تتعاقب فصول السنة وتتعاقب الألوان فيها، فلكل فصل لونه الخاص الذي يضفي عليه روحه، حتى الأطعمة تتمايز بألوانها، وفي بعض الأحيان هذه الألوان تشعرنا بروح المكان وتعطيه روائح تعبقه وتنقلنا من إحساس لآخر ومن ذكرى لأخرى، وكما أن بعض الألوان تثير فينا الحب والحماس وتلهب فينا الأحاسيس فإن هناك ألواناً تنفرنا، وتترك في نفوسنا خوفاً أو حذراً في بعض الأوقات.
وعليه، نشير هنا إلى أن الألوان ومدلولاتها تشكل ثقافة متكاملة مرتبطة بالزمان والمكان والشخصيات التي تتلقاها.
علاقتنا بالألوان
كما نعلم فإن الثقافة هي الأخذ بطرف من كل علم، وبهذا فإن طرفنا من ثقافة اللون يتعلق بالشعر؛ لأننا نحن النساء تدور الألوان في حياتنا آخذة حيزاً كبيراً من اهتمامنا، في بيوتنا، ومطابخنا، وعملنا، وملابسنا، وكذلك شعرنا من صبغات وغيره، ولذلك يتوجب علينا أن نكون على اطلاع ودراية بشكل أو بآخر بهذه الثقافة.
الألوان وصبغ الشعر
إن من نعم الله التي منّ بها علينا في هذه الحياة هي قدرتنا على تلوين الشعر وتغييره لنبتعد بهذا عن رتابة أشكالنا في هذه الحياة، وما يترتب على ذلك من ملل وكآبة أحياناً، فتتغير نفسيتنا ويتحسن مزاجنا عندما نُقدم على هذه الخطوة، ومن المهم هنا لنمر بهذه التجربة الرائعة أن يكون اللون المختار مناسباً للون بشرتنا وملائماً لها، وبطريقة متقنة لا تسبب أذى لشعرنا؛ مما يسهم في تغيير مزاجنا بطريقة إيجابية بدون أن نمر بتجربة سيئة أو موترة.
مشاكل صبغ الشعر
مهما بدا صبغ الشعر مثالياً وجميلاً يظل الهاجس الذي يؤرق الكثيرين هو ما سيحدث بعد عدة أشهر من تغير لون الصبغة أو تلاشيها، وهذا ما يجعل منا نحن أصحاب مهنة تلوين الشعر عرضة للانتقادات والهجوم في بعض الأحيان بسبب عدم ثبات اللون أو تلاشيه.
وكثيراً ما يتردد هذا الطلب: "أريد صبغة شعر ثابتة لا يتغير لونها"، أو من يريد "صبغة ممتازة لا يذهب لونها أبداً".
لكن الحقيقة التي لا مفر منها أن اللون أو الصبغ سيتحلل ويتلاشى بتأثير عوامل كثيرة سنأتي على ذكرها.
ولا بد هنا أن أنوه إلى أنه يجب التعامل مع فكرة تغير اللون وتقلبه مع غسيل الشعر المتكرر، ويجب ألا تشكل هذه الفكرة رعباً لنا؛ بل يمكننا أن نأخذها بمنحى إيجابي.
فعلى سبيل المثال عندما تكون الصبغة باللون الأحمر فإنها بعد الغسل ستنتقل إلى اللون النحاسي المحمر ومن بعده إلى النحاسي الأصفر وأخيراً إلى الذهبي.
نتفق على أن اللون الذهبي هو لون غير محبب للكثيرات، لكن لا يجب أن يسبب لك الوصول لهذا اللون رعباً أو هاجساً، فمن أسهل الأمور أن تقومي بإعادة صبغه عند الوصول للون الذي لا ترغبين به أو الدرجة التي لا تريدين أن تصلي إليها.
لكن من الجميل أيضاً أن تنظري لهذه العملية وتراقبي التحولات التي مرّ بها شعرك وكل التدرجات التي مرت ما هي إلا اقتباس من الطبيعة وألوانها وما تمر به من تغيرات في فصولها أو كأوراق شجرة أزهرت في ربيعها ثم مرّ عليها الصيف فأينعت فيها الثمار وتدرجات الأوراق في ألوانها ولتمر نهاية بالخريف.
إننا حقيقة لا نستاء من تغير ألوان الأوراق؛ بل نرى في كل تحول جمالية وحالة إبداعية تتركنا نتأمل هذا التغير الذي يحمل في طياته التجدد والجمال.
لذلك حاولي أن تستمتعي بكل مرحلة يمر بها شعرك بعد صباغته.
متى نستطيع أن نعيد صباغة الشعر؟
الشعر يطول بمعدل 1 سم وسطياً كل شهر، ومع تكرار الغسل وتلاشي الصباغ شيئاً فشيئاً ستلاحظين أنه أصبح باهتاً بغير لمعة وجافاً نوعاً ما.
والسبب في ذلك أنه في أثناء عملية الغسل تتفتح حراشف أو طبقات الشعر، وتزول تدريجياً كرات اللون المتمركزة بين الطبقات.
الآن قومي بعملية الصبغ وستلاحظين كيف أن شعرك استعاد حيويته؛ لأن الصبغة ستغلف الشعر وتعيد له لمعته وحيويته.
فالصبغة لا تؤذي الشعر؛ بل تفيده بشرط أن تكون بجودة عالية ومخصصة للصالونات، ولا أنصح بالصبغات المتداولة بالمحال التجارية لأنها غالباً ستؤدي لنتائج لا تحمد عقباها من تعب الشعر وتقصفه وما إلى ذلك من أمور أنت بغنى عنها.
لماذا يتغير لون الصباغ ويتلاشى؟
يتغير لون الصباغ لعدة أسباب منها:
1- المياه فيها مادة الكلور وأحياناً من الممكن أن تكون المياه كلسية.
2- الشامبوهات فيها أملاح وكبريت وقد تؤثر على الألوان.
في النهاية، لا بد من القول إن تغير اللون ليس أمراً غير طبيعي أو خطيراً؛ بل هو من لزوم الحياة وما فيها من تغير وتجديد في كل شيء، وهذه هي سنتها في تغير لون كل شيء وتبدله مرة بعد مرة.
كما أن أي دعاية أو تسويق لصباغ يمكن أن يبقى ثابتاً لشهور ولا يتغير لونه أو يتلاشى إنما هي محض خداع وكذب لعدم وجود شيء كهذا، والحل الوحيد لهذا كما ذكرت هو إعادة الصباغ مرة بعد مرة، ومن الأنسب أن يكون هذا التجديد تضفيه الألوان والصباغ عليه.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.