تأخر الكلام عند الأطفال مشكلة تؤرق بعض الآباء.. فكيف تعرفين أنَّ ابنك مصاب بتأخر الكلام؟ تقول كارول بيركويتز، رئيسة قسم طب الأطفال العام في مركز هاربور الطبي بجامعة كاليفورينا لصحيفة The Washington Post الأمريكية، إنه ما لم يصل طفلك إلى إحدى مراحل تطوُّر الحديث، بما فيها مرحلة التلفظ بكلمات مثل بابا وماما في الشهر العاشر من عمره، واستخدام ثلاث كلمات إلى خمس في الشهر الثاني عشر، و50 كلمة وجملتين في الشهر الرابع والعشرين، فقد تكون هذه علامةً على إصابته بتأخر الكلام.
بالإضافة إلى ذلك، تقول الجمعية الأمريكية للنطق والسمع إن على الوالدين معرفة العلامات التالية لتلك المشكلة:
- عدم التبسُّم أو اللعب مع الآخرين بدءاً من الشهر الثالث.
- إصدار عدد قليل من الأصوات والإيماءات -كالإشارة إلى شيءٍ ما مثلاً- مع بلوغه 7 إلى 12 شهراً.
- عدم فهم ما يقوله الآخرون بين 7 أشهر وسنتين.
- عدم الاهتمام باللعب أو التحدُّث مع الأطفال الآخرين عند سنتين إلى ثلاث سنوات.
- عدم الاهتمام بالكتب والرسم في عمر سنتين ونصف السنة.
وفي حالة شككتَ أن طفلك يعاني من ضعف في النطق أو اللغة، فإن التدخُّل المُبكِّر هو الحل. اطلب من طبيب طفلك ترشيح متخصص، أو سَجِّل موعداً مع أخصائي مُرخَّص في أمراض النطق لتقييم طفلك، ويمكنك أيضاً تقييمه من خلال برنامج التدخُّل في الطفولة المبكرة الذي تقدمه ولايتك، عن طريق الاتصال ببرنامج التعليم الخاص في مدرسة منطقتك.
تُشجِّع كيم سكانلون، الأخصائية المُرخَّصة في أمراض النطق، وعضوة الجمعية الأمريكية للنطق والسمع، الآباءَ على الثقة في حدسهم، إذ تقول: "إذا كان أحد الوالدين قلقاً من قدرة الطفل على التواصل ونطق الكلمات، أنصحه بالتوجه إلى أخصائي تخاطب في أسرع وقت ممكن؛ إذ يمكن للتدخُّل المُبكِّر خلال السنوات القليلة الأولى من حياة الطفل أن يعيد تجديد موصلات العقل وتغيير مسار نمو الطفل".
تشير تمارا غان، وهي كاتبة أمريكية مستقلة "كان ابني في الثالثة من عمره عندما لاحظت أنه نموه لم يكن بنفس وتيرة نمو الأطفال الآخرين، لقد كان يفهم كلَّ ما أقوله له، لكنه في المقابل لم يكن ينطق إلا عدداً قليلاً من الكلمات: ماما، ولا، وباي باي، وبوبو (اسم كلبنا)، ومهما حاولتُ جاهدةً تشجيعه حتى على تكرار أبسط الكلمات، تكون نتيجة محاولاته مُبهَمة للغاية.
رتَّبتُ موعدَ تقييمٍ مجاني من خلال المدارس المحلية، وقبل البدء في جلسات العلاج كان عُرضة للانفجارات ونوبات الغضب المتكررة، إذ كان يعبر عن إحباطه الناتج عن عدم قدرته على التعبير.
شجَّع المعلمون ابني على نقل رغباته واحتياجاته من خلال العلامات والإيماءات، فعلَّموه فرك بطنه عندما يكون جائعاً، ورفرفة ذراعيه كلما أراد جذب انتباهي لطائر خارج النافذة. وتعلَّمتُ أنا طريقة تهدئته عندما يكون غاضباً، بأن أطلب منه الإشارة إلى ما يريد، لقد عرف على الأقل أنه مسموعٌ ومفهوم.
تحدِّثي معه بصوت مسموع
يمكنكِ أيضاً مساعدة طفلكِ من خلال التحدُّث معه بصوتٍ مسموع، وتلعب القراءة دوراً مهماً في ذلك، وينصح خبراء بتخيير الطفل عند سؤاله بدلاً من طرح سؤال بنهاية مفتوحة، وذلك لمنحه كلماتٍ يمكنه تقليدها وتكرارها.
ومن المهم ألا تفرِط في توقُّع احتياجاته، وأن تسمح له باستخدام الكلمات والعلامات والإيماءات عند طلب الحصول على اللعبة التي يود اللعب بها؛ لتشجيعه ومكافأته على التواصل المباشر.
جنِّبيهم ضغط الأضواء
وإذا بدأ طفلك في ارتياد المدرسة، تعاوني مع المعلم في التأكد من أنه يشعر بالراحة والتمكين في فصله. تقول هانا جريكو، المعلمة الابتدائية سابقاً، والمدافعة عن قضايا التعليم والإعاقة في منطقة واشنطن، إن الكثير من الطلبة المتأخرين في الكلام يشعرون بالتوتُّر وعدم الأمان تجاه قدراتهم اللغوية. وتضيف إنها لا تطلب من هؤلاء الطلبة التحدُّث أبداً إلا إذا رفعوا أيديهم؛ لتجنيبهم ضغط الأضواء.
وتنصح جريكو بمعالجة مشاكل الكلام من خلال مزيج من علاج النطق الخاص وخدمات التعليم الخاص التي تقدُّمها مدرسة المنطقة للأطفال في عمْر المدرسة. وتُشجِّع الآباء على تقييم أطفالهم من خلال مُتخصِّص، وتحضير خطة تعليمية منفردة، أو ما يُعرف بـ "IEP".
النطق أمام المرآة أيضاً قيد يكون حلاً مناسباً، حيث يمكن الطفل من تخيل الطريقة التي يحتاج فمه التحرك بها ليُخرج الأصوات الصحيحة، وتذكر أنك لست وحيداً، وإن كنت تنتظر سماع صغيرك يصدع بالكلمات، حافظ على تفاؤلك، واعلم أن الكثير من الآباء يشعرون بما تشعر به تماماً.