“كارلوس الثعلب” من سجنه: معجبٌ بترامب وبوتين.. وأرفض مقارنتي بفتح الله غولن

تتباين الآراء حول الييتش راميريز سانشيز الملقّب بـ "كارلوس الثعلب”؛ فالبعض يعتبره ثائراً أو مجاهداً، فيما تراه فئة أخرى من الناس أحد أكثر الإرهابيين تطرّفاً في العالم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/26 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/26 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش

تتباين الآراء حول الييتش راميريز سانشيز الملقّب بـ "كارلوس الثعلب"؛ فالبعض يراه ثائراً أو مجاهداً، فيما تعتبره الفئة الأكبر من الناس أحد أكثر الإرهابيين تطرّفاً في العالم.

ويشتهر كارلوس الفنزويلي الجنسية الذي اعتنق الإسلام في العام 2001، بانضمامه إلى صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وقتاله ضد إسرائيل، وتنفيذه محاولة اغتيال فاشلة لرئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني، إلى جانب قتله عنصرين تابعين للاستخبارات الفرنسية، قبل أن يتم القبض عليه في السودان، وترحيله إلى فرنسا حيث جرت محاكمته وإيداعه في سجن كلاريفا الذي يقضي فيه 3 أحكام بالسجن مدى الحياة.

صحيفة Hurriyet التركية، تواصلت مع "كارلوس الثعلب" عن طريق محاميّيه الأتراك، الذين تطوّعوا للدفاع عنه أمام القضاء. كما حضر مراسلو الصحيفة جلسته القضائية، ليوجهوا أسئلة أجاب عنها عن طريق تسجيل صوتي أرسله مع محاميّيه.

وفيما يلي جملة من الأسئلة التي طرحتها الصحيفة التركية، وأجاب عنها كارلوس:

– تُعد الشخصية الوحيدة في هذا العالم الذي يدعم بعض المجموعات اليسارية والإسلامية معاً، ماذا تقول حول هذا الموضوع؟

كان ستالين أوّل من فهم النظرية الماركسية – اللينينية جيداً وطبقها في الاتحاد السوفييتي، وهنا يجب أن لا ننسى أن ستالين واجه من جهة القياصرة الفاسدين.

كان ستالين متديناً ومؤمناً بوجود الإله وكان يدعوه كل ليلة قبل الخلود إلى النوم. إن الوضع في روسيا مختلف للغاية نظراً لأن الدين تحوّل لأداة للتحكم في الناس. لذلك، يؤمن جميع الشيوعيين بوجود الإله، إلا أنهم يحاربون فقط طريقة تطبيق الدين على أرض الواقع.

– لو علمت أنه في النهاية سيكون مسار السياسة العالمية، بين يدي ترامب وبوتين، هل كنت ستعيد التجربة التي مررت بها؟

إن السياسة، والاقتصاد، والمجتمع والعائلة هي من تحدد شكل الحياة التي سنعيشها. وبالتالي، لا أظن أنني "شخص مختار"، أعتقد أن الظروف دفعتني لأكون ما أنا عليه الآن.

حقيقةً حاول الكثيرون شراء ولائي بالمال حتى أنهم قدموا لي 50 مليون دولار، وهو ما يعادل 100 مليون دولار خلال هذه الأيام. ولكنني على الرغم من هذه المُغريات لم أتخلّ عن أحد ولم أخن أحداً، وأنا فخور بذلك.

– ماذا لديك لتقوله حول كل من دونالد ترامب وفلاديمير بوتين؟

يعدّ بوتين شخصاً مؤمناً بالإله، باعتبار أنه مسيحي أرثوذوكسي. وعموماً، حاول السوفييت إصلاح أخطاء المذهب الاشتراكي القديم. أما روسيا، فتُعتبر دولة مختلفة، أناسها مختلفون مقارنة بفرنسا التي على الرغم من أنها دولة تاريخية ومنبع للثقافة، إلا أنها احتُلّت عدّة مرات. وهو ما لا يحدُث في روسيا. فكلما قتلت الروس، ازدادوا تمسكاً بحكوماتهم مهما كانت، سواء أكانت حكومة لينين أو ستالين، الأمر الذي يعدّ غريباً للغاية.

على سبيل المثال، هدم ستالين الآلاف من الكنائس، لكن خلال الحرب التي نشبت مع الألمان سنة 1941، دعمت الكنيسة ستالين بهدف حماية الوطن. وفي الوقت الراهن، لا أستطيع القول إن بوتين شخص "كامل"، ولكنه على الأقل لم يرتكب أخطاء شبيهة بتلك التي قام بها غوربتشوف.

– ماذا عن ترامب؟

أنا أدعم ترامب، وأظنه أفضل من يقود الولايات المتحدة. وبحسب رأيي، في حال ظفرت هيلاري كلينتون بمنصب رئاسة الولايات المتحدة، لأصبحت أكثر الرؤساء الأميركيين خطورة وإجراماً وظلماً.

بحسب اعتقادي، ستُنهي الولايات المتحدة الأميركية حقبة الاحتلال في جميع أنحاء العالم، وأظن أنها تسير على الطريق الصحيح فيما يتعلق بموضوع روسيا، وسوريا، وكوريا الشمالية. من جهة أخرى، يبدو أن ترامب يتّسم بالذكاء، كما أنه ضد البيروقراطية. وبالتالي، أتمنى أن لا أكون مخطئاً في ذلك.


– كل هذا العنف وهذه الشدة؛ هل هناك ما تندم عليه؟

رغم من أن العنف يجرّد الإنسان من إنسانيته، إلا أنني أشعر بالندم بسبب عدم استخدامي له في الوقت المناسب. وفي الحقيقة، إن اليهود أناس طيبون، حتى أن دينهم أقدم من ديننا، ولكن الصهاينة يستغلونهم.

هناك العديد من الأفلام والكتب التي تمّ تأليفها والتي تحاكي حياتك وقصتك، هل هناك ما قرأته أو شاهدته وأعجبت به؟

هناك فيلم عرض سنة 1979، ذهبت والدتي خصيصاً إلى المكسيك لتشاهده. وخلال سنة 1980، تمّ تصوير فيلم آخر في ولاية كاليفورنيا الأميركية يحاكي قصتي، فضلاً عن عدّة مسلسلات أخرى.

لكنني أُعجبت بالمسلسل الأخير الذي قام فيه ممثل فنزويلي بتجسيد شخصيتي حيث أظهروني على أنني شخص مدمن فقط على الكوكايين.

في المقابل، لم أتعاط المخدرات في حياتي. كما أنني الوحيد الذي لا يتعاطى المخدرات داخل السجن، لست إنساناً كاملاً ولكن لا توجد لدي نقاط الضعف هذه والحمد لله.

– يُعرف بأنك تحب إسعاد نفسك كثيراً، ماذا عن المشروبات الكحولية؟

يُمنع تناول المشروبات الكحولية داخل السجن، لكنني عندما كنت أخرج مع أصدقائي أشرب القليل من الكحول دون أن أصل إلى مرحلة السكر. أتمنى من الله أن يعفو عني.

– هل يمكنك أن تصف لي الحياة داخل السجن؟

تجمعني علاقة مودّة واحترام مع الحارسات، فنحن لطالما نتبادل السلام والترحاب. وهكذا هي شخصيتي.

– هل أنت غني؟

كانت بين يديّ ملايين الدولارات، لم أستخدم منها دولاراً واحداً لنفسي، كلها كانت موجّهة للثورة إذ وُهبت جميعها لذلك.

– حكم عليك بالسجن مدى الحياة للمرة الثالثة، هل هناك ما تتمناه في المستقبل؟

في حال خرجت من هنا يوماً ما حياً أُرزق، أتطلّع للعب دور سياسي في بلادي.

– تحدث رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان في كلمة له في البرلمان عن فتح الله غولن، ووصفه "بكارلوس الثعلب الأميركي"، بعدها قدّمت تصريحات حول ذلك، كيف لك أن تكون متابعاً للشأن السياسي الداخلي في تركيا؟

أظن أن إسماعيل كهرمان ارتكب خطأً فادحاً بتشبيه فتح الله غولن بـ "كارلوس الثعلب". أظن أنه مريض ولم يتماثل للشفاء التام، أتمنى له الشفاء والعودة إلى رأس عمله في أقرب وقت ممكن.


كما تحدثت Hurriyet إلى المحامين الذين تولوا الدفاع عن كارلوس، وأفاد المحامي يوسف جوفان أن دفاعهم عنه معنوي.

وفيما يلي بعض الأسئلة التي وجهتها لهيئة الدفاع التركية عن كارلوس:

– كيف ومتى قرّرتم تولي الدفاع عن كارلوس؟

تعرّف صالح ميرزابي أوغلو على كارلوس وطلب منّا سنة 2003 الاهتمام بقضيته. بعدها تواصلنا مع كارلوس عبر البريد، وعرّفناه عن أنفسنا، ثمّ أرسل لنا وثيقة التوكيل، وأكملنا الإجراءات المتعلقة بذلك.

– ما هي الصفة التي يمتاز بها كارلوس والتي أدهشتكم؟

عند زيارتنا له للمرة الأولى في سجن لا سينتا سنة 2005، استقبلنا وكأننا أصدقاؤه منذ 40 عاماً. وعندما رآنا لأول مرة قال لنا: "أنا سني، أنا حنفي"، وقد تأثرت للغاية بهذه الكلمات.

نبذة عن تاريخ كارلوس والمحطات المهمة في حياته:


12 تشرين الأول/أكتوبر سنة 1949:

ولد في عائلة ماركسية – لينينية في فنزويلا، أطلق عليه اسم ليتش وعلى أخوته فلاديمير ولينين، ليكوّنوا بذلك اسم فلاديمير ليتش لينين.

سنة 1959:

انضم إلى الذراع الشبابي للحزب الشيوعي، وذهب لمزاولة تعليمه في لندن وموسكو بعد انفصال أبويه.

سنة 1970:

توجّه إلى لبنان، وحارب في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ضد إسرائيل، ثم عاد بعدها من أجل إكمال دراسته. وتجدر الإشارة إلى أنه أطلق عليه خلال تلك الفترة اسم كارلوس. وقد واصل دفاعه عن القضية الفلسطينية حتى خلال دراسته في جامعة ويست منستر البريطانية.

سنة 1973:

قام بتنفيذ محاولة اغتيال فاشلة لرئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني، تبعها هجوم على مقر صحيفتين ومطار ومطعم.

سنة 1975:

كُشف أمر كارلوس خلال حفلة أقيمت في بيته بباريس. إثر ذلك، قُتل عنصران تابعان للاستخبارات الفرنسية. في نهاية السنة، نفّذ هجوماً على مقر منظمة "اوبك" في فيينا، واحتجز حوالي 60 رهينة من بينهم 10 وزراء بترول للدول الأعضاء.

سنة 1976:

استقر في مدينة عدن في اليمن، ساعدته استخبارات شرق ألمانيا في ذلك الوقت من أجل الظفر بدعم تمثل في الحصول على بيت وسيارة.

سنة 1982:

اعتقلت السلطات الفرنسية زوجته ماغدالانا كوب بعد العثور على متفجرات داخل السيارة التي كانت تقودها. وعندما رفضت السلطات إطلاق سراحها، تم تفجير محطات المترو والمواصلات العامة فضلاً عن مقرات الصحف.

سنة 1985:

استقرت زوجته وابنته في سوريا قبل انتقالهما إلي الخرطوم في السودان.

سنة 1994:

بتنسيق بين الحكومات السودانية، والفرنسية، والأميركية، تم اعتقاله وتسليمه إلى فرنسا.

سنة 1997:

حكم عليه بالسجن مدى الحياة.

سنة 2001:

تأثر كارلوس بالنزلاء المسلمين في السجن واعتنق الدين الإسلامي، على الرغم من كونه متزوجاً، وعقد قرانه على محاميته إيزابيل كوتان.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Hurriyet التركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.