هو ضروري لكلّ الناس، لكن فوائد فيتامين د للشعر كثيرة، وفي الحقيقة فإنه ملك الفيتامينات في عالم الجمال. فإضافةً إلى كونه ضرورياً للحصول على بشرة صحية، كثيرات لا يدركن أن هذا الفيتامين أساسي أيضاً لنمو الشعر ومنع تساقطه.
يختلف فيتامين "د" تماماً عن معظم الفيتامينات الأخرى؛ هو في الواقع هرمون ستيرويدي يُنتج عن طريق الكوليسترول، عندما تتعرّض بشرتنا لأشعة الشمس، لذلك غالباً ما يُشار إليه باسم "فيتامين أشعة الشمس".
ومع ذلك، نادراً ما توفر أشعة الشمس الكمية الكافية من الفيتامين؛ مما يدفعنا إلى الحصول عليه عن طريق المكملات الغذائية أو الأطعمة.
والحقيقة أن معظم من الناس لا يحصلون على الكمية اللازمة منه؛ ففي دراسةٍ صدرت عام 2011، تبيّن أنه في الولايات المتحدة وحدها، يعاني أكثر من 41% من السكان من نقص فيتامين "د".
فوائد فيتامين "د" للشعر
عندما يفتقر جسمنا إلى الكمية الموصى بها من فيتامين د، يمكن أن يسبب ذلك عدداً من الأعراض، لكن كثيرة هي الدراسات التي أكدت على فوائد فيتامين د للشعر ودوره في منع تساقطه.
وقد أشار موقع Healthline الطبي إلى أنه تمّ ربط نقص فيتامين د بـ"داء الثعلبة"، المعروف أيضاً باسم "الصلع الموضعي"، وهو اضطراب مناعي ذاتي شائع يؤدي غالباً إلى تساقط الشعر بشكلٍ سيئ.
إلى جانب فوائده الصحية، فإن أبرز فوائد فيتامين "د" أنه يدعم نمو الشعر وصحته. فقد اتضح أن فيتامين د3 هو أحد مكونات مسارات الإشارات المختلفة في بصيلات الشعر، وله دور مباشر وحاسم في طور التنامي (Phase Anagen) في مراحل نمو الشعر.
وبحسب دراسةٍ نُشرت عام 2021، تبيّن أن الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين د يعانون أيضاً من حالات الصلع التالية:
- – تساقط الشعر الكربي: ترقق مؤقت وقابل للعلاج، يحدث بعد فترات من الإجهاد الشديد أو تغيّر في الجسم.
- – الصلع الوراثي (المعروف أيضاً باسم الصلع الذكري): تساقط الشعر الناتج عن عوامل وراثية ويسبب الصلع الدائم.
- – داء الثعلبة (المعروف أيضاً باسم الصلع البقعي): وهو مرض يهاجم فيه الجهاز المناعي بصيلات الشعر؛ مما يتسبب في تساقط الشعر فجأة ومن بقع متفرقة في الرأس.
- – هوس نتف الشعر: اضطراب يسبب حوافز متكررة لا تُقاوَم لنتف الشعر من الرأس والأماكن الأخرى (مثل الحاجبين والرموش).
في حديثٍ إلى موقع Mindbodygreen، أشار ويليام جونيتس (باحث مُعتمد في جمعية علم الشعر العالمية) إلى أن فيتامين د3 يتفاعل مباشرةً مع بصيلات الشعر. وحين يعاني الجسم من نقص فيتامين د3، فقد يترتب على ذلك ضعف حجم الشعر على فروة الرأس وفي جميع أنحاء الجسم.
وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2013 أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاماً، ويعانين من تساقط الشعر، لديهن نقص فيتامين د.
كيف تحصلين على فيتامين د؟
الحصول على ما يكفي من فيتامين د من النظام الغذائي وأشعة الشمس وحدهما أمرٌ صعب، بل مستحيل عملياً.
لذلك وإذا كنتِ تتطلعين إلى الحصول على فوائد فيتامين د، فإن المكملات هي الحل الأفضل. والمكملات الغذائية هي منتجات تُكمّل النظام الغذائي للشخص في حال عدم استطاعته الحصول على العناصر التي يحتاجها جسمه من الطعام.
ولكن، للحصول على فوائد فيتامين د بشكلٍ أكبر، امنحي الأولوية لهذه الميزات عند اختيار مكملات فيتامين د:
- اختاري دوماً فيتامين د3، بدلاً من د2، للحصول على فاعلية أكثر.
- تناولي جرعة فعالة -أي 5000 وحدة دولية (IU) من الفيتامين يومياً. فهي الجرعة التي يحتاجها جسمك للوصول إلى المستويات المثلى منه في الجسم.
- اختاري مكملات تضم فيتامين د مع دهون مُدمَجة لتحسين الامتصاص. إذا لم يكن مكملك يحتوي على دهون، فتأكدي من تناوله مع وجبة يومياً لتعزيز التوافر البيولوجي.
الخلاصة أن نقص فيتامين د يمكنه أن يؤدي إلى عددٍ من الأعراض الصحية، فدوره مهم في مساعدة الجسم للحصول على ما يكفي من الكالسيوم والفوسفور، وهي معادن مهمة في بناء عظامٍ قوية والحفاظ عليها.
ولكن إضافةً إلى ذلك، فإن فوائد فيتامين د للشعر كثيرة. يمكنه أن يساعد في إنتاج بصيلات شعر جديدة واستعادة نمو الشعر، إلى جانب منع تساقطه.
يمكنك تعويض نقص فيتامين د لديك عن طريق قضاء ساعة إضافية في الشمس، أو تناول مكملات غذائية يمكن شراؤها من السوبر ماركت أو الصيدلية مقابل سعرٍ زهيد. لكن تأكدي دائماً من جودتها، والأفضل استشارة طبيبك أولاً.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.