لا يشبه حب سندريلا والأميرات! 3 أفكار خاطئة عن الزواج السعيد يجب أن تتخلصي منها

عدد القراءات
2,123
عربي بوست
تم النشر: 2020/07/14 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/14 الساعة 12:27 بتوقيت غرينتش
خلود الغفري

كيف يمكن للزوجين أن يعيشا حياة مستقرة سعيدة بالرغم من اختلافهما في الشخصية وطريقة التفكير؟

السؤال أعلاه وصلني من متسائلة.. تحاول أن تستلهم الخلطة السرية (أو السحرية) في كيفية الوصول بالزواج إلى اللالا لاند أو الديزني لاند، كما حدث مع سندريلا وبياض الثلج وحورية البحر والأميرة النائمة.

بصراحة لا توجد إجابة محددة ودقيقة ولا توجد خلطة سرية أو سحرية،

لأن الخلطة قد تكون سحرية عندي، ونكدية بالنسبة لك، وقد تناسب زوجة ما وتنغص حياة امرأة أخرى مع زوجها.
لكن حتى لا أضيّعكِ في التفاصيل

دعيني أبسط الأمر، وأقسم السؤال لثلاث جزئيات:

1- حياة مستقرة

2- حياة سعيدة

3- الاختلاف في الشخصية وطريقة التفكير

ودعيني أحاول تصحيح بعض المفاهيم حول كل جزئية:

أولاً: حياة مستقرة

لا توجد حياة مستقرة أصلاً، ناهيك عن الزواج المستقر، فكلاهما مكتوب عليه أن يُزلزل من حين لآخر بزلزلة كبيرة، وهزات ارتدادية من هذه الزلازل.

الاستقرار ليس الأساس في حياتنا، إنما "لابتلاء" هو الأساس، وفترات الانتعاش التي "تشعرين" أنها استقرار، هي بالأساس محطات لالتقاط أنفاسك بين تلك الابتلاءات.

أتعرفين المثل القائل: خرجت من حفرة.. لأقع في دُحديرة؟
بالضبط، فالحياة عبارة عن طريق متعرج لا يسلك أبداً، مليء بإهمال البلدية في ترقيع الحفر والمطبات. وعليكِ أنتِ أن تتحملي فاتورة الإصلاحات (التي لم تقم بها البلدية أصلاً).. وتحاولي التسلح بأكبر قدر من الإمكانيات التي تمنع عنك الكسور والجروح والرضوض، وحتى الأضرار النفسية والمعنوية!

هل هذا تشاؤم؟

لا أبداً، أنا فقط أحفزك لتفكري في الأمر بطريقة صحيحة، باتجاه حياتك، وباتجاه زواجك "المستقر".

لأن السؤال الصحيح هنا يجب أن يكون: كيف أحافظ على "توازني" بين ابتلاءات الحياة وهزات الاستقرار في الزواج؟

توازن يعني ميزان، والميزان يعني "قيم معينة" يشير إليها الميزان عندما يميل يميناً أو يساراً.

باختصار.

اعرفي قيمك في الحياة، حددي من خلالها رسالتك وأهدافك، ومن ثم أولوياتك..

وعلى أساسها وازني كفتي الميزان لتحافظي على الاستقرار.

ثانياً: حياة سعيدة

أيضاً هذا المصطلح فضفاض ورومانسي جداً، صدعونا به في الأفلام والروايات، لأن الحياة لا تكون سعيدة، إنما نحن من نكون سعداء.

السعادة هي حالة داخلية نعيشها، لا تعتمد على أشخاص ولا ماديات، إنما تعتمد علينا نحن وبمنظورنا للأشياء.
بمعنى إذا كان مفهومك أن علي أن أعمل وأتوظف لأكون سعيدة، فستكون سعادتك مرتبطة فقط بالوظيفة، وإذا راحت الوظيفة راحت معها السعادة.

وحتى أن الوظيفة عندما تأتي لا تجلب السعادة دائماً، إنما تجلب معها مزاجاً معكراً ودواماً مبكراً وانتقادات لا تتوقف من المديرين.

نفس الفكرة تكون لدينا العلاقات: الزواج يجب أن يكون سعيداً لأكون سعيدة.

الزواج لا يكون سعيداً إنما الشريكان (الزوج والزوجة) هما من يكونان سعيدين.

سعيد + سعيدة = زواج سعيد لكليهما

وسعادة كل منهما ترتبط بما يسعدهما من الداخل إلى الخارج، وليس العكس.

ويرتبط كذلك بما يفعله كل منهما (من قناعاته ومبادئه وقيمه) إذن لا توجد فيه سعادة بالدنيا كلها تأتي من خارج الإنسان إنما من داخله، لأننا نحن فقط من نجعل للأشياء قيمة تضاف لسعادتنا ونجعل للأشخاص مكانة تضاف أيضاً لرصيد سعادتنا.

ولأننا نحن فقط من نجعل للأشياء قيمة تضاف لسعادتنا، ونجعل للأشخاص مكانة، تضاف أيضاً لرصيد سعادتنا.

وبناء على ذلك السؤال الصحيح هنا: كيف أكون سعيدة بذاتي؟

ثالثاً: اختلاف شخصية الزوجين وطريقة التفكير

هنا نفس الفكرة ولكن بخصوص الاختلافات.

لنقل إن لديك دائرة ولدى زوجك دائرة، والدائرتان تلتقيان في مجموعة مشتركة.

هذه المجموعة المشتركة هي نسبة ما تتفقان عليه، أو تتشابهان فيه، 50٪،
30٪ أو حتى 10٪..

المهم أنه توجد مجموعة مشتركة؟ إذن ركزي عليها واستمتعي بها لتكون "أحد" المصادر التي "تدعم" السعادة والاستقرار في حياتك الزوجية.

إذا لم تكن هناك أي مجموعة مشتركة في الأساس فهذه مشكلة حقيقية في زواجك بالأصل وقد تعني 3 أمور:

1-  إما أنه توجد هناك مجموعة مشتركة، ولكنك لا تريدين أن تريها، وتركزين على دائرتك أو دائرته هو فقط، على أساس كل دائرة في مساحة مختلفة عن الآخر.

2- أو أنه "كانت" هناك مجموعة مشتركة، لكنها تضاءلت وتهمشت وانطمست مع مشاغل الحياة ولقمة العيش والأبناء وتحتاج لإنعاش من جديد.

3-  أو أنه كانت هناك مجموعة مشتركة جميلة في "بداية" الزواج، ثم بدأت الطباع والاهتمامات تختلف، والتوجهات تتغير، ويحتاج كل شريك أن يعطي للآخر من "نفسه" ليظهر حبه واهتمامه بما يمكن أن يكون مشتركاً بينهما مع هذه التغيرات الجديدة..

لذلك السؤال الصحيح هنا هو: كيف أركز على ما هو مشترك بيني وبين زوجي، وأستمتع بنفسي فيما هو غير مشترك؟

دعينا نتحدث عن هذا السؤال في مقال آخر، الأهم أن تتخلصي من هذه الأوهام التي ترتبط في عقل الكثير من الفتيات تجاه الزواج والحياة السعيدة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

خلود الغفري
مدربة الأنوثة القيادية ومستشارة علاقات زوجية وتطوير الذات
خلود الغفوري، حاصلة على دبلومات معتمدة في علم النفس والإرشاد الزواجي والأسري، وهي المدربة الأولى في الأنوثة القيادية، معدّة ومقدمة دورات تدريبية تفاعلية مباشرة وأونلاين منذ عام ٢٠٠٨. كاتبة لمئات المقالات والاستشارات التي غيّرت حياة الآلاف من النساء، ومؤسِّسة موقع "إستروجينات"، المرجع الأول لكل زوجة وأم وفتاة لأسرار وفنون الأنوثة القيادية، بباقة فريدة من المقالات والدورات، تأخذها خطوة خطوة نحو التفاؤل والإيجابية والتغيير 180 درجة، بأسلوب مرح لا يخلو من البساطة والعفوية. متزوجة وأم لأربعة أبناء، ومقيمة في أنقرة بتركيا. تواصلوا معي وتابعوني على موقع إستروجينات https://www.estrogenat.com/
تحميل المزيد