المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله، وهي التي تقف وراء كل رجل عظيم، فلم يكن غريباً عليها أن تكون في الصف الأول بالثورات والحروب.
اليوم العالمي للمرأة
ويصادف الثامن من مارس/آذار من كل عام، اليوم العالمي للمرأة، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
مساهمة المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية
وريدة لوصيف، وزهرة ظريف حسين، وباية حسين، وجميلة بوحيرد، وحسيبة بن بوعلي، ومريم بوعتورة، وجميلة بوعزة، ووريدة مداد، وفضيلة سعدان، وفاطمة نسومر.
هن نساء خلَّد التاريخ أسماءهن، وكافحن بكل ما يملكن من أجل استقلال الجزائر، منذ اندلاع الثورة التحريرية عام 1954 إلى غاية الإعلان عن استقلال الجزائر 1962.
وكنَّ نموذجاً للمرأة الجزائرية التي لم تتوانِ ولم تتردد في تحمُّل المسؤولية تجاه الثورة التحريرية، فناضلن وقاومن وكافحن الاستعمار الفرنسي بكل الطرق.
إذ يُقدَّر العدد الإجمالي للنساء المشارِكات في الثورة، حسب سجلات المحاربين القدامى لما بعد الحرب، بـ11000 امرأة، ولكن من الممكن أن يكون هذا الرقم أعلى بكثير، بسبب أن العدد المُبلَّغ عن مشاركته أقل من العدد الفعلي.
كيف شاركن في النضال؟
شاركت النساء في بعض مناطق العمليات خلال الثورة، بفاعلية كمقاتلات وجواسيس، وفي جمع التبرعات، وكذلك ممرضات وغاسلات للملابس وطاهيات.
لقد ساعدت النساء القوات المقاتلة من الرجال في مجالات مثل النقل والاتصالات والإدارة.
في حين أن الغالبية العظمى من المهام التي اضطلعت بها النساء تركزت على مجال المهام غير القتالية.
جميلة بوحيرد التي كانت إحدى النساء المقاتلات
على الرغم من الحقيقة المتمثلة في أن تدمير الأهداف المدنية والعسكرية من قِبل نساء عبر أنشطة شبه عسكرية تضمنت أقل من 70 امرأة أو نحو 2% من إجمالي الإناث المشاركات في الذراع العسكرية لجبهة التحرير الوطني، فإن هذه الأعمال، لا سيما تلك التي حدثت في أثناء معركة الجزائر العاصمة (1957)، هي التي حظيت بمعظم الاهتمام الذي مُنح للنساء في هذه المعركة.
وكان سبب هذا الاهتمام هو أن من بين النساء اللاتي شاركن في المعركة جميلة بوحيرد، إضافة إلى أخريات.
وعند القبض عليهن في نهاية المطاف، حظيت محاكمات هؤلاء النسوة، لا سيما بوحيرد، بتعاطف من الجماهير الدولية.
وهناك سبب آخر هو أن الطبيعة العنيفة لهذه الأنشطة، لا سيما حينما تنفَّذ على يد نساء، كانت أكثر حساسية بكثير من تغذية وتمريض جنود جبهة التحرير الوطني.
المرأة الجزائرية في العشرية السوداء
بعد أزيد من 10 سنوات من الرعب والخوف وسفك الدماء، التي عاشها الشعب الجزائري في فترة الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991 لغاية 2002، كانت العشرية السوداء.
حين فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي بالانتخابات البرلمانية، فانقلب الجيش عليها لتندلع الحرب.
ودفعت المرأة الجزائرية ثمن الحرب باهظاً، حرمها من جميع حقوقها المدنية والسياسية.
دور المرأة الجزائرية في الاحتجاجات الحالية
حققت المرأة الجزائرية مكتسبات مهمة خلال العشرية الأخيرة، من خلال دخولها بشكل لافت في المشهد السياسي، وإن كان هذا الدخول ضعيفاً بعض الشيء فإنه جيد بالنسبة للخطوة الأولى.
فقد تربعت المرأة الجزائرية داخل المؤسسات المنتخبة والهيئات الحكومية الرسمية ومختلف القطاعات.
وبرزت زبيدة عسول، رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي في الجزائر والناطقة باسم حركة "مواطنة" المناهضة لعهدة خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من بين النساء اللواتي يناضلن من أجل تغيير النظام السياسي في الجزائر.
فقد عارضت "عسول" العهدة الخامسة لبوتفليقة، إضافة إلى أنها اعتبرت السلطة تخشى المواطنين والمرأة وتقمعهم في الشارع.
وفي الخامس والعشرين من فبراير/شباط 2015، اعتقلت قوات الأمن الجزائري زبيدو عسول خلال إحدى الاحتجاجات التي تناهض ترشُّح بوتفليقة لفترة رئاسة خامسة، قبل أن يطلَق سراحها لاحقاً.