طوَّرت شركة Verily، المتخصصة في علوم الصحة، وهي الشركة الشقيقة لجوجل، نظاماً لمراقبة الطفل، يعتمد على "حفاضات ذكية"، بالتعاون مع شركة Pampers، التابعة لشركة Procter & Gamble، لاستخدام أجهزة استشعار، وبرامج، وفيديو لمتابعة متى ينام الأطفال، ومتى يتبولون، ومتى يتغوَّطون.
وفق تقرير The Irish Times سيتمكَّن الآباء من تنشئة "أطفال مُحدّدي السلوكيات"، بإرفاق جهاز استشعار لنشاط الطفل في الحفاض، يرصد بيانات بالوقت الذي يصبح فيه الحفاض مبتلاً، ووقت نوم الطفل، ويرسل تلك البيانات إلى تطبيق يحلل الأنشطة اليومية والأسبوعية لعرض مدى تطور الطفل.
كما يتضمَّن نظام Lumi من P&G، والمقرر إطلاقه هذا الخريف في الولايات المتحدة، خاصية المراقبة بالفيديو، بتطوير من شركة الإلكترونيات الاستهلاكية Logitech، يكون بمقدور الآباء متابعة أطفالهم من خلال التطبيق من أي مكان في العالم.
تقول الشركات إن بيانات الأطفال الفردية ستكون "تحت تصرف آبائهم" فقط، لكنها سوف تستخدم البيانات المُجمّعة لتحسين المنتج، واستكشاف مجالات جديدة يمكن من خلالها مساعدة الآباء على العناية بأطفالهم بطريقة أفضل.
ورغم ذلك، أبدى نشطاء الخصوصية رفضهم لذلك المنتج. وقال جيفري شيستر، المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية الرقمية: "قد يجد الآباء هذا النظام الجديد مريحاً، لكنهم لا يدركون مخاطر ذلك على خصوصيتهم".
الخبرة
قالت الدكتورة جيسيكا ميغا، مديرة القسم الطبي والعلمي بشركة Verily، إن الشركة استغلت خبراتها في تطوير البرنامج وأجهزة الاستشعار، مضيفة أن Verily تَعلمَّت بشكل خاص من إنشاء منصة Onduo لإدارة مرض السكري.
وأضافت ميغا أن Verily تأمل في مساعدة الأشخاص على اتخاذ القرارات اليومية بشأن إدارة شؤونهم الصحية، موضحة: "فكرة تقديم رؤى مفيدة وذات صلة في الوقت المناسب هي أساس ما نقوم به هنا في Verily".
وتعمل Verily، وحدة الأبحاث التابعة لشركة Alphabet التي انفصلت عن Google X عام 2015، في تطوير المنصات والأدوات لتنظيم معلومات الرعاية الصحية في عدد لا يحصى من الإعدادات، وتحويل التجارب السريرية إلى شراكة مع شركة Johnson & Johnson حول الجراحة الآلية. وفي الشهر الماضي، افتتحت Verily مركز OneFifteen، بالتعاون مع الخدمات الصحية المحلية في أوهايو لإنشاء مركز لعلاج الإدمان على أحدث طراز.
يصف عمر شير، المدير الإداري في Pampers الذي يرأس الفريق المعني بالمنتجات والتسويق والاتصالات واللوجستيات والهندسة، المنتج الجديد بـ"الابتكار الكبير في مجال العناية بالطفل". وقال إن الجيل الجديد من التطبيقات يسمح للآباء بمتابعة كل شيء من درجة حرارة الغرفة إلى أنماط النوم، لكن لا توجد أي منتجات بالسوق حالياً يمكنها "حل كل تلك المشكلات سوياً بطريقة سلسلة".
انخفاض معدل المواليد
تتجه شركات منتجات الأطفال إلى الابتكار وتحاول بيع المزيد من المنتجات باهظة التكلفة إلى الآباء في ظل أزمة انخفاض معدلات المواليد في الولايات المتحدة، ثاني أكبر أسواق الحفاضات في العالم، بعد الصين.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد بدأ جيل الألفية يؤجل تكوين الأسر، كذلك فعدد المواليد في عام 2018 هو الأقل في الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود، بانخفاض 2% عن العام السابق.
تُعد Pampers أكبر العلامات التجارية لشركة P&G، بصافي مبيعات تجاوز 8 مليار دولار العام الماضي. وتسيطر P&G على أكثر من ربع السوق العالمي لمنتجات العناية بالأطفال. ولكن إلى جانب منتجات التبرج والزينة، والتي تضررت كثيراً بسبب اشتداد المنافسة مع شركات أخرى مثل Dollar Shave Club، يعتبر قسم العناية بالطفل واحداً من أضعف أقسام الشركة من حيث الأداء.
وانخفضت مبيعات منتجات العناية بالطفل لشركة P&G خلال الربع الثالث، بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، إلى رقم دون الـ10% عن العام السابق. وتُرجع الشركة ذلك إلى "النشاط التنافسي وانكماش السوق"، إلا أن ارتفاع الأسعار والنمو غير المتناسب للمنتجات المميزة، باهظة التكلفة، ساعد في تخفيف الصدمة.
ارتفاع طفيف
وفقاً لشركة Statista، ارتفعت مبيعات الحفاضات الأمريكية بمقدار 4% فقط خلال فترة الثمان سنوات حتى 2018 لتصل إلى 6.16 مليار دولار. وتراجعت أحجام التداول إلى أكثر من 9% خلال تلك الفترة، بالرغم من دعم الإيرادات بارتفاع الأسعار.
وعلى النقيض من ذلك، يزدهر سوق أجهزة مراقبة الأطفال، مع تقديرات بارتفاع المبيعات السنوية بحوالي 18% لتصل إلى 1.1 مليار دولار على مدار العامين الماضيين.
ويشعر النشطاء المدافعون عن الخصوصية بالقلق إزاء قدرة الأجهزة المتصلة بالإنترنت، من السماعات الذكية إلى الأجهزة القابلة للارتداء، على تمكين الشركات من جمع الكثير من البيانات الحساسة التي تتجاوز بكثير ما كان يُعتقد أنه بيانات شخصية عادية.
وقال شيستر إن تقنية Lumi من Pampers "تعد بوضوح جزءاً من إستراتيجية مدروسة للشركات لغزو جزء جديد من حياتنا الرقمية".
وأضاف أن تقديم مثل تلك التقنيات "يوضح كيف يؤثر عدم وجود قانون فيدرالي أمريكي لحماية بيانات المستخدم على الجميع، حتى المواليد، ويضعهم في خطر تزايد".