ضحيتهما المرأة والرجل معاً.. المضايقة والتحرش في أماكن العمل، ما الفرق بينهما، ومتى نلجأ للقانون؟

ضحيتهما المرأة والرجل معاً.. المضايقة والتحرش في أماكن العمل، ما الفرق بينهما، ومتى نلجأ للقانون؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/07/30 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/30 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
المضايقة و التحرش الجنسي في أماكن العمل

عندما تسمع لفظ "المضايقة Harassment"، أو "التحرش الجنسي Sexual Harassment"، من الطبيعي أن يخطر ببالك فوراً الصورة النمطية لرجل يُضايق أو يتحرّش جسدياً بامرأة.

لكن في الواقع يقع الرجال أحياناً ضحايا للتحرش الجنسي والمضايقة في مكان العمل، إذ تشير الإحصائيات في أمريكا إلى أن واحدة من كل خمس شكاوى حول التحرش الجنسي في مكان العمل التي تقدم إلى لجنة تكافؤ فرص العمل (EEOC) تأتي من الرجال.

المضايقة تختلف عن التحرش، وتتمثل في طرق مختلفة غير جسدية، وتعتبر أيضاً جريمة يعاقب عليها القانون عندما تتسبب بالأذى الجسدي والنفسي للضحية. فما الفرق بين المضايقة والتحرش الجنسي أو الجسدي؟ وكيف تكون المضايقة والتحرش في أماكن العمل؟ وما أكثر صورها شيوعاً.

الفرق بين المضايقة والتحرش الجنسي

دعونا نتعرف على الفرق بين مصطلحَي المضايقة والتحرش الجنسي كما تعرِّفهما هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

المضايقة (Harassment): هي أي سلوك غير لائق وغير مرحب به يمكن أن يُنظر إليه على أنه يسبب الإساءة أو الإذلال لشخص آخر. قد تتخذ المضايقة شكل كلمات أو إيماءات أو أفعال، تميل إلى إزعاج الآخرين أو التنبيه عليهم أو إساءة معاملتهم أو تحقيرهم أو ترهيبهم، أو التقليل من إهانتهم أو إذلالهم أو إحراجهم، أو التي تخلق بيئة عمل مخيفة أو معادية أو هجومية.

تحصل المضايقة لأسباب مثل العرق أو الدين أو اللون أو العقيدة أو الأصل العرقي أو المادي أو الجنس أو التوجه الجنسي. 

التحرش الجنسي Sexual Harassment: أي محاولة لفعل جنسي غير مرحب به مثل طلب خدمة جنسية، لفظية أو جسدية، أو سلوك أو إيماءة ذات طبيعة جنسية، أو أي سلوك آخر ذي طبيعة جنسية.

قد يأتي التحرش الجنسي كشرط للتوظيف، أو بخلق بيئة مخيفة أو معادية أو هجومية في العمل. التحرش الجنسي قد يكون متعمّداً، غير مرغوب فيه وقسري. يمكن أن يكون ضحيته من الذكور والإناث، وقد يحدث التحرش الجنسي أيضاً خارج مكان العمل أو في خارج ساعات العمل.

سلوكيات وتصرفات تعتبر مضايقة أو تحرشاً:

ينطوي تحت مصطلح التحرش والمضايقة سلوكيات تحصل بشكل يومي ومتكرر في بيئة العمل. في الحقيقة هذه السلوكيات غير مقبولة، وإن تكرَّرت وتطوَّرت بشكل عنيف يُهدد أمن وسلامة الشخص، فمن الضروري تقديم شكوى قانونية ضد من يقوم بها. قد يشتمل سلوك التحرش على النكات المسيئة والافتراءات أو التشهير والتنمر، كما يشمل الاعتداءات الجسدية أو التهديدات والترهيب والسخرية والإهانات والصور المسيئة.

وقد يكون من المثير للاهتمام أن تعرف أن ارتداء الملابس التي تحمل رسائل عنصرية أو مسيئة لجنس أو عرق أو توجه معين يعتبر مضايقة أيضاً.

لا يقتصر التحرش في مكان العمل على التحرش الجنسي، وقد تحصل المضايقة بين شخصين من نفس الجنس. يمكن أن يكون المتحرش رئيسك، أو مشرفاً في قسم آخر، أو زميلاً في العمل، أو حتى غير موظف.

ومن المثير للاهتمام أن الضحية ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يتعرض للمضايقة، فيمكن أن يكون أي شخص يتأثر بسلوك التحرش أو المضايقة.

إحصائيات وأرقام عن التحرش في أماكن العمل:

85 % من النساء في الولايات المتحدة تعرضن للتحرش الجنسي في العمل. عدد الرجال والنساء الذين يتقدمون بشكاوى يتزايد، مع حركات مثل TimesUp وMeToo، اللتين تسعيان لخلق بيئة آمنة للعمل والعيش، وتحاربان التحرش والمضايقة ضد الجنسين، خاصة في أماكن العمل، وتناديان بالمساواة، حيث زاد عدد الرجال الذين أبلغوا عن مضايقات في العمل من 7% إلى 18% خلال العام الماضي.

وفي عام 2016، أبلغت 25% من النساء عن تعرّضهن للإكراه الجنسي. وفي عام 2018 انخفض هذا العدد إلى 16%، ولكن كانت هناك زيادة في تقارير التعدي على أساس الجنس Gender Harassment، وهو نوع من أنواع التحرش الجنسي يشمل العنف، والعنف ضد الجنس الآخر بسبب جنسه. فقد ارتفعت نسبة النساء اللاتي تعرضن له من 76% عام 2016 إلى 92% عام 2018. تشير هذه البيانات إلى أنه في حين أن التحرش الجنسي الذي يدفع العديد من النساء خارج وظائفهن قد ينخفض، إلا أن أماكن العمل قد تشهد "رد فعل عنيفاً"، أو زيادة في العداء للمرأة.

متى يصبح التحرش أو المضايقة غير قانونيين؟

بعد أن تعرفنا على الفرق بين التحرش والمضايقة وأنواعهما، يواجهنا سؤال مهم، وهو: متى نلجأ إلى القانون عند التعرض للتحرش والمضايقة؟

إذا كنت تتعرض للمواقف التي سنذكرها وتعاني ما يترتب عليها من نتائج سلبية نفسية وجسدية فعليك اللجوء للقانون لمساعدتك.

الحالة الأولى في حال أصبح تحمُّل السلوك العدواني ضدك شرطاً أساسياً لاستمرار التوظيف، وأنك ستفقد عملك إن قاومته، أو إن كان السلوك عنيفاً ومؤذياً ومتكرراً، بحيث تعتبر مكان العمل مخيفاً أو معادياً أو مسيئاً. أيضاً إذا نتج عن مضايقة مشرفك في العمل لك تغيير واضح في راتبك من دون سبب، يعتبر هذا السلوك مضايقة غير قانونية في مكان العمل.

في الحالات التي يكون فيها المعتدي هو مشرفك، أو إذا كنت تشعر بعدم الارتياح للاقتراب منه، يمكنك الاتصال إما بقسم الموارد البشرية، أو رئيس مشرفك، وطلب التوجيه منه وإخباره بالمضايقة. بالإضافة إلى ذلك قامت العديد من المنظمات بتعيين مسؤول شكاوى مشابهة، أو إقامة مكان متخصص في هذه القضايا، والذي يمكن الاتصال به للحصول على استشارة سرية.

تحميل المزيد