رغم شيوع استخدام مناديل مسح المكياج المبللة كوسيلة للعناية بالبشرة وتنظيفها من آثار مساحيق التجميل الضارة بصحة الوجه ونضارته، اتضح أن المواد الكميائية الموجودة في المناديل المبللة قد تكون هي الأخطر على الوجه وسلامة الجلد.
وعلاوة على المواد الموجودة في سائل المناديل المبللة لإزالة مساحيق التجميل، يقول خبراء الجلدية والعناية بالبشرة إن عملية فرك ومسح الوجه أثناء تنظيفه بتلك المناديل قادرة على التسبب في مشكلات عدة، بينها الالتهابات والحبوب، وصولاً إلى حدوث التجاعيد والخطوط وعلامات تقدم سن البشرة بشكل مبكر.
ورغم ذلك، يُتوقع بنهاية عام 2021، أن تصل المبيعات العالمية للمناديل المبللة (من جميع الأنواع) إلى 20 مليار دولار، بحسب Glamour Magazine النسائية، وهذا لأن مناديل الوجه مريحة للغاية، واستخدامها سهل ولا يُكبد العناء.
لكن من المحتمل أن تقرر النساء التخلي عن تلك الوسيلة إذا ما عرفن بحقيقة المشكلات التي يسببها استخدام مناديل الوجه المبللة.
مناديل المكياج ليست بتلك البراءة!
قال جوشوا زيشنر، خبير التجميل وأخصائي الأمراض الجلدية الأمريكي، لموقع Glamour لشؤون المرأة، إن "مناديل المكياج تكذب عليكِ"، وذلك لأنها أولاً لا تنظف بشرتك حقاً، وثانياً لأنها تسرّع عملية تقدم سن البشرة وظهور التجاعيد.
وفي الغالب، تقوم مناديل مسح المكياج بتلطيخ أي مستحضر أو أوساخ أو جلد ميت معلق على وجهك وفركه في الجلد مرة أخرى، ما يترك جلدك متهيجاً بعد الاستخدام.
تهيّج البشرة والتجاعيد المبكرة
ووفقاً لأخصائي الجلدية، يمكن أن تُسبب مناديل المكياج تهيجاً بسبب المواد الحافظة التي تمنع الكائنات الدقيقة من تلويث المناديل في عبواتها.
وفي بعض الحالات تطلق تلك المواد الكيميائية الفورمالديهايد، والمواد القابلة للذوبان، والمواد الخافضة للتوتر السطحي، والمستحلبات. وهي كلها مركّبات ضارة وغير ملائمة للاستخدام على البشرة.
ويضيف جوشوا زيشنر أن الأشياء السيئة المخبأة داخل مناديل المكياج موجودة في مكون التطهير فيها، لذا إذا ما لم يتبع استخدامها غسل الوجه بالمنظف الملائم لنوع البشرة فإن العملية برمّتها تزيد من خطر إصابة البشرة بالالتهابات.
علاوة على ما سبق، فإن آلية تنظيف الوجه بالمناديل المبللة نفسها قد تضر بالوجه أيما ضرر، إذ يمكن لعملية الفرك تلك أن تسبب التهابات بسيطة يمكنها بمرور الوقت أن تعزز تصبُّغ الجلد أو تساعد على حدوث التجاعيد المبكرة وعلامات تقدم سن البشرة.
تحفيز الإصابة بالبثور وزيادة حساسية الجلد
لا يجب أن تقومي بتقشير بشرتك كل يوم، لكن استخدام المناديل المبللة قد يعادل عملية تقشير الوجه باستخدام مستحضرات الصنفرة والتقشير المتخصصة، لأن عملية الفرك وحدها قادرة على إزالة طبقات الجلد الميت في الوجه.
وحول ذلك تكشف الكسيس جرانيت، استشارية الأمراض الجلدية في إحدى الشركات العالمية الكبرى للعناية بالبشرة لمجلة Glamour Magazine، أن المناديل المبللة تسبب البثور، بالإضافة إلى الحساسية والتهيج بسبب الأوساخ المختلفة والدهون ومنتج منظف الجلد نفسه، وهذا كله يزيد من حساسية الجلد والاحمرار والتهيج.
ويحدث ذلك لأن تلك المناديل تحتوي على مواد كيميائية قوية ومجففة تجرد الجلد من زيوته الطبيعية، ما يغير درجة الحموضة الدقيقة في الوشاح الحمضي للبشرة، ما قد يسبب الالتهاب والتهيج حتى بعد الاستخدام، ويصبح الوجه حساساً أكثر مما كان عليه.
لها تأثير سلبي على البيئة أيضاً
بعد أن وصلت أزمة المناخ العالمية إلى مرحلة تم تجاوز مرحلة إعادة تدوير كل شيء فيها، ووصلنا إلى حيث ينبغي أن نحاول جميعاً تقليل نفاياتنا قدر الإمكان، لكن لسوء الحظ تُسبب المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة مثل المناديل المبللة ضرراً أكثر مما نتخيل.
ويمكن أن يستغرق الأمر مئة عام على الأقل، حتى تتحلل قطعة واحدة من مناديل إزالة مساحيق التجميل المبللة، وفقاً لموقع iDiva النسائي.
البديل ببساطة هو أن تقومي بغسل وجهك
يعتبر التنظيف المضاعف هو أكثر طريقة فعالة لإزالة مستحضرات التجميل وترك وجهك ناصعاً ونظيفاً، دون أن تتركي عليه طبقة دهنية من المواد الكيميائية الضارة كما هي الحال مع المناديل المبللة.
ويتم ذلك وفقاً لـiDiva من خلال تنظيف وجهك بمنظف زيتي آمن على البشرة، على أن تقومي بمراعاة اختيار مستحضر طبيعي وخالٍ من المواد الكيميائية قدر الممكن.
وبعد الغسلة الأولى بالمنظف الزيتي قومي باستخدام منظف وجه عادي، وراعي أيضاً عند اختياره أن يكون ملائماً لنوع بشرتك، وألا يحتوى على مواد كيميائية.
وبهذه الطريقة تتم إزالة كل طبقات الماكياج من على وجهك، وتنظيف الأوساخ والشوائب من مسام بشرتك، دون الإخلال بتوازن درجة حموضة الجلد التي تحمي الوجه من مشكلات البثور والتهيّج والحساسية وعلامات تقدّم سن البشرة.