موعد الولادة هو تخمين طبي استباقي للموعد الذي من المفترض أن يكون فيه الجنين مستعداً للوصول والولادة طبيعياً من دون حاجة لتحفيز الطلق اصطناعياً.
ورغم أن العديد من النساء يلدن أطفالاً أصحاء تماماً قبل أسبوعين من الموعد أو بعد الموعد المفترض بأيام وأسابيع، فإن من المُستحسن أن تنتظر النساء حتى الأسبوع الـ39 من حملهن على الأقل لكي يلدن.
وبشكل عام، من الأفضل ترك الأمور الطبيعية تقرر موعد مجيء الطفل.
وفي دراسة أجريت عام 2011 ونشرتها مجلة PubMed الطبية للعلوم والأبحاث، تم إجراء مسح على 201 امرأة أنجبن أطفالاً حديثاً، حول طرق تحفيز الطلق والولادة التي اتبعنها في المنزل.
ومن بين هؤلاء النساء، جربت 50% منهن طرقاً طبيعية تماماً لتحفيز الطلق. لذلك إذا تجاوزتِ الأسابيع الـ40 من حملك وترغبين في تحفيز الطلق والولادة بشكل طبيعي في منزلك، فإليكِ الطرق التالية التي يمكنك اتباعها بعد التحدُّث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
على الرغم من أن الطبيب أو الممرضة لن يتمكن أي منهما من ضمان جدوى وتأثير تلك الوسائل بشكل علمي قاطع، فإنهما على الأقل سيخبرانك بما إذا كانت آمنة على صحتك وسلامة حملك.
1- المشي أهم وسيلة لتحفيز الطلق والولادة
المشي هو النهج الأكثر شيوعاً الذي تتبعه النساء لتحفيز الطلق والولادة.
ووفقاً لدراسة نُشرت عام 2011 بمجلة Birth، تشجع قوة الجاذبية الأرضية أثناء المشي على إنزال الطفل إلى منطقة أسفل الحوض.
ويشير طبيب التوليد وأمراض النساء الأمريكية المشرف على الدراسة إلى أن هذا قد يؤدي في النهاية، إلى تسريع عملية الولادة الطبيعية بالنهاية.
ومع ذلك، لا يوجد بحث يشير إلى أن المشي يفعل ذلك في الواقع بشكل علمي، كما لم تتم مقارنة مواقيت ولادة النساء الحوامل اللاتي مارسن رياضة المشي وغيرهن ممن لم يمشين.
ومع ذلك، أجرى باحثون، في دراسة نُشرت بمجلة Perinatal Education عام 2014، مقابلات مع 663 امرأة بعد أن دخلن في المخاض دون تحريض طبي وولادة.
وقالت نحو 30% منهن إنهن يعتقدن أن المشي قد أدى إلى تسريع العملية بصورة طبيعية. وتقول أخصائية التوليد وأمراض النساء الأمريكية آنا بورجانسكي: "هناك بالتأكيد فائدة في جعل المريضات قادرات على الحركة لتحفيز الطلق والمخاض"، وأضافت أن المشي يمكن أن يساعد في تسريع اتساع الرحم وتخفيف حدة والألم.
ومع ذلك أوضحت أنه "لا توجد بيانات تفيد بأن المشي قبل المخاض يفعل أي شيء فعلاً".
2- تناول الأطعمة الحارة
ينتشر الاعتقاد بأن الطعام الحار يزعج القناة الهضمية بشكل يجعلها تُحرك محتوياتها بسرعة أكبر من المعتاد، لذلك قد يؤدي ذلك إلى تعزيز تقلصات الرحم وتحفيز الطلق والولادة الطبيعية.
وفي دراسة نُشرت في عام 2015، سأل الباحثون النساء اللائي تم إدخالهن إلى المستشفى بسبب دخولهن في ولادة مبكرة، أو اللواتي انكسرت مياههن مبكراً، عما كنَّ يفعلنه في الساعات الأربع والعشرين السابقة لتلك الولادة الاستباقية.
من ثم قارن الباحثون الإجابات التي حصلوا عليها من نساء حوامل مماثلات لم يدخلن في المخاض المبكر؛ لمعرفة الفارق بالتحديد.
ووجد البحث أن النساء اللائي قلن إنهن تناولن مؤخراً طعاماً حاراً كانت لديهن احتمالات أعلى بـ7 مرات للدخول في المخاض المبكر أو نزول الماء في وقت مبكر، مقارنة بأولئك اللائي لم يأكلن الأطعمة الحارة.
ومع ذلك لا ينبغي إغفال أن الطعام الحار سيعزز الشعور بالحموضة المعوية واضطرابات الهضم.
3- العلاقة الحميمة تسرّع عملية الولادة الطبيعية
من الناحية النظرية، هناك العديد من الأسباب التي تجعل ممارسة الجنس تحفز المخاض.
وبحسب موقع Healthline للصحة والطب، يمكن مع النشاط الجنسي، خاصة عند الوصول إلى النشوة الجنسية، أن يفرز الجسم الأوكسيتوسين الذي قد يساعد في تحفيز انقباضات الرحم.
علاوة على ذلك، تستقبل النساء الحوامل هرمونات البروستاجلاندين من السائل المنوي، والتي قد تساعد في تحفيز اتساع عنق الرحم وتحفيز الطلق والولادة الطبيعية.
4- تناول التمر
كشفت بعض الأبحاث العلمية الصغيرة أنَّ تناول التمر في الأسابيع الأخيرة من الحمل يحفِّز الطلق ويزيد من اتساع عنق الرحم وبداية المخاض بصورة طبيعية.
وهو يقلل من الحاجة إلى استخدام Pitocin في أثناء المخاض، وهو الهرمون الذي يتم النساء الحوامل به؛ لتعزيز المخاض وزيادة الطلق.
5- استخدام زيت الخروع
ينصح بعض الخبراء، بحسب موقع WebMD، بتناول كمية قليلة من زيت الخروع بعد الأسبوع الثامن والثلاثين. لكن جدير بالذكر أن زيت الخروع يسبب الإسهال ويمكن أن يسبب الجفاف. لذلك لا ينبغي تناوله أو استخدامه إلا بعد استشارة الطبيب المتابع للحمل.
6- تناول شاي أوراق التوت الأحمر
تعتقد بعض الأبحاث بحسب الموقع ذاته، أن هذا الشاي العشبي يساعد على تحفيز المخاض الطبيعي. ولكن نظراً إلى عدم وجود أدلة علمية أو أبحاث دقيقة حول مدى جدوى تلك النقطة، إلا أن شاي أوراق التوت الأحمر Raspberries مليء بالحديد والكالسيوم، وهي العناصر التي يمكن أن تكون صحية للأم والجنين. وتُظهر الدراسات أنه مشروب آمن للشرب في أثناء الحمل، خاصة في الأسابيع الأخيرة منه.
7- التدليك والاسترخاء
وفقاً لموقع What To Expect للحمل والولادة والأمومة، يمكن أن يرفع التدليك والاسترخاء مستوى الأوكسيتوسين في الجسم، وهو الهرمون الذي يمكن أن يؤدي إلى تحفيز الطلق، عن طريق تعزيز تقلصات المخاض.
وبحسب بعض المعالجين بالتدليك، يعمل التدليك بشكل مباشر على المساعدة في بدء المخاض عندما يتأخر موعد الولادة عن تاريخه المفترض بشكل مُسبق، خاصة مع كثير من التركيز على بعض نقاط الضغط في الجسم والبطن.
وفي حال قررتِ تجربة التدليك قبل ولادتك، فعليكِ فقط الحصول على موافقة طبيبك أولاً.
وفي حال لم تكوني من هواة الموضوع، يمكن أن يساعد التأمل وحتى مجرد احتضان الزوج أو شخص مقرب منك على تعزيز الاسترخاء، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين المُحفزة لتسريع الولادة.
8- ممارسة التمارين الرياضية
ممارسة أي نوع من أنواع التمارين الرياضية البسيطة التي ترفع معدل ضربات القلب، مثل المشي السريع لمسافات طويلة، تساعد في تحفيز الطلق وتسريع الولادة الطبيعية.
وحتى لو لم تنجح هذه الطريقة، فهي طريقة مضمونة لتخفيف التوتر والحفاظ على قوة الجسم لأداء المهمة الصعبة المقبلة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.