قبل 9 أعوام، اتخذ نيك همفريز، البريطاني البالغ من العمر 29 عاماً، "خياراً واضحاً"، ببدء ارتداء عدسات بصرية لاصقة، لكن في عام 2018، أصابه هذا القرار بالعمى في إحدى عينَيه.
وروى همفريز ما حدث معه، وكتب قصته لمنصّة PA Real Life، حيث قال إن الأمر كان في البداية راجعاً إلى روتينه اليومي المتضمن الاستحمام أثناء ارتدائه العدسات اللاصقة.
وأضاف: "في أي صباح عادي كنت أستيقظ وأثبّت عدساتي، واتّجه إلى صالة الألعاب الرياضية، ثم أُسرع للاستحمام وأتّجه إلى المكتب، وكنت أعتقد أنه لا مشكلة في ذلك طوال الوقت، فلم يُخبرني أحدٌ قطّ ألّا أرتدي العدسات اللاصقة أثناء الاستحمام، ولم يكن هناك محاذير مكتوبة على عبوّة العدسات، ولم يذكر أخصّائي البصريات قطّ أي خطر قد يقع جراء ذلك" .
التهاب القرنية
وأشار في مقاله الذي نشره بعنوان "My fight for sight: Why Star reporter Nick will never wear contact lenses again" أي "كفاحي من أجل الإبصار: لماذا لن يرتدي نيك مُحرر Star العدسات اللاصقة مرّة أخرى إلى الأبد؟"، إلى أنه بدأ يشكّ في أن الأمور ليست على ما يرام معه في يناير/كانون الثاني 2018، حين عانى من جفاف العين لمدّة أسبوع.
وفي البداية، أرجع ذلك إلى نقص النوم وحاول علاج الأمر باستخدام نقاط للعين لا تتطلّب وصفة طبية، لكن الأمر لم يُفلح، وفقاً لما ذكرته موقع النسخة الأسترالية من موقع Business Insider الأمريكي.
وفي البداية، شخّص الطبيب حالته بأنه يعاني من قرحة في العين، ولكن الاختبارات الإضافية أظهرت أن الأمر مختلف تماماً.
وكتب همفريز أن الطبيب شخَّص حالته في نهاية المطاف التهاباً بالقرنية بالشوكميبة في العين اليمنى. وبحسب موقع مراكز مكافحة العدوى والوقاية منها، فإن مرض التهاب القرنية بالشوكميبة هو عدوى تصيب العين وتنجم عن "أميبا" تكون موجودة في المياه وتستهدف القرنية.
إصابات بسبب العدسات اللاصقة
وأفادت دراسة أُجريت عام 2009 بأن ما يقدّر بمليون إلى مليوني شخص من مُستخدمي العدسات اللاصقة يصابون بالتهاب القرنية بالشوكمبية سنوياً في الولايات المُتحدة.
وبحسب موقع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يشيع التهاب القرنية بالشوكميبة لدى مستخدمي العدسات اللاصقة، لكن يمكن لأي شخص الإصابة بالمرض، خاصّة إذا استخدم مياهاً ملوّثة، أو أساء استخدام العدسات اللاصقة أو إذا كان لديه تاريخ مرضي للإصابة بالقرنية.
وبحسب ما كتب في صحيفة Shropshire Star، فقد وصف الطبيب قطرات مطهّرة لعلاج عدوى همفريز، وعلى الرغم من أنّها ساعدت، فلم تكن كافية. وفي مارس/آذار 2018، عاد الألم.
وأضاف في مقاله: "لم أكن أتمكّن من قراءة صفحة في إحدى الصحف دون الشعور بألم شديد، وحساسية الضوء كانت سيئة للغاية، وكنت أضطرّ لإغلاق الستائر طوال الوقت، حتّى إنني اضطررت لمشاهدة فعاليات مسابقة Eurovision وأنا أرتدي نظارتي الشمسية" .
وذات يوم، أُصيبت عينه اليمنى بالعمى فجأة، وكتب: "كنت أقود السيارة في طريقي إلى العمل، وغاب بصري تماماً عن عيني اليمنى، لا أعرف كيف لم أصطدم بشيء، ولكنّ الأمر لم يستغرق طويلاً إلى أن أدركت أنني في حاجة للعودة إلى المستشفى" .
مسؤولية شركات العدسات اللاصقة
وحتّى الآن خضع همفريز لثلاث عمليات لعلاج العدوى والمساعدة في الشفاء. وفي أغسطس/آب القادم، سوف يُجري عملية زرع قرنية من متبرّع، وسيخضع لعملية إعتام عدسة العين.
وبعد عام ونصف من بدء هذه المحنة، قال همفريز إنه يندم على ارتداء العدسات اللاصقة، وأضاف: "يمكنني أن أقول بصراحة إنني إذا كانت لديَّ أدنى فكرة أن هذه حتى كانت احتمالية بعيدة لم أكن لأرتدي عدسات لاصقة أبداً في المقام الأول. ومن المهم أن يعرف الناس أن هذه حقيقة ويمكن أن تحدث بسبب شيء بسيط مثل الاستحمام" .
كما دعا الصحفي الشركات المصنعة إلى إظهار تحذيرات أوضح على عبوات العدسات اللاصقة بشأن عدوى التهاب القرنية.
وكتب: "لقد فقدت 18 شهراً من حياتي بسبب شيء بسيط مثل الاستحمام وأنا أرتدي عدسات لاصقة. يجب على صانعي العدسات اللاصقة الآن وضع تحذيرات كافية على العبوات لمنع هذه الحالة التي يمكن الوقاية منها من تدمير حياة المزيد من الناس" .