على الرغم من أن هواتف أندرويد والأجهزة اللوحية الخاصة بالأطفال يمكن أن تكون وسائل رائعة للترفيه والتعليم، فإن لديها جانباً سلبياً وهو الإدمان. وبالنسبة إلى الآباء، فإن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات الذكية أمر مؤلم لأنه يمر بسرعة ويصعب التحكم به.
وربما تودُّ -بصفتك أحد الوالدين- محاولة إبعاد طفلك عن هذا الإدمان، وتقليل زمن جلوسه أمام الشاشات الذكية، لذا جمعنا هنا بعض الطرق الفعالة التي تساعدك على التحكم في مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات الذكية.
طرق التحكم بالوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات
– ثقِّف نفسك إلكترونياً
يتمتع الأطفال هذه الأيام بالدهاء الإلكتروني، ولذا، كي تحسن التعامل مع أطفالك، عليك أولاً أن تواكب التقدم السريع لتطبيقات الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي.
فبالطبع، لا يمكن الحديث مع طفلك عن أضرار ومخاطر وسائل التواصل إلا إذا فهِمها أولاً، وكذلك لا يمكنك منعه من لعبة معينة إلا إذا كنت على علم ودراية بتصنيفها ومخاطرها.
– استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية
تمنح تطبيقات المراقبة الأبوية قدراً كبيراً من التحكم في المحتوى الذي يصل إليه الأطفال، كما تساعد على تتبُّع المواقع التي يزورونها، كذلك تقيّد الوقت الذي يقضونه على الإنترنت.
من أفضل الأمثلة على هذه التطبيقات تطبيق Qustodio، المزوَّد بكثير من الإعدادات الدقيقة التي تسمح بتخصيص أنشطة طفلك على شبكة الإنترنت بشكل أكثر ملاءمة لعمره.
فباستخدام الحساب المجاني، يمكن ضبط الجهاز على عدد ساعات معينة فقط يعمل فيها الجهاز يومياً، كذلك يمكنك تخصيص فترات محددة لتطبيقات معينة، ولذا يمكنك تقليل الوقت الذي يقضيه طفلك على أحد التطبيقات، وزيادة الوقت لتطبيق تعليمي على سبيل المثال.
هناك كثير من المزايا الأخرى للتطبيق مثل مراقبة الرسائل النصية القصيرة ومراقبة المكالمات وغيرها من الميزات، ولكن لتفعيلها تحتاج دفع اشتراك سنوي.
– استخدام تطبيق مخصص لوقت الشاشة
يوجد عدد من التطبيقات المختلفة التي يمكن أن تحدد تلقائياً الوقت الذي يقضيه الأطفال على أجهزتهم؛ ومن أمثلة هذه التطبيقات Kidslox، وKids Place، وMM Guardian.
تحتوي هذه التطبيقات المجانية على إصدارين؛ واحد لهاتف الوالدين والآخر لطفلهما.
توفّر هذه التطبيقات إعدادات متنوعة، مثل طلب إذن لتنزيل التطبيقات، وإخفاء تلك غير المناسبة من متجر جوجل بلاي، وكذلك إدارة عمليات الشراء داخل التطبيق.
كما تتميز بوجود ميزة وقت الشاشة، والتي يمكن من خلالها تعيين مدة يومية، وكذلك وقت للنوم لا يفتح بعده الجهاز إلا في اليوم التالي.
– استخدام تطبيق المتابعة الخاص بجوجل
يمكن إنشاء حساب جوجل لطفلك باستخدام تطبيق جوجل Family Link، وعندها، يمكنك تعيين حدود زمنية للشاشة على الهاتف.
وبهذه الطريقة، يمكن قفل جهاز الأندرويد للطفل عند النوم، بعد استخدامه فترة زمنية معينة، أو عندما تعتقد أنه بحاجة إلى استراحة.
يتيح التطبيق تنفيذ الحدود الزمنية على جميع التطبيقات المثبتة على الجهاز أيضاً.
ويمكن إدارة تطبيقات الطفل والموافقة أو الرفض على تحميل تطبيق جديد، وكذلك إدارة عمليات الشراء داخل التطبيقات المختلفة.
– الأجهزة الحديثة توفر الرعاية الرقمية
ظهرت الرعاية الرقمية لأول مرة في هاتف Pixel 3، ويمكن العثور عليها في قائمة إعدادات الهواتف التي تعمل بنظام Android 9 Pie أو Android 10.
عند اختيار الرعاية الرقمية في الهاتف، سترى مخططاً دائرياً، يقسم إجمالي وقت استخدام الهاتف لكل تطبيق.
لمزيد من التفاصيل الدقيقة، سترغب في التوجه إلى لوحة التحكم الرئيسية، حيث يساعدك الرسم البياني الشريطي على تصور كيفية مقارنة استخدام اليوم بالأنماط الأسبوعية.
إذا قررت تقليل الوقت الذي يقضيه طفلك مع التطبيقات، فيمكنك فرض مؤقت التطبيقات. ما عليك سوى تحديد التطبيق المسيء في القائمة، وستتمكن من رؤية بيانات هذا التطبيق المحدد، بمزيد من التفاصيل. انقر فوق App Timer ومن هناك، يمكنك تحديد الحد الأقصى لمقدار الوقت الذي ترغب في إتاحة البرنامج فيه كل يوم.
– كن قدوة حسنة أولاً
من الصعب ألا ترفع عيناك عن هاتفك أو حاسوبك طوال اليوم، وفي المقابل تطالب أطفالك بتقليل الوقت الذي يستخدمون فيه الهواتف الذكية.
تذكَّر دائماً أن أطفالك يقلدون ما تفعله، فكن قدوة حسنة لهم، وتجنَّب الجلوس أمام هاتفك طوال اليوم.
كذلك، أنشِئ مناطق بمنزلك ممنوع فيها استخدام الهاتف، على سبيل المثال، لا تسمح باستخدام الهاتف في غرفة الطعام أو غرفة النوم.
ليس هذا فحسب، بل عليك كذلك تخصيص أوقات للأسرة بأكملها يُحظر فيها استخدام الهواتف والأجهزة التكنولوجية، ويمكن أن تكون تلك الأوقات وقت تناول الطعام وقبل التوجه للنوم بساعة على سبيل المثال.
– الخطاب والتفاهم هما الحل الأمثل مع الأطفال الأكبر سناً
قد تكون الخطوات التكنولوجية، كتحديد وقت استخدام تطبيقات معينة، أمراً عملياً مع الأطفال الصغار ويجدي معهم نفعاً، ولكن كلما كبر طفلك، سيصبح الأمر أصعب قليلاً، وسيكون الحل الأول هو فتح مجال للتحاور والتكلم.
تحدَّث مع طفلك حول أهمية الحد من استخدام الأجهزة الذكية، وما قد تسببه من أضرار كثيرة عند كثرة الاستخدام.
– المشاركة الفعالة في أنشطة أخرى
بدلاً من الجلوس الطويل أمام الهاتف، شجِّع طفلك على المشاركة في أنشطة بدنية وذهنية لا تضمن استخدام الهواتف الذكية.
يمكنك تحديد وقت ثابت للقراءة يومياً، أو الرسم، او اللعب بلعبة حقيقية.
– اجعل وقت الهاتف امتيازاً وليس حقاً
يجب أن يكون وقت الشاشة امتيازاً وليس حقاً، وذلك من خلال سحب الامتيازات، مثل استخدام الهاتف أو الكمبيوتر، كنتيجة سلبية.
بمجرد تعيين حد على مقدار وقت الشاشة المسموح به، لا تسمح للأطفال بكسب وقت إضافي كمكافأة.
بدلاً من ذلك، التزم الحد اليومي، وقلِّله كعقاب عند ارتكاب أخطاء.
– استخدام الهاتف في محيط وجودك
كما ذكرنا، يجب أن يحدد أماكن لا يُستخدم فيها الهاتف الذكي أو أجهزة الكمبيوتر، ومن بينها غرفة النوم.
فبالإضافة إلى أن استخدامها في غرفة النوم تأهباً للنعاس قد يعبث بالساعة البيولوجية ويسبب الأرق، فإن استخدام تلك الأجهزة بعيداً عن عينيك يعد خطراً كبيراً.