنظمين حالياً يناقشون إمكانية استمرار المبادرة لما بعض رمضان، على الأقل لباقي أشهر الصيف.

-هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا

تحميل المزيد