يحتفل المصريون في الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر من كل عام بـ "مولد الحسين" بن علي بن أبي طالب، والذي يطلقون عليه اسم "الليلة الكبيرة".
ولا يقتصر الاحتفال على يوم واحد، بل يسبق "الليلة الكبيرة" عدة أيام يتوافد فيها الزوار من أبناء الفرق الصوفية من كافة أنحاء البلاد، ليقيموا في المناطق المجاورة لمسجد الحسين بوسط العاصمة القاهرة، سرادقات خاصة بكل فرقة، فتكثر حلقات الذكر والإنشاد، كما يشارك مقرئون بتلاوة القرآن.
لكن هل يوافق الاحتفال ذكرى مولد الحسين؟
الثابت أن الحسين بن علي ولد في 3 شعبان في العام الرابع للهجرة، والذي وافق حينها يوم 8 يناير/كانون الثاني في المدينة المنورة، وبالتالي فإن يوم ميلاده لا يوافق اليوم الذي يتم الاحتفال به في مصر.
أما استشهاده، فكان في 10 محرم سنة 61 للهجرة، حين أصيب بسهم خلال معركته ضد جيش عمر بن سعد التابع ليزيد بن معاوية بمدينة كربلاء بالعراق.
وهنا لا تتوافق ذكرى استشهاده مع يوم احتفال المصريين بـ "الليلة الكبيرة".
ذكرى استقرار رأس الحسين في مصر؟
ويرجع البعض اختيار الثلاثاء الأخير من ربيع الآخر، حتى يوافق يوم وصول رأس الحسين إلى أرض مصر، لكن هل دفنت الرأس في البلاد حقاً؟
بعد مقتل الحسين قام شمر بن ذي جوشن – أحد قادة جيش عمر بن سعد -، بفصل رأس الحسين عن جسده بالسيف، وتعددت الروايات حول المكان الذي دفنت فيه الرأس.
جمهور الشيعة يعتقدون أن رأس الحسين دفن معه في مدينة كربلاء، بعد أن عادت به السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب إلى المدينة عقب مرور 40 يوماً على مقتله، والذي وافق يوم 20 صفر، وهو التاريخ الذي يحيي فيه الشيعة الذكرى بتجديد حزنهم على مقتله.
أما الرواية الأخرى، فتحدثت عن أن الرأس مدفونة في دمشق، بعد أن أحتفظ بها الأمويون للتفاخر بقتل الحسين، حتى جاء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز وأمر بدفنها.
وهناك من تحدث عن وجود الرأس بمدينة عسقلان، إذ نقلت إليها عقب دخول الصليبيين إلى الشام وتهديدهم بنبش قبر الحسين، فخشي عليها الفاطميون وقاموا بنقلها إلى عسقلان.
أما الرواية الثالثة، فتقول إن رأس الحسين نقل من عسقلان إلى القاهرة في عهد الفاطميين أيضاً، وبني لها مشهد (المسجد حالياً)، والذي يزوره آلاف المصريين كل عام.
وبعيداً عن الروايات واختلافها، فلا يعُرف حقاً سبب احتفاء المصريين بالثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر، كما تصعب معرفة السبب الذي دفعهم لإطلاق اسم "الليلة الكبيرة" على تلك الليلة.