هل تعاني عند حل واجب أو فروض الرياضيات الخاص بك؟ ، أو إثبات حل "السودوكو" يبدو صعباً؟ أم تعاني الاكتئاب؟ أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؟ أو حتى اضطراب ما بعد الصدمة؟
هناك حل لكل هذا يتضمن توصيل أقطاب كهربائية إلى رأسك ثم سريان التيار عبرها إلى الدماغ!
هل يبدو هذا غريبا؟
اثنان من علماء الأعصاب قالا إن هناك حالياً مجتمع يتزايد نشاطه من "قراصنة الدماغ الهواة"، إضافة إلى توفر كل الأجزاء الكهربائية ذات الصلة على الانترنت وإمكانية شرائها بتكلفة أقل من 100 دولار وتوصيلها بخصوصية وأمان إلى منزلك، حسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية .
عندما بدأ طبيب وعالم الأعصاب الكندي " ويلدر بنفيلد" ممارسة جراحة رائدة متعلقة بالمخ وكذلك أبحاث الدماغ منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الخمسينات، تضمن عمله تحفيز الدماغ عن طريق توجيه التيار الكهربائي تجاهه بشكل مباشر.
وقام كاميرون كرادوك، المدير في معهد "ناثان إس كلاين" لأبحاث الطب النفسي في نيويورك، بعرض فيديو يظهر أقطاب كهربائية تم توصيلها بدماغ مريضة وتحديداً بجزء "النواة المتكئة" أو "مركز المتعة" في المخ. ويظهر المريضة وقد ضغطت عدّة مرات على زر في لوحة تحكم وضعت في حضنها، وعندما سُألت عن شعورها ومايمثله هذا الزر قالت إنه "زر الجنس".
أما الآن فتحفيز الدماغ أكثر تطوراً وغير مُعد، وكما يشرح كاميرون هناك عدة أنواع منها " التحفيز الحالي المباشر عبر الجمجمة" أو مايعرف اختصارا ب "TDCS" ويتضمن تشغيل التيار خلال الدماغ ويمكن تطبيقه بشكل ذاتي، وهناك بالفعل مجتمع نشط ممن يطلق عليهم "العلماء المواطنون" يتبادلون خبراتهم في هذا النوع من التحفيز عبر الانترنت، كما إن كل المعدات المطلوبة متاحة بسهولة على الانترنت كذلك. أما الطريقة فهي تقريب الجزء الأحمر من الجزء المراد تحفيزه في الدماغ، أما الجزء الأسود فيوضع في الجهة المقابلة، ولنأمل أن يسير الأمر بعدها على مايرام، وأضاف إن هناك بعد الأدلة على كون هذه التقنيات مفيدة بالفعل في تحسين معدل التعلم، وتحفيز الخلايا والوصلات العصبية للقيام بدورها على وجه صحيح أثناء معالجة الدماغ للمعلومات.
أيهما تفضل كهرباء عبر الجلد أم الجمجمة؟
ومن هذه التقنيات أيضاً؛ تقنية "التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة" أو ما يعرف اختصاراً ب" TMS" والذي قال عنه كاميرون إنه يستخدم لتحفيز منطقة محددة نسبياً من بضعة سنتيمترات داخل الدماغ، وقد يسهم هذا في تحسين القدرة على الكلام ، والعدّ، والحركة، حسب الدماغ الذي يطبّق عليه. وبعض هذه التقنيات تقترب من الحصول على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير(الأميركية) لعلاج بعض الأمراض مثل مرض الاكتئاب.
أما عن النتائج؛ فهناك تفاوت كبير فيها تبعاً لعدة معايير منها المنطقة الدماغية التي تم تحفيزها، والتذبذب والجهد الكهربائي للتيار المستخدم.
وقال كاميرون إن زيادة كمية التيار المتدفقة إلى الدماغ لاتؤدي بالضرورة لنتائج أفضل، بل على العكس، قد تؤدي لتأثير معطّل للجهاز العصبي بدلاً من تحفيزه.
وبينما تركز بعض الشركات الناشئة على التأمل والنوم والتغذية كوسائل لتحسين الأداء العقلي، يتوجه البعض الآخر نحو التحفيز الكهربائي للدماغ. فعلى سبيل المثال هناك جهاز طرحته مؤخراً شركة "thync" يعمل عن طريق بث الإشارات العصبية الكهربائية عبر الجلد، ويتم وضع أحد الأقطاب على صدغ المستخدم، أما القطب الآخر فيوضع على الجزء الخلفي من الرقبة، ويمكن ضبطه إما لتوليد الطاقة والنشاط أو للاسترخاء، ويقول كاميرون إن هذا النوع من التحفيز يعتمد على تحفيز النهايات العصبية الموجودة بالوجه بدلاً من التوجه للدماغ مباشرة.
ماهي الآثار الجانبية؟
لكن يبقى سؤال هام وهو: ماذا عن الآثار الجانبية؟ بخصوص تقنية الـ " TMS" فقد تؤدي لإتلاف حاسة السمع، وتسبب الشعور بعدم الراحة في فروة الرأس، بالإضافة إلى الصداع و التشنجات. أما تقنية " TDCS " فقد تسبب حكة طفيفة على الجلد أثناء التحفيز، ودوخة وتعب.
لذا، هل نحتاج أن نظل متشككين تجاه هذا التقنيات وتأثيراتها؟ يجيب كاميرون أنه مقابل كل بحث علمي يظهر الآثار الإيجابية للتحفيز الدماغي، هناك آخر يظهر التأثيرات السلبية أو انعدامها، ولا يزال هذا الحقل منطقة علمية مثيرة للجدل.
لكن إن كنت لا تزال تريد تجربتها، يمكنك البحث عنها في الانترنت.
-هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Guardian. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.