التقط علماء في فيتنام صورة لمخلوق صغير يشبه الغزال، لتنفي الصور اعتقاداً ساد لدى خبراء حفظ الطبيعة أن هذا النوع من الحيوانات قد انقرض، خاصة أن آخر صورة التقطت لهذا الحيوان كانت في عام 1990.
علماء يتلقطون صوراً لـ "غزال" صغير للمرة الأولى منذ عقود
ونقلت صحيفة The Washington Post الأمريكية عن المنظمة العالمية للحفاظ على الحياة البرية (Global Wildlife Conservation) ما ذكرته في بيان لها، أن آخر مرة تمكن العلماء فيها من رصد حيوان الطرغولية، والذي يُعرف أيضاً بالفأر الغزال الفيتنامي، كانت في عام 1990 في وسط فيتنام.
يعيش حيوان الطرغولية، الذي يبلغ حجمه حجم الأرنب تقريباً، في منطقة الغابات الاستوائية في فيتنام، وغالباً ما يستهدفه الصيادون، وهو أول الثدييات المدرجة في قائمة أكثر 25 فصيلة مفقودة مطلوب العثور عليها، التي وضعتها المنظمة العالمية للحفاظ على الحياة البرية في تكساس.
أن نغوين، العالمة المشاركة في المنظمة العالمية للحفاظ على الحياة البرية، قالت في البيان: "لوقت طويل، بدا أن هذه الفصيلة غير موجودة إلا في خيالنا. واكتشاف أنها موجودة بالفعل هو الخطوة الأولى لكيلا نفقدها مجدداً، ونتحرك الآن بشكل سريع من أجل اكتشاف أفضل الطرق الممكنة لحمايتها".
وقد استطاع العلماء التقاط الصور للغزال بعد خمسة أشهر من الترتيبات
وتحدث العلماء مع السكان وحرّاس الغابات في مدينة نها ترانغ، الواقعة على الساحل الجنوبي لفيتنام، وقالوا إنهم رأوا حيوان طرغولية رمادياً، وهو نوع شائع من الطرغولية أكثر من النوع الفضي اللامع. وقال السكان والحرّاس للعلماء إن تعداد حيوان الطرغولية كان في تناقص مستمر بسبب الصيد الجائر.
أعد العلماء ثلاثة فخاخ مجهزة بالكاميرات، تمكنت في خمسة أشهر من التقاط 275 صورة لحيوان الطرغولية الفضي. ووضعت 29 كاميرا أخرى لمدة خمسة أشهر إضافية تمكنت من تسجيل 1,881 صورة أخرى.
وقال أندرو تيلكر، المختص بالفصائل الآسيوية في المنظمة، خلال حديثه إلى شبكة CNN: "في المجتمع العلمي كان هذا من الفصائل المفقودة. لكن السكان المحليين كانوا يعلمون بشأنه، لولا هذه المعرفة البيئية المحلية لما تمكنا من النجاح، ومن الممكن أن يتكرر ذلك مع الفصائل الأخرى في مناطق أخرى من العالم".
ونشر المختصون بحماية الحياة البرية نتائجهم يوم الإثنين، 11 نوفمبر/تشرين الثاني، في المجلة العلمية Nature Ecology & Evolution. ورفضوا تحديد الموقع الذي تمكنوا فيه من تصوير حيوان الطرغولية، وأرجعوا ذلك إلى انتشار الصيد الجائر للأغراض التجارية وارتفاع الطلب على منتجات الحياة البرية في جنوب شرق آسيا.
ويوجد 10 فصائل معروفة من نوع هذا الغزال
يوجد 10 فصائل معروفة من حيوان الطرغولية، يعيش معظمها في آسيا. ويبلغ وزن حيوان الطرغولية تقريباً 4.5 كيلوغرام، ويعد بذلك أصغر الثدييات ذات الحوافر في العالم. إذ إنها الحيوانات الوحيدة التي تسير على أطراف حوافرها ولديها مخلبان.
وتمكن العلماء من تحديد أول وصف لتلك المخلوقات عن طريق جمع أربعة حيوانات من النوع الفضي في جنوب فيتنام عام 1910. ووفقاً للدراسة الجديدة، لا يبدو أن العلماء أجروا أي أبحاث تالية على تلك الحيوانات النادرة عقب العثور على حيوان طرغولية فضي قتله الصيادون عام 1990.
وكتب الباحثون في الدراسة: "بالنظر إلى الزيادة الكبيرة في معدلات الصيد في فيتنام في بدايات تسعينيات القرن الماضي، لم يكن من الواضح إن كانت تلك الفصيلة لا تزال موجودة. ومن جديد، أصبح حينها حيوان الطرغولية الفضي منقرضاً".
ووفقاً للمنظمة العالمية للحفاظ على الحياة البرية، لا يعرف العلماء سوى القليل عن بيئة حيوان الطرغولية الفضي أو ظروف الحفظ المناسبة له. وقالت المنظمة إن إعادة اكتشاف المخلوقات النادرة يشجعها على البحث عن كل ما يخص هذه المخلوقات من أجل الحفاظ عليها.
وقال أنصار الحفاظ على الحياة البرية إنهم يخططون لوضع كاميرات في منطقتين إضافيتين من أجل اكتشاف حجم هذه المجموعة من حيوانات الطرغولية ومدى استقرارها، فضلاً عن التهديدات التي قد تؤثر على نجاتها.
وقالت الدراسة إن المستويات العالية من الصيد باستخدام الفخاخ السلكية المحلية خلقت ما يمكن وصفه بـ "متلازمة الغابات الفارغة" في فيتنام، ووضع العديد من الفصائل على شفا الانقراض.