“طرحة” العروس.. أصلها روماني وكان لونها أحمر واستُخدمت كفناً!

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/24 الساعة 09:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/24 الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش
طرحة العروس، يعود أصلها للعصر الروماني وكان لونها أحمر لإبعاد الأرواح الشريرة واستُخدمت ككفن عند موت العروس

ربما تكون طرحة الزفاف هي القطعة الأكثر رمزية في زينة العروس التقليدية، وبالنسبة لأغلب العرائس تعتبر جزءاً رئيسياً لا يمكن التخلي عنه. هناك العديد من الأساطير فيما يتعلق بتاريخ طرحة العروس، ويمكن إرجاع أصلها إلى قرون بعيدة في العصر الروماني، حتى أنها سبقت فستان الزفاف بمئات السنين. إليكم نظرة على قصة  طرحة العروس، وسبب استمرار ارتدائها حتى اليوم.

ترمز للعفة وتحمي من الأرواح الشريرة

تقول مؤرخة حفلات الزفاف سوزان واجنر لموقع Brides إنّ الحجاب هو "أقدم جزء من لباس العرائس". ويعود تاريخه إلى العصور القديمة عندما "كان الناس يلفُّون العرائس من الرأس إلى أخمص القدمين لتمثيل عفة العروس العذراء وتواضعها". كما أنّ له أيضاً فوائد إضافية، إذ يخفي الحجاب العروس من الأرواح الشريرة التي قد ترغب في إفشال سعادتها.

وتعتبر طرحة الزفاف أحد العناصر الأكثر شهرة في الحضارة الغربية والعربية معاً. ويُعتقد أن أصلها يعود إلى العصر الروماني.

ففي الماضي، كان يُعتقد أن طرحة الزفاف تمتلك قوى خارقة للطبيعة وتستخدم في المقام الأول لدرء الأرواح الشريرة. وكان يعتقد أن العروس كانت معرضة بشكلٍ خاص لتأثير الأرواح الشريرة في يوم زفافها. حتى أن تصفيف شعر العروس كان  على شكل رأس رمح. في حين أن هذا التقليد لم يدم حتى يومنا هذا، إلا أن غطاء العروس قد استمر.

لون طرحة الزفاف مهم لاستمرار الزواج مدى الحياة

كان يُعرف حجاب العروس الروماني باسم flammeum، والتي تعني اللهب والذي كان لونه أحمر مثل لون اللهب.

وكان من المفترض أن يرمز لون الحجاب إلى نية الزوجين في البقاء متزوجين لبقية حياتهما. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أنّ اللَّهب إذا غطَّى العروس من الرأس إلى أخمص القدمين، يجعلها تبدو وكأنها تحترق وبالتالي يمنحها القوة للاستمرار في الزواج. كما أنّ الطرحة كانت تصمم على طول العروس، بحيث يمكن إعادة استخدامها ككفن عند دفنها، كما ورد في موقع Huffpost.

معانٍ مختلفة لطرحة العرس في الحضارات

تَظهَر القيمة الرمزية لطرحة الزفاف أيضاً في تقاليد البلدان الأخرى. ففي التقاليد اليهودية، على سبيل المثال، كان العريس هو من وضع الحجاب على رأس زوجته المستقبلية، وهذا يرمز إلى الوعد الذي قطعه عليها بالزواج منها لجمالها الداخلي.

أمَّا في المسيحية فترمز الطرحة إلى تواضع العروس ونقاوتها وكذلك تقديسها لله. أما في حفلات الزفاف الصينية التقليدية، فتمّ ارتداء الحجاب باللون الأحمر كرمزٍ واعدٍ بمستقبلٍ جميل بالإضافة إلى قدرته على طرد الأرواح الشريرة.

استخدمت الطرحة لمنع الزوج من تغيير رأيه إن لم تعجبه العروس

كما استخدمت طرحة الزفاف لأغراضٍ عمليةٍ أخرى في الماضي أيضاً. فعلى سبيل المثال عندما كانت الزيجات المرتَّبة هي القاعدة، كان من المفترض أن يُخفي الغطاء وجه العروس عن العريس.

اعتبر الزواج معاملةٌ بين عائلتين، والحجاب يهدف إلى منع العريس من تغيير رأيه في الزواج في حالة عدم إعجابه بما رآه. ولكن بمجرد أن يرفع الحجاب  اعتُبر أن "الصفقة" قد اكتملت ولن يعود الرجل قادراً على "إعادة" زوجته. ومن الواضح أن رأي المرأة في زوجها الجديد لم يكن مهماً في تلك الأيام.

قانون حمورابي فرض غطاء العروس على النساء الأحرار

في حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة (العراق) والثقافات الفارسية، كان يُطلب من الزوج أن يغطِّى وجه عروسه بحجاب ليعلن أنها الآن زوجته.

كما حدد قانون ذلك الوقت بوضوح من يمكن أن تكون محجبة ومن لا تستطيع، لذا فإن التزيين بغطاء الزفاف قد يكون امتيازاً.

على سبيل المثال، ورد في القانون البابلي لحمورابي عام 1790 قبل الميلاد، أنه لا يُسمح إلا للنساء من الطبقة العليا الحرة بارتداء غطاء الزفاف عند الزواج بينما يُحظر على العبيد والنساء من الطبقة الدنيا والبغايا.

طول وجودة الطرحة يشيران إلى المكانة الاجتماعية الراقية

تراجعت شعبية طرحة وحجاب الزفاف لبعض الوقت في الماضي، لكنها شهدت انتعاشاً خلال الفترة الفيكتورية في أوروبا.

وبفضل حفل زفاف الملكة فيكتوريا، أصبح مشهوراً مرة أخرى. فخلال الفترة الفيكتورية، أصبح غطاء الزفاف رمزاً للمكانة وتم تحديد طول وجودة ووزن الطرحة بناءً على المكانة الاجتماعية لمن ترتديه. على سبيل المثال، كانت العرائس الملكيات يرتدين أطول الطرحات.

تأثر تصميم الطرحة عبر التاريخ بالعوامل الاقتصادية

على الرغم من نسيان وظيفتها الرومانية الأصلية إلى حد كبير إلى جانب رموزها التقليدية ووظائفها العملية، استمرت شعبية غطاء الزفاف منذ ذلك الحين وحتى العصر الحديث.

وقد تأثر هذا الإكسسوار التقليدي للعروس في القرن الماضي بالعوامل الاقتصادية والتكنولوجية. على سبيل المثال، قبل الحرب العالمية الثانية، كان لابد من تقليص طول غطاء الزفاف وخاصة تلك التي تستخدمها الطبقات العليا كمحاولة لتقنين مواد الملابس بسبب الظروف الاقتصادية وقد تم استبدال الدانتيل والحرير بالنايلون والمواد الصناعية الأخرى لتصميمها، لأنها غير مكلفة.

هل يجب أن تغطي الطرحة وجهك؟

العديد من العرائس في العصر الحديث تخلت عن الجزء الأمامي من الطرحة لأسباب عديدة فقد يلصق بالوجه ويؤثر على المكياج أو قد يعيق رؤية العروس وهي تمشي وتتعثر بسببه. لذلك فإسدال الطرحة على الوجه أمر متروك لك.

تختار العديد من العرائس المعاصرات عدم القيام بذلك، ولكن إذا كنت ترغبين بمظهر تقليدي فقد تحبين إسدالها على وجهك.

بدائل معاصرة للطرحة

قامت العديد من عرائس العصر الحالي باستبدال طرحة الزفاف بتيجان الزهور أو التيجان من المجوهرات أو الفِضَّة أو إكسسوارات الشَّعر الجذابة أو أغطية الرأس القصيرة بناءً على ما يتناسب مع تصميم ثوب الزفاف وأسلوب الحفل.

قد لا تشعرين بالرغبة في وضع أي شيء مثل الطرحة أو غيرها على الإطلاق، ولا بأس بذلك أيضاً. التخلي عن التقاليد لن يجعلك تبدين عروساً ينقصها شيء. تذكري أنه يومك الخاص واختاري ما يناسب شخصيتك ويعبر عنك.