جبل موسى في سيناء يستقطب سياح مصر رغم الأحداث الأخيرة

يعتبر جبل موسى ثاني أكبر قمة في مصر، حيث يبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، ويوجد على متنه كنيسة يونانية أثرية ومسجد صغير. سمي بجبل موسى نسبة للنبي موسى، حيث تجمع الديانات الثلاث أن موسى كلم ربه على هذا الجبل وتلقى الوصايا العشر.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/06 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/06 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش

بدلالاته التاريخية والدينية، ما زال جبل موسى في سيناء صامداً يستقبل سياح مصر وتحديدا الشباب، الذين وجدوا في تسلقه ورؤية بزوغ الشمس من قمته تجربة روحانية لا مثيل لها.

يعتبر جبل موسى ثاني أكبر قمة في مصر، حيث يبلغ ارتفاعه 2285 مترا فوق سطح البحر، ويوجد على متنه كنيسة يونانية أثرية ومسجد صغير. سمي بجبل موسى نسبة للنبي موسى، حيث تجمع الديانات الثلاث أن موسى كلم ربه على هذا الجبل وتلقى الوصايا العشر.

وضمن البرامج السياحية المتعددة في سيناء، تنظم شركة "Cairo Hiking" فرصة للراغبين بشهود بزوغ الشمس بعد رحلة صعود شاقة تبدأ عند منتصف الليل وتستمر من 3 إلى 5 ساعات صعودا إلى القمة.

"هافنغتون بوست عربي" رافقت مجموعة من الشباب المصري الذي قرر أن يخوض التجربة، وبمجرد بزوغ الشمس علت صيحاتهم المكان ابتهاجاً كانت أشب بالتنفيس عن تعبهم بعد رحلة الصعود الشاقة التي خطها قبلهم ألوف.

وعلى غير العادة لم يكن بينهم سوى سائح واحد من كولومبيا، بعدما تراجع عدد السياح الأجانب إثر حادثة سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015 .

يزور هذه المنطقة سنوياً خلال شهر الشتاء آلاف السائحين من جميع أنحاء العالم، نظرًا لقدسيتها لدى الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام .

قال إحدى المتسلقات هند أحمد (29 عاما) لـ"عربي بوست": "كان من الصعب اقناع أهلي بالقدوم هنا وحدي، لذا حرصت على السفر مع الأصدقاء"، وتتابع " كانت رحلة الصعود مليئة بالتحدي، حتى أننا استغرقنا ثلاث ساعات ونصف ساعة فقط دون توقف خلال رحلة الصعود".

ومع الشروق بدأ الشباب في خلع ملابسهم الثقيلة، ووضعوا البطانيات في الحقائب، لالتقاط الصور لأشعة الشمس التى حولت الظلام إلى الحمرة، ثم تدرجت ألوانها للأصفر والبرتقالي، لتشكل لوحة جميلة مع سلسلة الجبال المحيطة، والتى تلونت بدرجات البني المختلفة.

حلم المغامرة والتحدي

منظم الرحلة وصاحب شركة ،Cairo Hiking مايكل عزمي قال لـ"عربي بوست" إن "هذه الرحلة تمثل حلم المغامرة والتحدي لدى الشباب، ويتمثل ذلك بالصعود لمسافة طويلة على مجموعة من الأحجار غير المستوية لمدة تتراوح من 3حتى 5ساعات على حسب مقدرة كل شخص بتحمّل البرودة الشديدة ليلا".

وأشار عزمي إلى أن دخله من رحلة "سانت كاترين" –نسبة إلى دير سانت كاترين الأثري في الجبل- لم يتأثر بالعاصفة الثلجية العام الماضي، والتى أسفرت عن وفاة 4 ضحايا جميعهم من شباب، كما لم يتأثر بحادثة سقوط الطائرة الروسية، موضحاً أن" وفود الشباب مستمرة، وكل ما في الأمر أن الأجانب لا يزاحموننا في رحلة الصعود والهبوط".

ومن الملفت في رحلات التسلق ارتفاع عدد مشاركة الفتيات التي تغلب عدد مشاركة الذكور على حد قول عزمي، موضحا أنه "بعد ثورة 25 يناير 2011 ارتفع اقبال الفتيات على الرحلات الداخلية، بعد أن شعرن بالاستقلالية، وحرية التصرف والسفر مع الأصدقاء بدلا من الأهل، لافتا إلى أن هذه الرحلات توسع العلاقات الاجتماعية بين الشباب وتكسبهم صداقات جديدة".

أما رحلة الهبوط من الجبل فكانت آمنة تماما مثل الصعود، حيث يعتمد منظمو تلك الرحلات على بعض البدو لإرشاد الوفود الشبابية للمضى في الطريق الصحيح، ويوجهون من يشعر بالتعب إلى ركوب الجمال، التي تراجع مدخول أصحابها بسبب ندرة السائحين الأجانب.

وكانت مصر شهدت مطالبات باستثمار عدة مواقع أثرية ودينية تنفرد بها سيناء كالواد المقدس طوى ومجمع البحرين لتستقطب عددا أكبر من السياح وتقدم للراغبين نكهة من ماضٍ مر عليه آلاف السنين.

علامات:
تحميل المزيد