في بلد اشتهر باسم عاصمة الجراحات التجميلية في العالم، بدأت نساء كوريا الجنوبية الآن التمرد على معايير الجمال المستحيلة عن طريق تدمير أدوات ومساحيق التجميل بشكل علني وقص شعرهن بتحدٍ.
فاستنكرت مجموعة من النساء يطلقن على أنفسهن "مقاومات الجمال"، في منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الضغوط التي يفرضها عليهن المجتمع الذكوري في كوريا الجنوبية.
وتؤكد هذه الضغوط أن الجمال الأنثوي الخالي من العيوب هو السبيل إلى النجاح الوظيفي والعائلي، وفق صحيفة Telegraph البريطانية.
حملة عنيفة ضد عمليات التجميل
يعتبر هذا الاتجاه، الذي أُطلق عليه اسم حركة "إزالة مشد الخصر"، هو الأحدث في سلسلة من المبادرات النسائية البارزة في الدولة التي تقع في شرق آسيا منذ أن بدأت حملة #MeToo في الانتشار بوتيرة متسارعة في بداية العام.
حصل مقطع فيديو "لست جميلة" الذي عرضته لينا باي، المدونة على موقع YouTube في مجال الجمال، على خمسة ملايين مشاهدة وأكثر من 340 ألف إعجاب.
فقد ظهرت لأول مرة وهي تضع رموشاً صناعية والكثير من مستحضرات التجميل، فضلاً عن التعليقات التي تلقتها حول مظهرها.
وشملت تلك التعليقات التي ظهرت على الشاشة، "وجهك بدون مستحضرات التجميل يثير الرعب في نفسي".
أو "بشرتك ليست جيدة كونك امرأة"، ثم قامت المدونة بإزالة كريم الأساس وظلال العيون من وجهها وقالت، "أنا لست جميلة، لكن لا بأس في ذلك. أنت مميزة بطريقتك الخاصة".
وعبرت نساء أخريات عن آرائهن الخاصة عن طريق مشاركة صور مستحضرات التجميل المحطَّمة على حساباتهن على تطبيق Instagram، وشرح السبب الذي دفعهن إلى اتخاذ القرار بألا يضعن مستحضرات التجميل على وجوههن.
تساءلت إحدى المستخدمات على تطبيق Instagram قائلةً، "لماذا ألطخ وجهي بهذه المواد الكيميائية؟".
امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تجري جراحة تجميلية!
وتعرضت النساء الشابات في كوريا الجنوبية لسنوات عديدة، لضغوط اجتماعية هائلة حتى يظهرن بمظهر مثالي.
وهذا الأمر دفع حسبما تشير التقديرات، امرأة واحدة من كل ثلاث نساء إلى السعي لإجراء جراحة تجميلية وذهاب الكثيرات إلى عيادات تجميل البشرة.
وأصبحت صناعة مستحضرات التجميل التي تُسمى "K-beauty"، التي تروج للبشرة الناعمة الفاتحة والشفاه الوردية الرقيقة، واحدة من أكبر الصناعات في العالم، ويُعتقد أن قيمتها تُقدر بما بين 18 و24 مليار دولار.
في إشارة إلى المطالب غير الواقعية التي تُفرض على مظهر المرأة، تصدرت مذيعة أخبار عناوين الصحف الرئيسية في وقت سابق من هذا العام، لاتخاذها قراراً قد يُتصور أنه متطرف بارتداء نظارات مستديرة على الهواء بدلاً من العدسات اللاصقة.
وعززت حركة "إزالة مشد الخصر" قوتها على خلفية انفجار الغضب النسائي بسبب الانتقاص من حقوق المرأة في المجتمع الكوري الجنوبي.
قالت لي مي جيونغ من المعهد الكوري لتنمية المرأة في مقابلة مع صحيفة Telegraph:
"ثمة الكثير من الضغوط تقع على عاتق النساء الشابات في كوريا الجنوبية، واللواتي في منتصف العمر للذهاب إلى عيادات تجميل البشرة للحصول على وجوه خالية من العيوب".
وأضافت، "لكن في الوقت الحاضر، بدأت الشابات يتساءلن عن سبب اهتمامهن بما يؤمن به الآخرون، وبدأن يرفضن كل هذه الضغوط بشأن مظهرهن".
واختتمت قولها، "لقد قام جيل الشباب بإطلاق هذا النوع من الحركات الجديدة. وهذه مجرد بداية، وسيكون لها تأثير على المدى الطويل".