حتى لو كانت كل امرأة منا تمتلك تصوّراً مختلفاً عن مظهر وكيفية الحصول على بشرة صحية، إلا أننا جميعاً نسعى للحصول على تلك البشرة المثالية، التي تمكّننا من مغادرة المنزل من دون وضع المكياج في حال أردنا ذلك.
وهذه البشرة الصحية قد تعني عند البعض عدداً أقلّ من البثور في الوجه، أو بشرة ممتلئة، أو مجرد بشرة أكثر إشراقاً ونعومة. فالملمس الناعم والإطلالة المشرقة من السمات الرئيسية للبشرة الصحية بالنسبة لنا جميعاً. أليس كذلك؟
وإذا كانت بشرتكِ باهتة، لا تقلقي. يمكنكِ تعزيز إشراقتها وتحويلها إلى متوهجة وصحية المظهر، لكن قد يتطلب الأمر تغيير بعض العادات، أو حتى تغييراً جذرياً للروتين اليومي الذي تتبعينه.
ولمساعدتكِ في الحصول على بشرة صحية مشرقة وناعمة، إليكِ 5 عادات يوصي بها أطباء الجلد وخبراء العناية بالبشرة، يمكنكِ اتّباعها. ولكن مهلاً، فالأمر ليس سحرياً. قد تستغرق بعض هذه العادات بضعة أسابيع أو أشهر حتى تلمسي أولى نتائجها.
وصدّقيني، إن الصبر ثمنٌ ضئيل جداً مقابل الحصول على بشرة صحية أكثر نعومة وإشراقاً على المدى الطويل.
1- دورة تجديد الجلد (Skin Cycling)
من المهم أولاً أن تعرفي أن ترتيب استخدام منتجاتك أمرٌ ضروري، للحفاظ على بشرة صحية. عليك التأكد من أنك لا تستخدمين منتجات (كريمات) قد تحتوي على مكونات لا يجب أن تتفاعل مع بعضها.
كذلك، إن كنتِ تستخدمين مكوناً واحداً بقدرٍ كبير للغاية، أو قليلٍ للغاية، فلن تري أقصى فائدة من استعمال تلك المنتجات.
ثمة حلٌّ واحد وسهل هنا يتمثل في تطبيق ما يُعرف بـ"دورة تجديد الجلد" (Skin Cycling).
صيغ هذا المصطلح قبل سنوات قليلة من جانب طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة من الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد، ويتني بوي، وهو عبارة عن روتين مسائي يتكرَّر كل 4 أيام باستخدام منتجات محددة وبترتيبٍ ثابت:
الليلة الأولى.. ليلة التقشير
كل ما عليكِ فعله في مساء الليلة الأولى هو تقشير البشرة باستخدام مقشر كيميائي يحتوي على حمض ألفا هيدروكسي، أو حمض بيتا هيدروكسي، أو بولي هيدروكسيل الكانوتيس. أو مجرد قناع تقشير لطيف على البشرة يمكنه التخلّص من خلايا الجلد الميتة، حتى يستطيع منتج الريتينول الخاص بالليلة التالية الوصول إلى طبقات عميقة من الجلد.
الليلة الثانية.. ليلة مُكوّن الريتينول
استخدمي في تلك الليلة مستحضراً يرتكز على الريتينول (Retinol) بأي أشكاله. يمكنك اختيار منتج لا يحتاج إلى وصفةٍ طبية أو استخدام كريم معيّن، بناءً على توصية طبيب الأمراض الجلدية الخاص بكِ.
الليلة الثالثة والرابعة.. ليلة الراحة والتعافي
لا تستخدمي فيهما أياً من المكونات النشطة المذكورة أعلاه، وذلك لمنح بشرتك فترة راحة والسماح لها بالتنفس والتعافي.
أعيدي دورة هذا الروتين في الليلة الخامسة، وكرّريه بالشكل نفسه لمدة شهرٍ على الأقل.
2- مرطب يمنع فقدان الرطوبة: الفازلين
تعتقد الكثيرات منا أن تقشير البشرة يومياً يزيد من فرص الحصول على بشرةٍ أكثر نعومة وإشراقاً، لكن هذا ليس صحيحاً بالنسبة إلى الجميع.
في الواقع، قد تعاني كثير من النساء، اللواتي يداومن على تقشير بشرتهن كل يوم (خاصةً باستخدام تركيبات قوية)، من تداعيات سلبية على بشرتهن تفوق نظيراتها الإيجابية الناجمة عن التقشير.
فكما ذكرنا سابقاً، تعتبر ليالي الراحة والتعافي ضرورية جداً للحصول على بشرة صحية والحفاظ على نعومتها. تتمثل إحدى طرق قضاء ليلة التعافي في تطبيق كريم مرطب يغلف بشرتك ويمنع فقدانها للرطوبة.
يلجأ البعض منا إلى الفازلين، لكن هذا ليس خيارك الوحيد. صحيح أن الفازلين -وكل المواد الهلامية- آمنة على البشرة، لكنها خيارات غير صديقة للبيئة، وهذا سبب كافٍ لمحاولة استبدالها.
فمادة الهلام النفطي (Petroleum Jelly) المعروفة أيضاً باسم "فازلين" هي عبارة عن زيت معدني مشتق من البتروكيماويات. وبناءً عليه، فإنَّ استخدامه يُعتبر إهمالاً بيئياً، خصوصاً مع توافر زيوت الفاكهة والنباتات الصديقة للبيئة والأكثر استدامة، مثل زيت جوز الهند.
3- لبشرة صحية.. تناولي مكملات السيراميد
يُعد السيراميد مكوناً ضرورياً لترطيب البشرة. لكن لا ينبغي لكِ التوقف عند هذا الحد، بل يمكنك تناول مكملات السيراميد جنباً إلى جنب مع استخدامه موضعياً في روتين العناية بالبشرة.
تبدأ صحة البشرة من الداخل، لذا يمكنك منح بشرتك قدراً أكبر من الاستفادة من خلال تناول المكملات، لتعويض النقص في المواد الطبيعية المفيدة للبشرة التي ينتجها الجسم مثل السيراميد والكولاجين.
لدعم مستوياتك الطبيعية من إنتاج السيراميد، تأكدي من الالتزام بروتين صحي للعناية بالبشرة وتناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات المعززة لصحة البشرة (مثل فيتامين A)، واحمي الحاجز الطبيعي لبشرتك باستخدام الكريم المرطب والكريم الواقي من الشمس، مع تجنُّب التقشير المفرط.
كما يمكنك أيضاً تناول المكملات الغذائية ذات الفوائد التجميلية لدعم جمال بشرتك من الداخل إلى الخارج.
4- الأولوية للأطعمة الغنية بـ"أوميغا 3″
بينما نتحدث عن العناية بالبشرة من الداخل إلى الخارج، ثمة عنصر غذائي آخر يجب منحه أولوية، وهو "أوميغا 3".
ثمة علاقة موثّقة جيداً بين "أوميغا 3" والحصول على بشرة صحية. يوصي الخبراء عادةً بالإكثار من تناول الأطعمة الغنية بأحماض "أوميغا 3″ الدهنية –على رأسها الأسماك، مثل سمك السلمون- للمساعدة في تحسين مظهر البشرة وحمايتها.
ومع ذلك، لا داعي للقلق إذا لم تكن الأسماك البروتين المفضل لديكِ. توجد الكثير من الأطعمة النباتية الغنية بـ"أوميغا 3″، من بينها: بذور الشيا، وعين الجمل (الجوز)، وفول الصويا، إضافةً إلى بذور الكتان، وزيت بذور الكتان، والسبانخ.
5– تدليك الوجه بانتظام
أخيراً، تحتاجين إلى إدراج تدليك الوجه في روتين العناية بالبشرة. لن تتطلب هذه الممارسة وقتاً طويلاً، إلا إذا كنتِ تريدين ذلك، كما أنها لا تحتاج إلى أدوات، رغم أن أداة تدليك الوجه ستكون إضافة جيّدة.
تشير دراسة نُشرت في ديسمبر/كانون الأول 2018، ضمن مجلة Science Direct العلمية، إلى أنَّ تدليك الوجه يساهم في تحسين الدورة الدموية لبشرة الوجه. فمن شأن هذا الأسلوب من التدليك أن يكون له تأثيرٌ كبير على مظهر البشرة وإشراقتها وبالتالي الحصول على بشرة صحية.
خلاصة القول فيما يخصّ روتين العناية بالبشرة
إذا كنتِ تبحثين عن بشرة صحية أكثر نعومة وإشراقاً، ستحتاجين إلى التعامل معها من الداخل والخارج معاً.
ابذلي ما في وسعك للحصول على مزيدٍ من أحماض "أوميغا 3" الدهنية، ويمكنك تناول المكملات الغذائية أيضاً. هذا فيما يخصّ الداخل.
أما من الخارج، فينبغي لكِ الاهتمام بتطبيق روتين دورة تجديد الجلد (Skin Cycling)، وإضافة تدليك الوجه إلى روتينك اليومي.