لحق بها قبل أن تموت، كفلها، واليوم تسلمت منصباً قيادياً في كينيا.. قصة الطفلة التي أنقذها داعية كويتي من المجاعة

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/20 الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/21 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش

التقى بها طفلة محمولة على كتف والدتها ومهاجرة من المجاعة التي عصفت بمدينتهم، رحلة طويلة خاضتها ومن بلد لآخر حتى التقت رجلاً بينما كان في رحلته لمساعدة من هم في مثل عمرها وظروفها، الداعية  الكويتي الشهير عبدالرحمن السميط، وعدها بكفالتها، وفعل .

رحلة طويلة عاشتها زينب، التحقت بالمدرسة الابتدائية بعدما تعهد "السميط" بدعمها إذ استمر نجاحها وتفوقت، ارتقت في دراستها، ومن مرحلة إلى أخرى كانت بين صفوف الطالبات الأوائل، حتى صارت نائب وزير الصحة الكيني.

 فرحة حقيقية..

"كان يُفرحه خبر نجاح من يساعدهم أكثر ما يفرحه نجاح أبنائه الحقيقيين" بهذه الكلمات وصف عبدالله السميط نجل الداعية الكويتي الشهير مشاعر والده حين كان يسمع أنباء نجاح أشخاص قدم لهم المساعدة.

معلقاً على قصة نجاح زينب قائلاً "قدم والدي لها المساعدة وهي صغيرة، وأصبحت الآن نائب وزير الصحة الكيني، هذه الثمار كانت لا تقدر بثمن عند والدي، فليس نجاح عبدالله أو صهيب أو نسيبة أو أسماء (أبناء السميط) هو ما يدخل السرور إلى قلبه، عنده نجاح زينب أعظم المنى وأكثر الأخبار السعيدة التي قد يسمعها، وأكثر من فرحه بنجاح أبنائه الحقيقيين"

"محمد الخميس" مدير فرع جمعية العون المباشر بالدمام سابقاً وخلال لقاء له مع برنامج "من الصفر" الوثائقي، والمذاع على شبكة  MBC أكد أن زينب اختارت بنفسها أن تكون طبيبة، وكان لها ما أرادت فبعد نجاحها في دراستها أصبحت طبيبة ووفت بعهدها للدكتور عبدالرحمن السميط وتفوقت، وهو أوفى بعهده حيث استمر في دفع كل الرسوم الدراسية عنها وتكفّلها، زينب الآن دكتورة وتعمل نائب وزير الصحة في كينيا، وكانت قبل سنوات صاحبة الرسالة في برنامج محاربة الملاريا، وتترأس حالياً اللجنة التي خصصتها الحكومة الكينية لمحاربة وباء الكوليرا".

من هو السميط

عبد الرحمن بن حمود السميط طبيب وداعية إسلامي كويتي، ولد في 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1947 بالكويت، كان طفلاً شغوفاً بالقراءة مما جعله متميزاً عن أقرانه وأكثر منهم وعياً بما يحيط بهم.

وعُرف منذ صغره بحبه لأعمال البر، ففي المرحلة الثانوية جمع هو وأصدقاؤه مبلغاً مالياً من مصروفهم اليومي واشتروا به سيارة، فكان أحدهم يقوم بنقل العمال البسطاء إلى أماكن عملهم أو إلى بيوتهم دون مقابل.

اختيار السميط للقارة السمراء كمركز لمباشرة أنشطته الخيرية يعود إلى دراسة ميدانية قرأها الرجل، أكدت أن ملايين المسلمين هناك لايعرفون عن الإسلام إلا الخرافات والأساطير 

ونذر الرجل الكويتي نفسه ووقته وماله للعمل الإغاثي في أفقر المناطق في العالم، وركز على العمل الخيري والدعوي في إفريقيا لمدة ٣٠ سنة قضاها هناك، تمكن خلالها من تغيير واقع أهلها وتحسين حياتهم وأسلم بسببه أكثر من ١٠ ملايين شخص.

كما أصبحت "جمعية العون المباشر" التي أسسها أكبر منظمة عالمية في إفريقيا كلها، يدرس في منشآتها التعليمية أكثر من نصف مليون طالب، وتمتلك أكثر من أربع جامعات، وعدداً كبيراً من الإذاعات والمطبوعات، وقامت بحفر وتأسيس أكثر من 8600 بئر، وإعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم.

دراسته وعمله

درس السميط المراحل التعليمية الأولى في المدارس الكويتية، وحصل منها على الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم تخرج في يوليو ١٩٧٢ من كلية الطب في جامعة بغداد، وبعدها بعامين حاز على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول، ليتخصص بين عامي ١٩٧٤ و ١٩٧٨ في الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي في مستشفى مونتريال العام بجامعة ماكجل.

كما أجرى العديد من الأبحاث المتعلقة بسرطان الكبد في جامعة لندن، بمستشفى كلية الملوك "كينجز كوليدج" بين عامي ١٩٧٩ و١٩٨٠.

وعمل السميط طبيباً ممارساً في مستشفى مونتريال العام لمدة ٤ سنوات، وعمل ثلاث سنوات كطبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الصباح بالكويت، وطبيباً مختص في مستشفى كلية الملوك بلندن.

في ١٩٨٣ تفرّغ السميط للعمل في جمعية العون المباشر (لجنة مسلمي إفريقيا سابقاً) كأمين عام ثم رئيس لمجلس الإدارة حتى عام ٢٠٠٨، ليصبح بعدها رئيساً لمركز دراسات العمل الخيري بالكويت، ورئيساً لتحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الإفريقي.

مؤلفاته

ألّف الدكتور السميط العديد من الكتب التي شملت عصارة خبراته، منها "قبائل الأنتيمور في مدغشقر" و"ملامح من التنصير.. دراسة علمية"، و"لبيك إفريقيا"، و"رحلة خير في إفريقيا.. رسالة إلى ولدي"، و "إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإنسانية"، وكتاب "السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات" و" قبائل البوران"، و"قبائل الدينكا"، و"دليل إدارة مراكز الإغاثة".

الجوائز

حاز السميط عشرات الجوائز والدروع والأوسمة تقديراً لجهوده الخيرية، ومن أهم الجوائز التي نالها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام والتي تبرع بمكافأتها ( ٢٠٠ ألف دولار) لإنشاء وقف تعليمي في إفريقيا، تكفل بتعليم أعداد كبير من الطلاب الأفارقة.

كما نال "وسام فارس العمل الخيري" من إمارة الشارقة، وجائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر للإنماء، وجائزة العمل الخيري والإنساني من حاكم دبي محمد بن راشد، وجائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان عام 2001، ووسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999، ووسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999، ووسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي عن العمل الخيري عام 1986، كما منحته جامعة أم درمان بالسودان الدكتوراه الفخرية عام 2003، بحسب موقع "جمعية العون المباشر".

وفاته

تعرض الرجل للعديد من محاولات الاغتيال من قبل الميليشيات المسلحة في إفريقيا بسبب التأثير الكبير والشهرة الواسعة التي حظي بها في أوساط الفقراء الذين عايشهم لعشرات السنين في المناطق الفقيرة.

وفي صباح يوم الخميس ١٥ -٨- ٢٠١٣ توفي السميط ودفن في مقبرة الصليبخات في الكويت.

 

علامات:
تحميل المزيد