لا توجد وسيلة للدفاع عن انجازات المرأة عبر التاريخ أفضل من البحث في تاريخها وإنجازاتها، فالمرأة كانت عبر التاريخ جزءاً فعالاً بالبناء والتطوير في مختلف نواحي الحياة؛ بل تفوقت على الرجل بأماكن عديدة.
وحين تخضع معظم روايات التاريخ للقراءة العميقة، ربما يُغفر لنا افتراض أن النساء لم يكنّ هنّ المُحاربات، ولا المُفكرات العظيمات، ولا العالِمات الرائدات اللاتي شكّلن عالمنا وقُمن بتغييره.
فالقانون الكَنَسي ظل يمحي على الدوام إسهام النساء وأعمالهن، وبشكل ممنهج، قلل من مِصداقيتها وحطّ من قدرها وسخر منها.
وعلى الرغم من ذلك، شقّت أعمالهن طريقها إلى النور.
أهم انجازات المرأة عبر التاريخ لها يوم للاحتفال
وحسب صحيفة Independent البريطانية، يُحتفل في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول كل عام، بيوم "آدا لافلايس".
وهو اليوم الذي اختارته العالمة التقنية سو شارمان أندرسون، في عام 2009، للاحتفال بإنجازات النساء في المجالات العِلمية، والتكنولوجية، والهندسية، والرياضية.
وقد وقع الاختيار عليه ليتزامن مع ذكرى العالمة البريطانية "آدا لافلايس"، التي وُلِدت عام 1815 وصارت أول مُبرمجة حاسوب في التاريخ.
ومن الموثق أن تلك المجالات المُشار إليها، والخاضعة لهيمنة الذكور، تُعد بيئة صعبة بالنسبة للنساء، اللائي يشغلن 23% فقط من القوّة العاملة.
ففي الأسبوع الماضي، أدلى عالمٌ بارز بخطاب يزعم أن "الفيزياء هي من اختراع وتأسيس الرجال".
ويبدو من الواضح أنه قد اختار تجاهل إسهامات عالِمات رائدات مثل عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية ماري كوري، وعالمة الفيزياء النووية ليز مايتنر، وعالمة الفيزياء التجريبية شين شيونغ وو.
آدا لافلايس.. ما حكايتها؟
سمح الوضع الاجتماعي والوالدان الليبراليان بدراسة آدا لافلايس موضوعات علمية عادة ما كانت تقتصر على الرجال في عصرها.
وقد مكّناها من تحقيق أشياء لم تتمكن مُعظم النساء من بلوغها، واستفادت آدا من نفوذها في المساهمة بعملٍ احتل موقع الصدارة في ذلك الوقت.
واستغرق 100 عام ليتم فهمه بشكل كامل، وهذه أشياء تُؤخذ حقاً في الحُسبان.
ولهذه الأسباب نال اسمها موقعاً في كتاب "She: A "Celebration of 100 Renegade Women- الذي يحتفي بإنجازات نِساء تعرضن للاضطهاد على مر التاريخ.
وعلى الرغم من عدم حصول عمل آدا لافلايس على الاعتراف الكامل به خلال حياتها.
فإنه كان له الفضل في تشكيل الحوسبة الجديدة، ونالت آدا بسببه لقب "ساحِرة الأرقام".
وبإصرار من والدتها، درست آدا، ابنة الشاعر الرومانسي اللورد بايرون، الرياضيات والعلوم، في وقت كانت تلك الموضوعات محظورة على الفتيات في ذلك الوقت.
وعندما بلغت سن 17 عاماً، التقت عالم الرياضيات تشارلز بابيج، مخترع الآلة الحاسبة الميكانيكية، الذي أصبح لاحقاً مُرشِداً لها.
مُلاحظاتها فُهِمت بعد قرن!
كُلِفّت آدا بترجمة مقال فرنسي حول أحدث آلات بابيج. وفي أثناء قيامها بذلك، تطلعت إلى إنجاز أبعد من ذلك.
فقامت بتقديم تعليقها الخاص على المقال، وشرحت نظريتها القائلة إن آلة بابيج لديها القدرة على ترجمة الموسيقى والصور والنصوص إلى شكلٍ رقمي.
ونالت ملاحظاتها احتراماً، ونُشِرت في عام 1843، إلا أن النظرية الكامنة في ملاحظاتها كانت ثورية للغاية، لدرجة أنها استغرقت أكثر من قرن من الزمان حتى يُعترف بها كأول خوارزمية حاسوبية.
ويُعترف بآدا كأول مُبرمِجة حاسوب في التاريخ.
توفيت آدا عن عُمر ناهز 36 عاماً، في عام 1852. وبعد وفاتها، تلقت العديد من الأوسمة. وفي عام 1980، أطلقت وزارة الدفاع الأميركية اسمها على لغه حاسوبية.
ويُحتَفل بيوم آدا لافلايس كل أكتوبر/تشرين الأول 2018؛ تقديراً لإسهامها الرائد في تكنولوجيا الكمبيوتر.
أهم اختراعات المرأة
وإلى جانب آدا لافلايس، هناك مجموعة من أهم الاختراعات التي يجهل كثيرون أنها قد وصلت إلينا على أيدي النساء، إليكم أهمها:
1: "غسالة الصحون"، جوزفين كوشران، 1886.
2: "ماسحة زجاج السيارة الأمامي"، ماري أندرسون، 1903.
3: "أول كمبيوتر عملاق في الولايات المتحدة"، غريس هوبر، 1944.
4: "الأكياس الورقية مربعة القاع"، مارغريت نايت، 1871.
5: "منشار الخشب الدائري"، تابيثا بابيت، 1813.
6: "كيفلار، وهي المادة المستخدمة في السترة الواقية من الرصاص"، ستيفاني كوالك، 1963.
7: "سائل تصحيح الكتابة"، بيتي غراهام، 1958.
8: "لعبة مونوبولي"، إليزابيث ماغي، 1904.
9: "السخان الشمسي المنزلي"، ماريا تيلكس، في أربعينيات القرن الماضي.