هل تتعجب من المناخ الحاد الذي تتعرض له منطقتنا؟ “ال نينيو” هو السبب

يلاحظ في شتاء هذا العام أنه موسم حاد من ناحية آثاره المناخية المتمثلة في شدة تساقط الأمطار وتساقط الثلوج والانخفاض الواضح في درجات الحرارة بالكثير من المناطق.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/10 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/10 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش

يلاحظ في شتاء هذا العام أنه موسم حاد من ناحية آثاره المناخية المتمثلة في شدة تساقط الأمطار وتساقط الثلوج والانخفاض الواضح في درجات الحرارة بالكثير من المناطق.

وبتأمل شتاء هذا العام في العالم، يلاحظ أن مختلف أنحاء العالم تشهد تغيراً مناخياً، وبلا شك فإن هذا الأمر ليس من قبيل الصدفة.

"ال نينيو" هو السبب


هذه ظاهرةٍ مناخيةٍ عالميةٍ معروفةٍ تتكرر كل عدة سنوات وترتبط بتغيرات بدرجات حرارة المحيطات، وتتأثر هذه الظاهرة بشكل رئيسي بالتغير في درجات الحرارة الذي يحدث في المحيط الهادي، والتي تؤثر عبر سلسلة من العوامل على الغلاف الجوي والمحيطات الأخرى.

يلاحظ أن هذه الظاهرة تتكرر كل من 3-7 سنوات، لكن الملفت للنظر هو أنها تزداد حدة مع مرور الوقت خصوصاً منذ أواخر القرن الماضي.

ويصعب التنبؤ بحدوث هذه الظاهرة، وبالتالي فمن الصعب الاستعداد لتبعاتها قبل وقوعها.

كيف تحدث هذه الظاهرة؟


بشكل عام، لا يعرف العلماء بدقة ما الذي يثير دورات حدوث ظاهرة "ال نينيو"، فليست هذه الظاهرة المتكررة متشابهة في الحدة والتأثير بشكل عام.

من بين أنواع الرياح الدائمة التي تهب على كوكب الأرض بانتظام، توجد رياح تسمى "الرياح التجارية" وهي تهب من عند دائرتي عرض 30 درجة شمالاً وجنوباً باتجاه خط الاستواء. يكون اتجاه هذه الرياح في نصف الكرة الشمالي باتجاه الشمال الشرقي، وفي نصف الكرة الجنوبي تكون باتجاه الجنوب الشرقي.

في السنوات الطبيعية، تهدأ هذه الرياح في فصل الربيع وتعود خلال فصل الصيف. لكن العام الذي تنشأ فيه ظاهرة "ال نينيو" لا يحدث هذا الأمر، وتهب الرياح التجارية بشكل معاكس وبالتالي يتأثر المحيط الهندي بشدة.

اتجاه التيارات الدفيئة في المحيط الهادىء في السنوات الطبيعية تكون من الشرق باتجاه الجانب الغربي، وبالعكس إذ تتجه حركة تيارات المياه الباردة من الغرب باتجاه الشرق.

بمعنى آخر، فإن المياه الدفيئة تتجه نحو سواحل اليابان وشرق القارة الآسيوية، فيما تتجه المياه الباردة باتجاه السالل الغربي للولايات المتحدة وشمال القارة الأميركية الجنوبية.

في عام "ال نينيو"، تنعكس اتجاه هذه التيارات في المحيط الهادي، ما يتسبب – على سبيل المثال – في جلب المياه الساخنة باتجاه سواحل ولاية كاليفورنيا الأميركية التي تتميز بمناخها الشبيه بمناخ البحر المتوسط والذي يتميز بالدفىء والأمطار المتوسطة الشتوية، لكن كتلة المياه الدفيئة تتسبب في جلب السواحل الرعدية تجاه سواحل كاليفورنيا.

ال نينيو 2015


ظاهرة "ال نينيو" الحالية نشأت منذ أبريل/نيسان 2015 طبقاً لدراسات علماء أميركيين، لكنهم قالوا إنها ظاهرة ضعيفة في ذلك الوقت. لكن علماء المناخ في أستراليا أكدوا أن هذه الظاهرة الوليدة ستزداد شدتها منذ شهر سبتمبر التالي، وهو ما حدث بالفعل.

ويلاحظ أن أثر هذه الظاهرة كان كبيراً في عدة مناطق حول العالم.

ففي منطقة الشرق الأوسط ضربت العواصف الثلجية مناطق واسعة شمال المملكة العربية السعودية ولبنان، وازدادت حدة العواصف الثلجية في تركيا بشكل واضح.

أيضاً فقد ضرب إعصاران قويان مناطق جنوب اليمن في حادثة نادرة، إذ لم يكن هناك فرق بين الإعصارين سوى بضعة أيام فقط.

وفي الولايات المتحدة شاهدنا وقوع عواصف ثلجية قوية بالفعل خصوصاً في مناطق الساحل الشرقي.

أما في المغرب فقد وضح نقص الأمطار مما سبب خوفاً لدى المزارعين لتأخر موسم المطار بشكل غير معتاد.

ظواهر سابقة مشابهة


أبرز موجات الظاهرة المناخية المميزة هذه كانت عامي 1997 و1998، والتي أدت إلى اضطرابات مناخية كبيرة في المناطق الاستوائية وفي قارة أميركا الشمالية أيضاً. في البرازيل وإندونيسيا اندلعت حرائق هائلة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وفي شواطىء شرق أميركا الجنوبية وشرق أفريقيا نشأت العديد من الفيضانات والأعاصير.

وقد انتهت هذه الظاهرة بحدوث عملية تجمد مفاجأة للمياه السطحية في المحيط الهادي في العام 1998.

آخر موجات "ال نينيو" التي شهدها العالم كانت منذ 6 سنوات تقريباً، وأدت إلى زيادة هطول الأمطار في جنوب شرق آسيا، وهبوب العواصف الثلجية القوية في الولايات المتحدة، وموجات حر شديد في البرازيل، وظاهرة جفاف واسعة في أستراليا والفلبين، بالإضافة للفيضانات المدمرة في المكسيك.

حالات الجفاف والفيضانات تسببت في حدوث ارتفاعات كبيرة في أسعار الغذاء العالمي، ويتوقع العلماء أن هذه الظاهرة ستزداد شدة مع زيادة درجة حرارة الأرض.

علامات:
تحميل المزيد