يتيح اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به في 8 مارس/آذار من كل عام، فرصة للاحتفاء بالنساء وما حققنه من إنجازات محلية وعالمية على المستوى العلمي والثقافي والحقوقي، ومع كل عام تشارك المرأة السعودية نساء العالم نجاحاتها التي تتنوع في مختلف المجالات.
يعد دخول المرأة السعودية إلى مجلس الشورى في العام 2014 أكبر إنجازاتها في العقد الحالي، باعتباره من أعلى المناصب القيادية التي تمكن للمرأة المشاركة في صناعة القرار، إذ تشغل نسبة 20% من المقاعد العضوية كحدٍ أدنى، ويضم مجلس الشورى الحالي في عضويته 30 امرأة من أصل 150 عضواً هم مجموع أعضاء المجلس.
وفي العام 2015، شاركت المرأة السعودية في الترشح والانتخاب لعضوية المجالس البلدية، وتنافست نحو ألف امرأة مع 6 آلاف رجل لانتخاب أعضاء 284 مجلساً بلدياً على امتداد السعودية، وأظهرت النتائج فوز 21 سيدة في انتخابات المجالس البلدية، كما بلغت نسبة تصويت المرأة في اللجان المحلية كافة في السعودية6.81% من إجمالي الناخبات في الدورة والذي يقدر عددهن 130 ألف ناخبة.
كما أصدرت وزارة العمل السعودية عدة قرارات وزارية لصالح المرأة السعودية، مثل افتتاح أقسام نسائية في جميع المؤسسات الحكومية تعمل على خدمة المرأة، بالإضافة إلى تنظيم عمل المرأة في محال بيع المستلزمات النسائية، إلى جانب قرار وضع الاشتراطات الخاصة في توظيف النساء في المصانع.
العام 2015 شهد تحقيق المرأة السعودية للعديد من الإنجازات بمختلف المجالات، بالرغم من أنها لاتزال تصارع على جبهات عدة للتخلص من القيود التي تكبلها للحصول على أبسط حقوقها، "عربي بوست" تستعرض أبرز إنجازات المرأة السعودية في مجالات مختلفة:
سعودية تحظى بعضوية الوكالة الدولية لأبحاث السرطان
حظيت استشارية جراحة أورام القولون والمستقيم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث د. سمر الحمود، بعضوية الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وذلك عبر دعوة رسمية تلقتها، نظير جهودها المميزة وخبرتها الكبيرة في مجال أبحاث السرطان.
وتعد الحمود أول مرشحة لهذا المنصب من منطقة الشرق الأوسط، وأول امرأة سعودية تحظى بعضوية هذه اللجنة التي تعقد اجتماعاتها في مكتب الوكالة بمدينة ليون الفرنسية كل شهرين لمناقشة واعتماد الأبحاث المقدمة للوكالة.
المهندسة الوحيدة في مترو الرياض
تمكنت المهندسة ريما بنت سلطان من الانضمام لأضخم مشروع للمواصلات العامة، والذي يمتد عبر 6 خطوط "مترو" رئيسة تخترق العاصمة الرياض من جميع الاتجاهات.
وتتلخص مهام ريما في تقديم الرسومات المعمارية لمخططات محددة، وفي حضور الاجتماعات والإشراف على سير عمل أجهزة الحفر الألمانية الضخمة، كما تزور موقع الإنشاء كل أسبوع لتكون بذلك المهندسة المعمارية السعودية الأولى والوحيدة التي تنضم لمشروع المترو.
مجال الإخراج السينمائي
شاركت ببصمات قوية المخرجة السعودية فايزة أمبات في مهرجان دبي السينمائي للعام 2015، وذلك من خلال الفيلم السعودي "مريم".
وتدور أحداث الفيلم في العام 2004، ويناقش ما قررته فرنسا في ذلك الوقت من منع ارتداء أي رمز ديني في المدارس الحكومية.
قاصرة.. من الولادة إلى الموت
"رغم التغيير الحاصل في مشاركة المرأة السعودية وحضورها الواضح خلال السنوات الأخيرة، مازالت هناك مطالب وحقوق لم تر النور بعد"، بهذه الجملة تتحدث الأستاذ المساعد في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتورة مرام مكاوي، في تصريح لـ "عربي بوست"، عن واقع المرأة السعودية.
وتابعت "لو نظرنا للمرأة السعودية بصفة عامة نجد أن أهم ما تحتاجه هو أن تشب عن الطوق، فمنذ أن تولد حتى تموت وهي قاصر للأبد، المرأة السعودية تخرج أجيالاً وقد تكون عضواً في مجلس الشورى، ولا تستطيع القيام بأبسط أمورها دون موافقة الرجل أو ولي الأمر".
المرأة السعودية والقرار السياسي
وتؤكد مكاوي "القرار السياسي مرتبط بالقرار الاجتماعي، فأي حكومة لا تريد إثارة السخط الشعبي، ولكن في نفس الوقت الحكومة أثبتت في مواطن عدة أن القرار السياسي هو الحل الوحيد، وخير مثال على ذلك حينما أقر الملك فيصل تعليم البنات كان هنالك رفض، ولكنه اتخذ الخطوة الشجاعة ولم يجبر أحداً".
وتابعت "بالنظر للحقوق الإنسانية بشكل عام، أرى بأنه يجب أن تخضع للحق وليس لرأي المجتمع، ومثال على ذلك حقوق السود في أميركا والأقليات الإسلامية في الغرب".
وانتقدت مكاوي الطريقة التي قامت بعض الناشطات باستخدامها للمطالبة بحق قيادة السيارات، "قيادة السيارة مثلاً مطلب مهم، لكن طريقة الطرح تنفر الكثير وتؤدي للانسحاب من المطالبة بحق من الحقوق الضرورية".
من جانبها، عبرت الكاتبة السعودية هالة القحطاني لـ "عربي بوست" عن رضاها بما حققته المرأة السعودية من إنجازات، "وهذا لا يقتصر فقط على دخولها مجلس الشورى، بل ما حققته من نجاح داخله فقد حركت المياه الراكدة في المجلس، و أضافت حيوية وضخت أفكاراً وآراءً غير نمطية، أحدثت على إثرها تغييراً إيجابياً في بعض أنظمة الأحوال المدنية لصالح الأبناء والأمهات".
الهوية العربية والخليجية للمرأة
وتضيف "المرأة السعودية اليوم لا ينقصها سوى الثقة والمساحة، لتعطي وتذهل بإمكانياتها الجميع، فإلى الآن لا يعرف طاقاتها جيداً كثيرٌ من الناس في المجتمعات الغربية حولنا، بسبب تركيز بعض الصحف على الأمور السطحية، والتي لاحظت بأنها تتعمد تسليط الضوء على السلبيات أكثر من الايجابيات".
وقالت "ربما هذا يفسر تكرار تلك الصورة النمطية عن المرأة السعودية، التي لن تسمح لأي أمر تشتيت تركيزها عن أهدافها، بل ستستمر بمواصلة مسيرتها والمشاركة في تنمية بلدها دون أن تفقد هويتها العربية الخليجية" .
مشاكل المرأة متشابهة في العالم
"تتشابه مشاكل المرأة في كل أنحاء العالم" ،هكذا تبدأ الناشطة في حقوق المرأة السعودية وصاحبة مبادرة "نساء للوطن"، مها الوابل، حديثها.
وتضيف "المرأة تشاطر الرجل الحياة وتشاركه وتشترك معه في هموم الحياة وسعيها إلى الأمن بكل أشكاله، ما يختلف حول العالم هو تصنيف أهمية حقوق المرأة وحصولها عليها فيما يتصدر الطفل والمرأة مشهد الاهتمام في بعض الدول توجد المرأة في ذيل ذلك المشهد في دول أخرى، إن لم تكن تختفي ويجب أن تظل ضمن عباءة الرجل وتحت وصايته وسلطته وتسلطه".