من أوائل الأسئلة التي قد تطرحينها عندما تحملين هو كيف تنامين أثناء الحمل؟ ينصح البعض بالاستلقاء على الجنب، وقد يحذر آخرون من إيذاء الطفل إذا ما نمت على ظهرك. فما هي أفضل وضعيات النوم أثناء الحمل؟
هنا، نلقِ نظرةً على ما يقوله العلم، ونتعرَّف على كيفية الحصول على أفضل وضعية للنوم، وما إذا كانت المنتجات مثل الوسائد المتخصصة نافعة.
كانت هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى وجود صلةٍ بين النوم على الظهر خلال الثلث الأخير من الحمل، (أي بدءاً من الأسبوع الـ28) وولادة الجنين ميتاً في وقتٍ متأخِّر.
على سبيل المثال، خلُصت إحدى الدراسات في نيوزيلندا، نُشِرَت عام 2017، إلى أن النوم على ظهركِ في الثلث الثالث من الحمل مرتبطٌ بزيادة خطر ولادة الجنين ميتاً.
في المقابل توصَّلَ تحليلٌ لدراسات في جميع أنحاء العالم حول نوم الأم وولادة جنينٍ ميِّت، نُشِرَ في دورية The Lancet عام 2019، إلى استنتاجٍ مفاده أن هناك علاقةً بين النوم على الظهر في الثلث الأخير من الحمل وولادة جنين ميِّت، وأضاف التحليل أن "هذه النتيجة يمكن أن تقلِّل من احتمالية ولادة جنين ميِّت بنسبة 5.8% إذا استقرَّت كلُّ امرأةٍ حامل 28 أسبوعاً من الحمل على النوم على جانبها".
قد تبدو هذه النتائج مُقلِقة للغاية. وفقاً للدكتورة كيلي ستيتشر، أخصائية أمراض النساء والتوليد، لا داعي للذعر، لأن الجسم يتكيَّف بشكلٍ طبيعي مع الوضع الصحيح.
وعلى أيَّة حال، أكدت كيلي لموقع Live Science: "الدراسات التي لدينا ضعيفة وانتقائية".
النوم أثناء الحمل
لكن لكي تكوني في الجانب الآمن، قد ترغبين في تجنُّب النوم على ظهركِ، خاصةً عندما تتجهين إلى الثلث الأخير من الحمل، وكما تقول كيلي، من المُحتَمَل أن يحدث هذا بشكلٍ طبيعي. وتضيف أن السبب الرئيسي لعدم النوم على الظهر مع تقدُّم الحمل هو صحة الأم وراحتك.
تقول: "مع تقدُّمكِ خلال فترة الحمل، سوف ينمو الجنين ويصبح الرحم أثقل. وبحلول حوالي 20 أسبوعاً، في الثلث الثاني من الحمل، يمكن أن يتسبَّب وزن الرحم في ظهور أعراضٍ عند الاستلقاء على ظهركِ. والسبب في ذلك أن الوزن يدفع للأسفل على الوريد الأجوف، وهو وعاءٌ دموي كبير يعيد الدم إلى قلبك. ستظهر عليكِ أعراضٌ عندما يؤثِّر ذلك عليك. وستشعر بعض النساء بالغثيان والتعرُّق والحرارة والدوار".
وتضيف: "تعاني بعض النساء أيضاً من زيادة ارتجاع الأحماض، مِمَّا يجعل البقاء على الظهر غير مريح. وبسبب التغييرات في تكوين الجسم، فإن البعض يعانين من انقطاع النفس أثناء النوم في فترة الحمل، وخاصةً في الثلث الأخير، ويتفاقم هذا بسبب الاستلقاء على الظهر".
عندما يكبر جنينكِ، ستجدين أن النوم على ظهركِ أقل راحةً، ولكن ربما تجدين أن جسمكِ يتكيَّف تلقائياً مع هذا الانزعاج.
النوم على اليمين أم اليسار؟
ربما قرأت أن النوم على جانب اليسار أفضل من جانبك الأيمن. من ناحية سلامة الجنين، تبيَّن الآن أن هذه النصيحة غير مُلزِمة، إذ خلُص التحليل في الدراسة المُشار إليها إلى أن النوم على الجانب الأيمن والأيسر آمنان بنفس القدر.
ووفقاً لكيلي، فإن "النوم على كلا الجانبين على ما يرام تماماً. في بعض الأحيان يكون لدى الحوامل المزيد من الانزعاج بسبب وجود الكبد على الجانب الأيمن إذا نمن على اليمين. لكن ليس هناك جانبٌ أفضل من الآخر بالنسبة للجنين".
وبكل الأحوال، فإن أفضل وضعية للنوم في الثلثين الثاني والأخير من الحمل هي النوم على الجانب، مع وضع وسادة بين الركبتين لدعم الساقين وتقليل آلام الحوض والفخذ.
الأشهر الأولى
أما خلال الأسابيع الأولى من الحمل، يمكنك ببساطة الاستمتاع بالنوم في الوضعية التي تفضلينها، حتى لو كنت معتادة على النوم على بطنك، لأن الجنين يتمتع بحماية السائل الأمنيوسي في الرحم.
وسائل مساعدة
وصمِّمَت العديد من الشركات المتخصصة بمنتجات الحمل وسائد طويلة على شكل حرف U أو V أو C، بغرض مساعدة الأم على الشعور بالراحة مع نمو الجنين، رغم أن العديد من الأمهات الحوامل يستخدمن وسائد عادية لدعم الظهر.
تقول كيلي: "إن وضع وسادة تحت نتوء الرحم المتنامي يمكن أن يزيل الضغط عن الأربطة على جانب الرحم، علاوة على أن وضع وسادة بين الركبتين وخلف الظهر يساعد في راحة الورك والركبة والظهر".
وتضيف: "الوسائد تساعد أيضاً في آلام المفاصل. كلَّما زاد حجم نتوء البطن، زاد الشدُّ في الأربطة. وتصبح المفاصل أكثر إيلاماً مع تقدُّم الحمل. غالباً ما تعاني الحوامل من ألمٍ أكبر في عظم العانة، وآلامٍ في الورك، وأخرى في نطاق الحوض. ويمكن للوسائد الموضوعة بعناية أن تساعد في التخلُّص من الضغط على بعض نقاط الألم هذه".