هكذا خفف شباب جزائريون قسوة الشتاء عن فقراء الجبال.. شاركهم تجربتهم

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/10 الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/10 الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش

بعد سنوات من دمعة مسنة جزائرية حزينة زرفتها عيناها من شدة ما تلاقي من برد الشتاء، قرر شباب جزائريون الوقوف إلى جانب العائلات الفقيرة بالمناطق الجبلية والمعزولة، ودعمهم بمبادرة توفر لهم وسائل "الدفء" لهم ولأولادهم خلال فصل الشتاء الذي تصل درجات الحرارة فيه للصفر.

الشباب المبادر سيقطع مئات الكيلومترات نحو الأماكن النائية والمحرومة من أى خدمات، وهدفهم الاطلاع على واقع المعيشة بالقرى والمداشر البعيدة عن المجمعات السكانية، تمهيداً لإطلاق القوافل تحت عنوان "الشتاء الدافئ".

وعن مبادرتهم يقول الشباب إن مناطق القبائل والشاوية، تعد الأكثر استهدافاً، كونها مناطق ينتشر فيها الفقر وتتزايد فيها أعداد العائلات التي تعاني من قسوة البرد والثلوج.

الهدف.. شتاء دافئ

مصطفى حمادو، ناشط جمعوي وأحد المشاركين، قال إن قافلة الشتاء الدافئ تحتوي على أغطية وفرش وبعض الملابس، وتوزع على الأرامل واليتامى والمعوزين.

وبلغ عدد الإعانات الموزعة – حسب حمادو – 31 إعانة، في انتظار الحصص الأخرى التي تصب في تحقيق هدف توفير الدفء وسط درجات حرارة تهبط في بعض الأحيان لما دون الصفر.

بداية المبادرة دمعة مُسنة

كان شتاء 2009 مليئاً بالمآسي، عندما حاصرت الثلوج عدداً من القرى المترامية الأطراف بجبال جرجرة، والبابور ومنطقة الهضاب العليا شرق العاصمة الجزائر، ودامت عزلة هذه المناطق أكثر من 15 يوماً.

"بقة مراد"، أحد المشاركين أيضاً، قال: "قمنا بمبادرة لفكّ العزلة على عائلات حاصرتها الثلوج لوقت طويل بجبال الزان المنتمية إلى سلسلة البابور"، وأضاف "عندما وصلنا إلى إحدى البنايات القديمة، وجدنا ربّ البيت قد حطم جميع أثاثه الخشبي لحرقها وتوفير الدفء لأولاده".

ومما زاد الأوجاع تلك العجوز المسنة التي عُثر عليها ترتجف خلف الباب ودمعتها تنساب على خدها من شدة البرودة.

هذه الصورة، حسب مراد، كانت دافعاً قوياً لإطلاق مبادرة "الشتاء الدافئ".

المبادرة أصبحت تقليداً

يقول شوادرة مهدي، رئيس جمعية كافل اليتيم، أحد المشرفين على حملات "الشتاء الدافئ"، إن هذه المبادرة باتت تقليداً سنوياً، تبدأ بجمع الإعانات وتوزيعها من خلال تنظيم قوافل لهذا الغرض.

وأصبحت عشرات العائلات تنتظر المبادرة مع بداية كل شتاء، إذ قامت الجمعية السنة الماضية بتوزيع قرابة 400 بطانية، وبعض الألبسة الشتوية.

كما أشرفت ذات الجمعية السنة الجارية على توزيع 100 إعانة، والعملية لا تزال مستمرة، حسب كلام مهدي.

المواد الطاقوية تدخل السكة

وإن كانت أغلب المبادرات الشبانية تعتمد في "حملة الشتاء الدافئ" على توزيع الأغطية والأفرشة والألبسة، فإن هناك شباباً خرجوا عن التقليد، وهم اليوم يعملون على توزيع المواد الطاقوية لتوفير التدفئة.

جمعية "أيادي الخير" بولاية البويرة، التي يرأسها نجيم داودي، تعمل منذ أشهر على جمع مواد طاقوية في صورة هبات من محطات التوزيع، أو من خلال اقتنائها اعتماداً على مساعدات المحسنين.

كمية المازوت وقارورات غاز البوتان المتحصل عليها، حسب داودي، يتم توزيعها على العائلات المعوزة بالمناطق التي لم تصلها بعد شبكة الغاز الطبيعي.

المبادرة أثارت استحسان المواطنين، كونها أزاحت أحد الإشكالات العويصة التي يعاني منها المعوزون في المناطق الجبلية القريبة من مرتفعات تيكجدة.

تحميل المزيد