يمكن أن تمثل تربية الصبيان واحداً من أكبر التحديات التي تواجه الآباء، إذ يواجه أولئك الرجال الصغار صعوباتٍ في التعلم والتعامل مع المجتمع، وحتى في ترويض سلوكهم.
يحرص الآباء على تعليم أولادهم أن يكتموا مشاعرهم، وأن "يتصرفوا كالرجال"، وألّا يُظهروا الضعف أبداً. ولا تجلب هذه الطريقة القديمة غالباً إلا المشكلات.
ينبغي عليك أن تكون أكثر حضوراً وتفاعلاً في التعامل معه، وتعلم أن التعبير عن المشاعر ليس عيباً خصوصاً لو كان في عمر صغير، وإليك ست جملٍ ترى معالِجة الأزواج والعائلات د. لورا فروين أنه يجدر بالآباء أن يتجنبوا قولها لأولادهم الذكور وفق موقع Fatherly الأمريكي.
"الأولاد لا يبكون"
أن تقول للأولاد أن الأولاد لا يبكون -أو أن تقول بحدةٍ لولدٍ أن يتوقف عن كونه طفلاً بكّاءً- يرسخ لقاعدةٍ سيئةٍ جداً بأنك باختصار تجعله يعتقد أنه ليس من حقه أن يملك مشاعر رقيقة، بل وتعوده على دفن مشاعره الحقيقية، إنك دون أن تدري تجرده من حياةٍ عاطفيةٍ كاملة.
تقول لورا "أعمل مع الكثير من الرجال الذين يأتون إلى تدريباتي محاولين أن يكونوا حاضرين عاطفياً مع أبنائهم أو مع شركائهم. وحرفياً هم لا يعرفون أن يستحضروا الكلمة التي تعبر عن الإحساس الذي يشعرون به. وهذا يجبرني أن أقوم بتعليم الذكاء العاطفي لرجال بالغين".
"أحسنت عملاً"
ليس أمراً كارثياً أن تقول لولدك "أحسنت عملاً"، لكن المشكلة أن هذه الكلمة تقال كثيراً وتفتقد خصوصيتها حين يتعلق الأمر بعمل يستحق الإشادة. حين يسمع الأولاد تلك الجملة عادةً، فإنها تصبح مألوفة، وتفقد قيمتها حين يقومون بفعل جيد جداً.
تقول لورا "لا يعتبر المدح غير المحدد جيداً للأطفال، لذا إن حاول طفلك العمل على مسألة رياضياتٍ صعبةٍ عليه، لكنه اجتهد حتى حلها، وقلت له (أحسنت عملاً)، فأنت بذلك لا تلتفت فعلياً لحقيقة أن ذلك كان صعباً وأنه بذل جهداً كبيراً فيها، أنت لا تلتفت إلى مثابرته ولا عزمه بل تميع الأمور".
"الأولاد هم الأولاد"
تلك واحدةٌ من أكثر العبارات سميّةً في تربية الأولاد، ويجب أن تتخلى عنها، تقول لورا: "تلك الجملة تشجع الفتيان على ألا يتحملوا مسؤولية أفعالهم. إنك دون أن تعلم تشجع ابنك على أن يرى نفسه خارج إطار تحمل مسؤولية أفعاله أو تأثيرها على الآخرين.
"أنت مثل أبيك تماماً"
في سياقٍ إيجابيٍ، ستجعل هذه الجملة ابنك يعاني من الإحساس بذاته، أما في سياقٍ سلبي، فالأمر أسوأ بكثيرٍ. تقول لورا إنه حين يُقال ذلك للصبيان بنبرةٍ سلبيةٍ، فذلك لا يجعلهم فقط يشعرون بالسوء حيال أنفسهم وحيال آبائهم، وإنما يجعلهم أيضاً يشعرون أن تلك السمات ثابتةٌ فيهم لا يمكن أن تتغير. فكر في الأمر: أن تقول للفتى إنه عنيدٌ كأبيه، ذلك يجعله يشعر أن كونه عنيداً هو أمرٌ سيئ، وأن هذه الصفة سترافقه، وهذا قد يمنعه من أن يتطور.
"لا تبكِ. أنت بخير. اهدأ"
من منا لم يقل هذه العبارة لابنه، يُريد الآباء أن يواسوا أبناءهم ويضعوا حداً لنوبات الغضب قبل أن تبدأ، لكن تلك الكلمات قد توصل رسالةً غير دقيقةٍ للأبناء، وخصوصاً الأولاد، الذين هم أقرب لمواجهة صعوباتٍ مع مشاعرهم.
تقول لورا: "الجملة مضللة لمشاعر طفلك، إذا بكى فهو قطعاً ليس بخير فمن الأولى أن تتحقق من مشاعره وتحاول تخفيفها عنه أياً كانت".
"توقف عن الحركة"
حين يكون الأولاد في سن ما بين الخامسة والسادسة قد يجد الآباء أنه من المستحيل تقريباً جعلهم يثبتون. لكن ذلك أمرٌ عائدٌ لطبيعتهم.
تقول لورا: أتمنى أن يُغير الآباء توقعاتهم حيال تحركات كل الأطفال، وبالتحديد للأولاد، تقول أيضاً إن الولد لو كان يصعب عليه الاستقرار على كرسيه في المدرسة أو يحرك كرسيه على طاولة الطعام، فبدلاً من أن يطلب منه والداه أن يتوقف عن الحركة، أولى بهما أن يفكرا في إعطائه خياراً آخر للحركة.