قبع زعيم المخدرات المكسيكي خواكين " إل تشابو " غوزمان، طوال عامين ونصف العام، في الحبس الانفرادي، دون أي قدرة تقريباً على التواصل مع العالم الخارجي.
والآن، بعد ظهور مزاعم تفيد بأن غوزمان إل تشابو يعاني "إرهاقاً نفسياً" و "قلة النوم" و "صداعاً يومياً وآلاماً في أذنيه"، قدَّم فريق دفاعه عدة طلبات لقاضي المقاطعة الأمريكي برايان كوغان، في وقت سابق من هذا الشهر (مايو/أيار 2019)، تسأل منح إل تشابو ساعتين من التمرينات الرياضية في الخارج كل أسبوع، وحصوله على المؤن التقليدية، وإذن بشراء ست زجاجات مياه في الأسبوع وسدادتَي أُذن.
وجاء في خطاب الطلب: "هذا الحرمان من أشعة الشمس والهواء النقي، طوال 27 شهراً عصيبة، يسبب ندبات نفسية"، ووصف هذه الظروف بأنها "عقوبة قاسية ومجحفة"، في انتهاك للتعديل الثامن بالدستور الأمريكي.
لم يبدِ المدعون الفيدراليون اقتناعاً بأسباب إل تشابو
فوفقاً لملفات قضائية جديدة حصلت عليها صحيفة The Washington Post الأمريكية، عارضت الحكومة كل ما سبق، وزعمت أن هذا الطلب جزء من حيلة إل تشابو للهروب من السجن أو لإسكات الشهود المتعاونين.
وكتبت الحكومة في ردها على الطلب: "حجم زنزانة المتهم، ومقاييس نافذته، وسماعه أصواتاً، ومشاهدته برامج تلفزيونية في أثناء ساعة التمرين اليومية- ليست من الأمور المنصوص عليها في الدستور".
وفضلاً عن ذلك، تُعتبر مواد المؤن خطرة عندما تقع في أيدي السجناء الخطرين؛ نظراً إلى أنه يمكنهم استخدامها كأسلحة، مثلما أوضح المدعي العام.
ووصف جيفري ليتشمان، وهو أحد المحامين في فريق دفاع إل تشابو ردَّ النيابة، الذي من المقرر أن يصدر الخميس 30 مايو/أيار 2019، بأنه "جنون حقيقي".
وقال إن السجين الخطير لم يرتكب أي مخالفات في السجن منذ إلقاء القبض عليه، "لكن الآن، عند تقديم طلب بسيط بالحصول على بعض زجاجات المياه واستنشاق بعض الهواء النقي يُتهم بالتخطيط لعملية هروب خطيرة من السجن، رغم غياب الأدلة التي تدعم ذلك".
واستصدر المدعون العامون الفيدراليون، في فبراير/شباط 2019، قراراً يقضي بإدانة إل تشابو زعيم كارتل سينالوا، لإدارته مؤسسة لتهريب المخدرات.
في انتظار أحكام جديدة ونقل إلى سجن مشدد
وخلال المحاكمة التي استمرت ثلاثة أشهر، أدلى شهود -من ضمنهم حارسه الشخصي السابق– بشهادات حول جرائم قتل مروعة ارتكبها إل تشابو أو أمر بارتكابها. وقالت تقارير إن غوزمان في إحدى المرات، أطلق النار على أحد خصومه ودفنه حياً.
يواجه غوزمان (61 عاماً)، عدة أحكام بالسجن مدى الحياة؛ وسيصدر الحكم عليه بالمحكمة الفيدرالية في 25 يونيو/حزيران 2019. حتى ذلك الحين، طلبت الحكومة إرسال غوزمان إلى السجن المشدد.
وقالت ديبورا غولدن، المحامية بمركز الدفاع عن حقوق الإنسان، لصحيفة The Washington Post، في فبراير/شباط 2019: "أتوقع أن يشعر مكتب السجون بالقلق من تمكُّن تشابو من الوصول إلى وسائل الاتصالات؛ وتخضع مكالماته الهاتفية وبريده الإلكتروني وخطاباته -على الأرجح- لرقابة أشد من تلك التي يخضع لها السجين العادي المتهم بحيازة المخدرات هناك".
وفي الواقع، أثارت إدانة إل تشابو غوزمان تكهنات كثيرة بأنه سيُرسَل إلى سجن ADX، السجن الفيدرالي الذي يخضع لأعلى درجة من الحراسة في فلورنس، بولاية كولورادو الأمريكية.
خاصة أنه سبق أن نجح في الفرار
وتخضع طلبات غوزمان للتدقيق، لأنه فر من السجن في الماضي. إذ هرب من سجنين مكسيكيين يخضعان لحراسة مشددة، عام 2001 بمساعدة حراس السجن، وعام 2015 عبر نفق تحت الحمام في زنزانته بالسجن.
وكتب المدعي العام في ردَّه على المحكمة: "يعدّ الهروب من خلال السطح، باستخدام مروحية، أو أي وسيلة مشابهة أمراً أساسياً عند الحديث عما يمكنه فعله"، مضيفاً أن على الحكومة أن تضع في اعتبارها المحاولة الفاشلة للفرار من السجن التي وقعت عام 1981، عندما خطط سجين للفرار بمروحية من ساحة التريض بسجن متروبوليتان الإصلاحي في نيويورك، وهو السجن نفسه الذي يضم غوزمان ويقع بأقصى جنوب مانهاتن. ومُنح الدفاع مهلة، مدتها أسبوع، للرد.
وقال ليتشمان إن إل تشابو غير مسموح له بإجراء مكالمات هاتفية غير خاضعة للرقابة أو تلقي خطابات، وإن محاميه هم الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم التواصل معه.
وتساءل: "هل تعني محاولة أحد السجناء الهروب من سجن نيويورك قبل 30 عاماً باستخدام مروحية، أن خواكين غوزمان يخطط للشيء نفسه؟ من ذلك المحامي الذي نقل الرسالة إلى المتآمرين معه للتخطيط لهذا الهروب؟".