"دعيني أشرح لك هذا سيدتي"، عندما يتطوع رجل إلى شرح أمر ما إلى سيدة، دون أن تطلب منه، وذلك لاعتقاده أنها لا تعرفه أو تفهمه، وتحتاج إلى مساعدته في الشرح، فقد يُعرَّف هذا على أنه "المانسبلينيغ" (Mansplain) أو التنظير الذكوري، أو العجرفة الذكورية.
عن "المانسبلينيغ" أو التنظير الذكوري
هذا المصطلح المكون من شقي كلمتي Man أي رجل Explain أي يشرح، أضافه قاموس أوكسفورد الإنجليزي إلى مجموعة مصطلحاته الجديدة عام 2018، ويعني: "رجل يشرح شيئاً ما دون داعٍ وبشكل متعجرف ومتعالٍ إلى امرأة، بطريقة يعتقد أنها تكشف عن موقف متعصب تجاهها، أو موقف شوفيني، أي الاعتقاد المغالي والتعصب".
سُجل أول استخدام موثق لـMansplain من قبل فريق مؤلفي المعاجم، المكلف بإضافة كلمات جديدة إلى القاموس التاريخي، وتبين أنه استُخدم للمرة الأولى في أغسطس/آب 2008، في تبادل بين اثنين من المدونين على الإنترنت، وفي العام نفسه نشرت صحيفة Los Angeles Times بعنوان "Men who explain things-الرجال الذين يشرحون الأشياء"، ورغم أن الكاتبة الأمريكية، ريبيكا سولنيت، لم تستخدم هذا المصطلح تحديداً في مقالها، فإنه كان يشير إلى المعنى نفسه، كما أشار تقرير موقع Quartz الأمريكي.
ثم أصبح هذا المصطلح يُستخدم لوصف أي محاولات من الرجال لشرح الأفكار إلى النساء دون أن تطلب شرحها، خصوصاً عندما يصاحبها نبرة ازدراء أو تعالٍ، مع الثقة بأنه يشرح أمراً جديداً على المرأة، أو أية محاولة للتقليل من شأن المرأة، واستخدمته النسويات والمواقع النسوية باعتباره مؤشراً على اعتقاد الرجل بالوصاية على المرأة، وفق ما أشار له موقع Feminism In India.
تفسير ذكوري وسخرية
وفي مقال نشرته المجلة الأمريكية للمرأة Bustle؛ فإن هذا التفسير ليس لمجرد التبسيط والشرح، بل يكون "تفسيراً ذكورياً" يحمل في بعض الأحيان نبرة سخرية من المرأة أو معرفتها، مع الإشارة إلى أن معرفته أكبر قدراً، كما يحدث أن تتم الإشارة إلى أجساد النساء أو حياتهن أو تجاربهن بشكل يوحي بالتقليل، أو النظر إلى المرأة باعتبارها جاهلة.
وقد أرجعت سولنيت هذه الظاهرة إلى مزيج من "الثقة المفرطة والجهل"، وأنه يختلف عن أسلوب التبسيط البشري، بل ينبع من افتراض أن الرجل من المرجح أن يكون أكثر دراية من المرأة.
أن يشرح الرجل قضايا المرأة للمرأة
يُستخدم هذا المصطلح أيضاً؛ لوصف قيام الرجال بشرح قضايا المرأة أو معلومات عن جسد المرأة للمرأة، بمعنى أن يتحدث عن شعور المرأة وقت وقت الدورة الشهرية مثلاُ أو عند الولادة أو آلام المخاض، ويشرح ذلك لامرأة دون أن يكون مجال خبرته أو يطلب رأيه، كذلك الأمر بالنسبة لقضايا المرأة الاجتماعية.
أيضاً؛ يستخدم المصطلح في المجال المهني، وذلك عندما يشرح رجل معلومة مهنية إلى امرأة في مجال خبرتها وعملها، خصوصاً إذا لم يكن مجال خبرته أو معرفته. مثلاً حينما يقوم رجل لم يدرس العلوم تعريف الثقب الأسود وبعض المعادلات الرياضية المعقدة التي استُخدمت للتنبؤ بوجود الثقوب السوداء لامرأة درست الفيزياء الفلكية مع علمه بذلك، ويقوم بذلك بنوعٍ من التعالي.
انتقادات لنظريات الـ"المانسبلينيغ" أو التنظير الذكوري
ورغم أن المصطلح لاقى روجاً وتأييداً من كثير من النسويات، فإن بعض النظريات خرجت لانتقاده، باعتباره منحازاً جندرياً، ويظهر ازدواج المعايير في التعامل ورفض استخدام الجندر أو النوع الجنسي في التمييز.
هذا الرفض يلقى رواجاً حتى قبل اعتماد المصطلح، إذ نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً للكاتبة كاثي يونغ عام 2016، تتحدث فيه عن رفضها استخدام أي مصطلحات بها كلمة رجل كبداية مهينة، واعتبرته حلقة لا تنتهي من الكراهية الجندرية.
قد يهمك أيضاً: صديقك يعاملك بلباقة مُفرطة؟ احذري شرّه واقرئي عن "متلازمة الرجل اللطيف"