رغم اتهامه من طرف ديفيد كاميرون بـ"مساعدة الإرهاب"، إلا أن مرشح حزب العمال البريطاني صادق خان المسلم ذا الأصل الباكستاني تمكّن، الجمعة 6 مايو/أيار 2016، من الفوز بمنصب عمدة العاصمة البريطانية لندن، بعد تغلبه على منافسه المحافظ المليونير زاك غولدسميث، ليكون أول مسلم في البلاد يتبوأ هذا المنصب.
وحصل خان على المركز الأول بنسبة 44%، وجاء غولدسميث في المركز الثاني بنسبة 35%، ليخلف صادق خان بذلك النائب عن حي شعبي في جنوب لندن رئيس البلدية السابق عن حزب المحافظين الذي يحظى بشعبية كبيرة بوريس جونسون، ويصبح أول رئيس بلدية مسلم لعاصمة غربية كبرى.
ومثل صادق خان، يوجد مسلمون وعرب كُثر في مدن غربية كبيرة تمكنوا رغم كل الاتهامات والمضايقات التي تعرضوا لها من فرض أنفسهم على الساحة السياسية في البلدان التي انتقلوا إليها رفقة آبائهم العمال في سن معينة أو تلك التي وُلدوا فيها بعد هجرة العائلة إليها لغرض العمل وضمان مستقل آمن لأبنائهم.
1. أحمد بوطالب – عمدة روتردام الهولندية
حتى عمر الـ15 سنة كان أحمد بوطالب طفلاً يلعب مع أقرانه في قرية بني سيدال في ريف إقليم الناظور شمال المغرب، يتلقى مبادئ القراءة والكتابة بالعربية ويحفظ آيات من القرآن الكريم على يد أبيه، إلا أن انتقال الوالدين إلى هولندا للإقامة فيها وعمل الأب إماماً في أحد مساجدها فرض عليه هو الآخر رفقة إخوته ترك لعبه وقريته ولغته وبدء حياة جديدة في بلاد المهجر.
أحمد بوطالب، الذي يشغل اليوم منصب عمدة مدينة روتردام منذ 2009، ثاني أكبر مدن هولندا التي تملك واحداً من أكبر الموانئ في العالم، بدأ في تعلم الهولندية في عمر الـ15، لكن ذلك لم يمنعه أبداً من أن يُحقق نجاحات منقطعة النظير ليصبح مثلاً كبيراً للشباب المسلم في البلاد، حيث شغل سابقاً منصب وزير دولة للشؤون الاجتماعية والعمل، وهو عضو بحزب العمال في هولندا، وله مواقف جريئة ضد العنصرية ومشاكل الهجرة والإسلاموفوبيا.
2. مريم درقاوي – عمدة أوبروفيل الفرنسية
تمكنت هذه السيدة الجزائرية من الفوز بعمادة مدينة أوبروفيل الفرنسية القريبة من العاصمة باريس بداية 2016، حيث فازت بـ41 صوتاً من أصل 49 خلال انتخابها بين الأعضاء بعد استقالة عمدتها باسكال بودي لأسباب صحية.
درقاوي ولدت سنة 1955 بمدينة السعيدية الجزائرية، ودرست بوهران شرق البلاد قبل انتقالها إلى فرنسا عام 1990 لإتمام دراستها الجامعية وانتمائها إلى الحزب الشيوعي الذي انشغلت داخله بقضايا التعليم والتربية. وحسب مجلة "جون أفريك" الفرنكوفونية، فإن والدها كان سائقاً لسيارة الأجرة ومقاوماً ضد الاستعمار الفرنسي توفي 17 فبراير/شباط 1962 وهي في الـ7 من عمرها، فيما أمها سيدة مغربية كانت تشتغل عاملة في أحد المستشفيات.
3. سنية داحو – عمدة أوليس الفرنسية
مع نهاية 2012، انتخب أعضاء مجلس مدينة أوليس الفرنسية التونسية سنية داحو عمدة لهم بعد استقالة رئيسها السابق مود أوليفي، الذي فاز بمقعد في البرلمان ما يُجبره قانون بالتخلي على مهامه في البلدية.
داحو التي كانت تشغل رئيس بلدية مساعد مكلفة بالديمقراطيات المحلية في المنطقة من مواليد سنة 1974، وقد سافرت إلى فرنسا عام 1992 وهي في الـ18 من عمرها لمتابعة دراستها في اختصاص الفيزياء والرياضيات بجامعة دورساي، وفي تشتغل في الأصل إطاراً سامياً في الإدارة العامة للمالية الفرنسية.
4. ناهيد نينشي – عمدة كالغاري الكندية
هو أول عمدة مسلم في تاريخ كندا، حيث تمكّن هذا الأكاديمي ذو الأصول الهندية سنة 2010 من الفوز بالمقعد في مدينة كالجاري رغم عدم تجاوز سنه 38 سنة، بعد أن اعتمد على الشبكات الاجتماعية كفيسبوك وتويتر ويوتيوب لاستمالة الناخبين، ليحصل على 39% من الأصوات، لكن المعجزة هي حينما تمت إعادة انتخابه سنة 2013 عمدة من جديد بـ74% من أصوات الناخبين.
بالنسبة لنينشي فإن عائق الهوية غير موجود أبداً، ونقاش الحفاظ عن الهوية والثقافة أمر قليل الأهمية، ويقول إنه من السهل على الفرد أن يضع نفسه داخل عقدة السؤال: "من أنا؟ هل أنا مسلم أولاً أم كندي؟، هل أنا هندي أولاً أم كالجاري؟ لكنه يرى أن للمرء إمكانية الجمع بين كل تلك الهويات.
يُذكر أن مدينة كالغاري هي أكبر مدينة في مقاطعة ألبرتا الكندية، وتعتبر أيضاً من أشهر المدن الكندية في الصناعات البترولية والكيميائية نظراً لوجود الكثير من الشركات النفطية والكيميائية، ويسكنها نحو مليون نسمة، لتكون بذلك الخامسة من ناحية الكثافة السكانية في البلاد.
5. نبيل مراد – عمدة كيليني اليونانية
في عام 2014 انتخبت مدينة كيليني التي تبعد 280 كلم غرب العاصمة اليونانية أثينا الطبيب نبيل مراد رئيساً لها بعد أن كان عضواً لثلاث دورات، وقد شاءت الأقدار أن تقع الحرب في البلاد ليهرب السوريون من ويلاتها لاجئين إلى أوروبا مروراً باليونان، فيجدون ابن بلدهم قد تقلد المسؤوليات ليُساعدهم ما استطاع.
وتمتلك بلدية كيليني قرية سياحية جميلة لكنها بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية لم تعد يستقبل زواراً كثيرين، فقرر الرئيس السوري الأصل وضعها بتصرف اللاجئين في انتظار فتح الحدود المقدونية أمامهم للانتقال إلى ألمانيا، قائلاً لوكالة الصحافة الفرنسية إن ذلك "أقل ما يمكن أن أفعله للاجئين السوريين".