تتنوع أعراض مرض الطفل الرضيع بين المألوف الذي يمكن التعامل معه، وبين ما يستدعي التماس المشورة الطبية فوراً. فكيف نفرّق بين ما إذا كان البكاء هو طريقة تعبيره الوحيدة عن الجوع أو الألم، أو حتى حاجته لحضن والدته؟
يشكل هذا الأمر تحدياً كبيراً لجميع الأمهات، وتحديداً الأمهات الجديدات، لذا ينبغي التعرف على العلامات الجسدية والسلوكية، التي قد تظهر على الطفل عندما يمرض.
ولكن قبل أن نستعرضها لا تنسي أنكِ تعرفين طفلك أفضل من أي شخص آخر، لذا ثقي في إحساسك إذا كنت تشعرين أنه مريض بالفعل.
تقييم أعراض مرض الطفل الرضيع
ابتكرت مستشفى رايلي للأطفال في ولاية إنديانا الأمريكية طريقة لتقييم أعراض مرض الأطفال الرضع، مع تحديد كيفية التعامل معها.
تعتمد الطريقة على 3 مستويات وهي:
1- "مطمئن"": عندما تكون الأعراض لا تستدعي القلق.
2- "مقلق": عندما تستدعي الحالة الاتصال بالطبيب.
3- "خطير": عندما يكون الحصول على المساعدة الطبية أمراً حتمياً.
متى يصبح بكاء الطفل مصدراً للقلق الشديد؟
البكاء هو وسيلة التواصل الوحيدة للطفل حديث الولادة.
فسواء كان ما يحتاج إليه طعاماً أو احتياجاً للنوم أو تغيير الحفاضات، طريقته في التعبير واحدة، وهي نفسها عند المرض.
يتعلم الآباء تدريجياً فكّ رموز صرخات أطفالهم والاستجابة لها وتلبية احتياجاتهم، ولكن قد يبدأ بعض الأطفال في البكاء بشكل غير معقول ولساعات طويلة.
قد يكون هذا بسبب آلام المغص الذي يحدث بعد بضعة أسابيع من الولادة، وقد يكون أيضاً علامة على أن طفلك يعاني من وجع الأذن أو عدوى فيروسية وبكتيرية.
وحسب تقييم مستشفى رايلي، فإن البكاء إذا كان بصوت طبيعي فهو "مطمئن"، وإذا كان بكاءً متكرراً مع صوت أنين فهو "مقلق"، أما البكاء الضعيف والنواح فهذا يعني أنه في "خطر" .
أحياناً يكون هدوء الطفل نقمة
إذا كان طفلك نشيطاً عند الاستيقاظ ويتناول طعامه بشكل جيد، فإن الاختلافات البسيطة في مستويات النشاط أو البكاء طبيعية.
ومع ذلك إذا أصبح طفلك يميل للنوم كثيراً وتضاءلت طاقته ليغلب عليه النعاس وتقل استجابته لكلمات وأصوات ولمسات المحيطين به، فإن الوقت قد حان لزيارة الطبيب.
وبحسب تقييم مستشفى رايلي، إذا كان مستوى النشاط طبيعياً فهو "مطمئن"، وإذا كان الطفل هادئاً وكثير النوم فإن مستوى نشاطه يكون "مقلقاً"، وإذا كان من الصعب إيقاظه مع عدم رغبته في اللعب فإن الطفل يكون في "خطر" .
حفاض الطفل يجيب عن التساؤلات
في العادة يتبول الأطفال الرضع كل 6 ساعات على الأقل.
لذلك إذا كان معدل تبول طفلك أقل من المعتاد، ولونه أصفر غامقاً، مع جفاف فمه وشفتيه وبشرته، وعدم وجود دموع حتى عندما بكائه، فهذا الأمر يستدعي زيارة الطبيب.
وبحسب تقييم مستشفى رايلي، فإن التبول إذا كان معدله طبيعياً فهو "مطمئن"، وإذا كان عدد مرات التبول أقل مع وجود بول أصفر داكن صار الأمر "مقلقاً"، وإذا كان هناك بول قليل للغاية مع أعراض جفاف فإن الأمر "خطر" .
مراقبة الأنفاس
إن أي مؤشر على وجود صعوبة في التنفس يستوجب أخذ الطفل فوراً للطوارئ لإجراء الإسعافات الأولية.
أحد هذه المؤشرات هو فتح طفلك لفمه أثناء حصوله على النفس مع شحوب البشرة وصوت صفير خلال التنفس وحالات احتقان مصحوبة بسعال حاد وزرقان الشفاه.
درجة الحرارة مؤشر لا يستهان به
ارتفاع درجة حرارة الطفل وإصابته بالحمى علامة على العدوى الخطيرة، وأن جسم الطفل يكافح العدوى.
إذا وجدت أن بشرة طفلك أكثر سخونة من المعتاد، يمكنك استخدام مقياس حرارة رقمي.
إذا كان عمر طفلك الرضيع أقل من 3 أشهر وارتفعت حرارته عن 38 درجة مئوية وما فوق، فلا بد من الحصول على المساعدة الطبية.
إذا كان عمر طفلك الرضيع أكبر من 3 أشهر اذهبي للطبيب، إذا تخطّت حرارته 39 درجة مئوية.
ظهور الكدمات ليس دائماً مؤشراً للخطر
لا تهرعي للطبيب في كل مرة تلاحظين فيها إصابة طفلك ببعض الكدمات، وخاصة إذا كان يتعلم المشي حديثاً.
لكن راقبي الحالة تحسباً لظهور أية أعراض عقب إصابته بالكدمات، وإذا كانت الإصابة واضحة وقوية يمكنك استشارة الطبيب.
يجب أن تنتبهي لأي كدمات تتواجد في أماكن لا تتوقعينها كالظهر أو البطن، لأن ذلك يشير لوجود مشاكل دموية تتراوح من الحميدة للخطيرة، والتي تستدعي الذهاب الفوري للطبيب.
احترسي من الاصفرار المعتاد
اصفرار الجسم هو المرض الأكثر شيوعاً لدى المواليد الجدد، ويمكن أن يظهر خلال الأسبوع الأول أو الأيام العشرة الأولى من عمر الطفل.
تحدُث الصفراء عند حديثى الولادة، بسبب عدم تطور الكبد بشكل كافٍ ليتحلل بشكل صحيح ويفصل البيليروبين، وهذه المادة عبارة عن مادة طبيعية مسؤولة عن تكسير خلايا الدم الحمراء.
لا يجب إهمال علاج الصفراء على الإطلاق، حتى لا تتسبب في مضاعفات تؤثر على الطفل.
وأخيراً راقبي مشاكل السرة
إذا ظهر احمرار حولها، أو صدرت رائحة غريبة منها أو تأخر سقوطها (بعد أسبوع إلى 3 أسابيع من الولادة)، فهذا الأمر قد يشكل حالة خطيرة تستدعي الذهاب للطبيب.
انتفاخ البطن
لا يشكل انتفاخ البطن خطراً إلا إذا صاحبه براز به دم أو مخاط مع بكاء متواصل للطفل، وقد يصحبه قيء.
في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب خوفاً من أي انسداد في الأمعاء.
الامتناع عن الرضاعة لا يعني الشبع أحياناً
من الطبيعي أن يتناول الطفل رضعة كل ساعتين أو 3 ساعات، لكن نقص عدد رضعاته عن المعدل الطبيعي يستلزم زيارة الطبيب، حتى لا يتسبب ذلك في نقص وزن المولود وتأخر نموه.