5 جُثث لضحايا قُتلوا بأسلحة تعود لـ «العصور الوسطى».. لغز الجرائم الذي جذب انتباه العالم إلى ألمانيا!

تُحاول السلطات الألمانية الآن أن تحلّ اللغز الذي جذب الانتباه العالمي إلى السلاح غير التقليدي المُستخدَم، وعدم وجود دافع أو دوافع واضحة وراء الوفيات الخمس في البلد الذي يبلغ مُعدّل القتل فيه خُمس نظيره تقريياً في الولايات المُتحدة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/15 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/15 الساعة 19:58 بتوقيت غرينتش
الشرطة عثرت لديه على مقالات صحفية عن اختفاء أطفال / رويترز

تضاعفت صدمة التفشّي النادر لوقائع عُنف بسبب الملابسات الغريبة المُحيطة بها؛ ففي مدينة ألمانية خلّابة وهادئة -على نحو مُعتاد- وصغيرة، كانت هناك ثلاث جثث هامدة في غرفة فندقية، قُتِل كُل منّهم بقوسٍ وسهمٍ.

يقول تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية، على بُعد أكثر من 300 ميل، كان هناك اكتشاف مُروِّع جعل القضية أكثر إرباكاً؛ فخلال تفتيش منزل أحد الأشخاص الثلاثة الذين قُتِلوا في الفندق، عَثرت الشرطة على جثتين آخريَين.

تُحاول السلطات الألمانية الآن أن تحلّ لغز جرائم قتل الذي جذب الانتباه العالمي إلى السلاح غير التقليدي المُستخدَم، وعدم وجود دافع أو دوافع واضحة وراء الوفيات الخمس في البلد الذي يبلغ مُعدّل القتل فيه خُمس نظيره تقريياً في الولايات المُتحدة.

الأسلحة المستعملة في الجرائم "نادرة للغاية"

يقول والتر فيلر، المتحدّث باسم ممثلي الادعاء في بلدة باساو الألمانية، إن "استخدام الأقواس والأسهم كسلاحٍ يُعد أمراً نادراً للغاية"، وأضاف: "نادراً ما توجد تلك الأسلحة، إلا في أسواق مُتعلّقات العصور الوسطى".

ورفض فيلر التعليق على تقارير وسائل الإعلام الألمانية والتي تشير إلى أن الرجل البالغ من العمر 53 عاماً -والذي عُثِر عليه بالفندق في نهاية الأسبوع الماضي وأُشير إلى هوّيته باسم "تورستن و."، تماشياً مع الحفاظ على الخصوصية في ألمانيا، فضلاً عن السيدتين اللتين كانتا في مسرح الأحداث نفسه- كان ينتمي إلى أحد الأندية التي تعنى بنشاطات العصور الوسطى.

وقد حجز الثلاثة جناحاً من ثلاث غرف نوم مدّة ثلاث ليالٍ في فندق صغير على مشارف باساو، وهي مدينة صغيرة مُطلّة على نهر الدانوب بجنوب شرقي ألمانيا، وعلى الحدود مع النمسا، والتي تشتهر أيضاً ببلدتها الصغيرة الباروكية وكنيسة تتخذ قِبابها شكل البصل.

5 جثث ومسرحا جريمة وأسلحة تقليدية

وفي يوم السبت 11 مايو/أيار 2019، طرقت خادمةٌ بابَهم، وحين لم تتلقَّ رداً، سمحت لنفسها بالدخول، ووجدت جثّتي "تورستين و." وإحدى السيدتين أُشير إلى هويّتها باسم كريستين إي، كانت تبلغ من العمر 33 عاماً، هامدتين على سرير مُزدوج، وكانا يمسكان بأيدي بعضهما البعض. وكلّ منهما يخترق قلبه سهمٌ.

وعلى الأرض، كانت ترقد السيدة الأخرى، وتُدعى فارينا سي (30 عاماً)، وثمة سهم يخترق رقبتها وقوسان إلى جوارها. وقالت الشرطة إنه قد عُثِر على سلاح ثالث في حقيبة بالغرفة.

وحين تم تفتيش منزل فارينا سي. في بلدة فيتينغن الألمانية الواقعة شمال البلاد، يوم الإثنين 13 مايو/أيار، وجد ضبّاط الشرطة جثّتين أخريين، إحداهما لمُعلّمة عمرها 35 عاماً، ولم يُكشف عن اسمها. وقالت شرطة فيتينغن إن تلك المُعلّمة مُسجّلة رسمياً باعتبارها شريكة فارينا سي في زواج مِثلي.

وقالت الشرطة التي تواصل التحقيق في كيفية وقوع الوفيّات، إن نتائج تشريح الجثث التي صدرت أمس الثلاثاء، لم تُظهِر أي إشارة إلى إصابة أيّ من السيدتين بجروح. وقالت إن كلتيهما بدت كأنها لقيت حتفها قبل أيّام من العثور على جثتيهما.

والضحايا لم يقاوموا القاتل!

ويقول فيلر إن النتائج الأوّلية لتشريح جثث ضحايا القوس والسهام في باساو قد أظهرت أن الثلاثة لم يتناولوا أي مشروبات كحولية ولم يتعاطوا المُخدّرات في وقت وفاتهم، ولم تكن هناك مؤشّرات على أنهم أظهروا مقاومة.

وقال فيلر، المتحدّث باسم ممثلي الادّعاء، إن "أدلّة مسرح الجريمة تُشير إلى أن الرجل والسيدة على الفراش قُتِل كل منهما بطعنة في القلب، ثم أُطلق مزيد من الأسهم في جسديهما، أما السيدة الثالثة التي كانت أمام السرير، فقد قُتِلت بطعنة في الرقبة".

وقال ممثلو الادّعاء إن السيدة الأصغر سنّاً -على ما يبدو- قتلت الشخصين الآخرين قبل أن تدير السلاح إلى نفسها، وقد عُثِر فوق السرير المزدوج على خطابين يبدو أن الزوجين كتباهما، وهو ما يشير إلى أن الوفيّات ربما كانت انتحاراً مشتركاً.

يشار إلى أن الأقواس والأسهم تندرج في ألمانيا تحت بند الأسلحة الرياضية، وبإمكان أي شخص يبلغ عمره 18 عاماً أو أكثر شراؤها.

تحميل المزيد