بعد أن دفنوا داخل منجم قبل 9 سنوات.. نيوزيلندا تُخصص 36 مليون دولار لانتشال 29 جثة

بدأت عملية إعادة دخول منجم بايك ريفر في نيوزيلندا، واستعادة جثث 29 عاملاً في المنجم، كانوا قد لقوا حتفهم في انفجار وقع قبل 9 أعوام، وهو ما مثَّل "لحظة رمزية" بعد أكثر من أسبوعين من تأجيلها، وسط مخاوف تتعلق بالسلامة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/21 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/21 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
رئيسة وزراء نيوزيلندا طالما وعدت بإعادة البحث عن الضحايا خلال حملاتها الانتخابية/ رويترز

 بدأت عملية إعادة دخول منجم بايك ريفر في نيوزيلندا واستعادة جثث 29 عاملاً في المنجم، كانوا قد لقوا حتفهم في انفجار وقع قبل 9 أعوام، وهو ما مثَّل "لحظة رمزية" بعد أكثر من أسبوعين من تأجيلها، وسط مخاوف تتعلق بالسلامة.

ووفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، وُجِّهت دعوة إلى أُسر الضحايا لحضور لقاء خاص، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2019، في الموقع المطل على الساحل الغربي للجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا، لمشاهدة 3 من عمال المناجم المهرة وهم يحطمون ختماً خرسانياً طوله 88 سم عند فتحة المنجم، إيذاناً ببدء عملية دخول المنجم التي تقدر تكلفتها بقيمة 36 مليون دولار للعثور على الجثث ومعرفة سبب الانفجار.

وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، الإثنين 20 مايو/أيار 2019، إن عملية إعادة الدخول ستُمثل "لحظة رمزية" تدل على بدء عملية ربما تستغرق "عدة أسابيع وشهور". ورفضت تحديد موعد حدوث ذلك، مفضلة إبقاء ذلك بين الأسر والوكالة التي ستنفذ العملية. وقالت إنها لن تحضر اللقاء الخاص.

محاولة جديدة للبحث عن جثث 29 شخصاً

الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن المحاولة السابقة، في 2 مايو/أيار 2019  كانت حدثاً عاماً أكثر من اللازم، وكان لا بد من إلغائها في اللحظة الأخيرة بعد اكتشاف مستويات عالية من الأوكسجين في المنجم بشكل تعذر تفسيره.

وقال الوزير المسؤول عن العملية أندرو ليتل، إن وجود الأكسجين في بيئة منتجة لغاز الميثان يشكل خطر الانفجار. وأُرجع سبب قراءات الأكسجين في ذلك الحين إلى تسريب في إحدى أنابيب العينات.

أثَّر الانفجار المميت الذي وقع في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، على المجتمع المحلي والأسر المكلومة، التي كانت تسعى لإغلاق الموقع. كانت أسوأ كارثة منجم في البلاد منذ عام 1914، إذ حصدت أرواح جميع العمال داخل المنجم، بمن فيهم بريطانيان وأستراليان.

وصرَّح بيرني وكاث مونك، اللذان فقدا ابنهما مايكل في الكارثة، لصحيفة New Zealand Herald النيوزيلندية، الإثنين 20 مايو/أيار، بأن أسر الضحايا قد دُعيت للقاء الساعة 10 صباحاً عند بوابة المنجم المغلق.

وأضافا: "تلقَّينا رسالةً من وكالة بايك ريفر ريكوفري recovery. وهي تتيح الحضور لرؤية الجدار الأول وهو يُخترق غداً، وهو جدار يبلغ طوله 30 متراً (30 متراً في مدخل المنجم)".

بعد 9 أعوام على المأساة التي هزَّت نيوزيلندا

ورداً على سؤال حول ما إذا كان سعيداً باقتراب موعد إعادة دخول المنجم، قال "نعم أنا سعيد. إنَّه أمر كان يجب القيام به قبل 8 سنوات، التاريخ سيصنع غداً".

وقال ديف جونم، الرئيس التنفيذي لوكالة بايك ريفر ريكوفري، إنهم انتهوا من الاستعدادات لإعادة الدخول، بما في ذلك اختراق الختم الإسمنتي وتهوية مجرى المنجم أو الممر بداخله.

وصرَّحت آنا أوزبورن، التي فقدت زوجها في انفجار المنجم وترأس رابطة أسر ضحايا بايك، لصحيفة NZME النيوزيلندية، بأن اللقاء كان "بداية رحلة ستنتهي بالحقيقة والعدالة".

وأضافت: "رؤية تلك الأبواب وهي تفتح، ورؤية الضوء وهو يدخل هذا النفق المظلم للمرة الأولى منذ سنوات كان أمراً مؤثراً للغاية، كنا نعلم منذ عام من الآن أننا سنعود مرة أخرى، واليوم تحقَّق الأمر".

وقال أندرو ليتل، الوزير المسؤول عن عملية منجم بايك ريفر، إنه لا يزال هناك الكثير لفعله، مثنياً على "الجهود المضنية" التي تبذلها الأسر لتحقيق العدالة.

وأَضاف: "نيوزيلندا ليست هي الدولة التي يموت فيها 29 شخصاً في العمل دون مساءلة حقيقية، لسنا ممن يفعلون ذلك، ولذا وفَّينا اليوم بما وعدنا".

وتابع قائلاً: "يأتي حدث اليوم من أجل هذه الأسر، وحداداً على رجالها، كما أنه يأتي من أجل جميع النيوزيلنديين الذين يعلمون أن العودة إلى المنزل لأحبائهم بعد يوم عمل هي أقل شيء ينبغي توقعه".

وضغط أهالي الضحايا والوعود "الانتخابية"

وقالت أرديرن، الإثنين، إن أسر الضحايا -الذين لديهم معرفة بالتعدين- تفهَّموا الحاجة للتأجيل في مطلع هذا الشهر. وقالت آنا أوزبورن التي فقدت زوجها ميلتون في الكارثة، إنه رغم أن التأجيل كان "مخيباً للآمال" فإن الأسر أيدوا وضع صحة وسلامة عمال الإغاثة في المقام الأول، لأن هذا كان أحد الدروس المستفادة من الكارثة التي حدثت بالمنجم.

وأضافت أوزبورن: "لم نكن مستعدين لهذا، ولكننا نعلم دائماً أن الأمور يمكن أن تتغير في اللحظة الأخيرة. فصناعة التعدين متقلبة للغاية، ولا يمكن توقعها. ولم نكن نعتقد أن أي شيء قد يمنع حدوث العملية هذه المرة، لكنه حدث، وعلينا تقبل ذلك".

كان الضغط الشعبي لإطلاق عملية استكشافية تحت الأرض شديداً منذ اليوم الأول، مدفوعاً بعملية الإنقاذ المذهلة لـ33 عامل منجم بتشيلي، قبل بضعة أشهر من حدوث الانفجار، لكن حكومة جون كي التابعة للحزب الوطني (الحكومة النيوزيلندية أثناء حدوث الكارثة) رفضت إجراء أي تحرك، قائلة إن المهمة معقدة للغاية ومحفوفة بالمخاطر.

وكجزء من وعودها الانتخابية عام 2017، وعدت أرديرن بإعادة دخول المنجم، مع تقديم ما لا يقل عن وزيرين حكوميين عرضاً ليكونا أول من يخطو داخل المنجم.

تحميل المزيد