في عصر الإنترنت وألعاب الفيديو يبدو أن غرس حب مطالعة الكتب في الأطفال أمراً شاقاً أو حتى قد يراه البعض غير ضروري.
ولكن حب الكتاب والمطالعة، يجب أن يظل بمثابة الإرث الذي ينتقل من الكبار للأطفال الصغار حتى لو كان الأمر يستلزم منك وضع خارطة طريق لتحقيق ذلك.
فقراءة الكتب ليست عادة قديمة فات زمانها ، بل هي ضرورة تربوية متواصلة، إذ تحفز ملكة التفكير والإبداع، وتمكن الطفل من إثراء لغته. وفي نفس الوقت، تساعد هذه الأطفال على تحسين أسلوب الكتابة لديهم.
ولكي تترسخ هذه العادة يجب أن تزرع في الطفل منذ صغره، وعلى الآباء مسؤولية كبيرة في هذا الشأن.
تقرير لمجلة Mejor Con Salud الإسبانية عرض لعدد من الطرق التي تشجع الطفل على حب الكتب، حتى قبل أن يبدأ بالكلام.
1- الطريقة المثالية والتي قد تكون صعبة عليك
في الحقيقة، لا يعد تشجيع الأطفال على حب الكتب والمطالعة مهمة صعبة، فأنت لا تحتاج سوى أن تُمارس أنت هذا الأمر بنفسك وتواظب عليه.
ولكن قد تجد صعوبة إذا كنت أصلاً لا تحب هذه العادة، فلا يمكن للآباء تشجيع أبنائهم على حب المطالعة في حال لم يكونوا من المواظبين على هذه العادة أو لم يكونوا من محبي الكتب.
فلا يجب أن ننسى أن الأطفال يقلدون التصرفات التي يقوم بها آباؤهم.
يجب على الآباء إظهار شغفهم بالمطالعة أمام الصغار، ومن الأفضل أن يشاهد الأطفال آباءهم يطالعون يومياً. وفي حال لم يشاهد الأطفال أبداً آباءهم ممسكين بكتاب، فكيف لهم أن يشجعوا الصغار على المواظبة على هذه العادة؟
2 – هذه الحيلة القديمة مازالت تجدي
في حال اعترضت الآباء مشكلة خلال محاولتهم تعويد الأطفال على القراءة، يمكنهم اللجوء إلى بعض الحيل التي نشاهدها في الكثير من الأفلام؛ على غرار قراءة قصة قبل النوم أو في أي وقت آخر من اليوم. وعموماً، تساعد هذه الطريقة، الآباء والأبناء على حد السواء، على التعود على الكتب واكتشاف الجوانب الممتعة فيها.
3- عليك أن تراعي احتياجاتهم
أن تقدم لهم القدوة في القراءة لا يعني أن المطلوب أن يقرأوا كتبك، لذا يجب أن يبدأ الآباء بتشجيع أبنائهم على المطالعة، بشراء العديد من الكتب الخاصة بالأطفال، التي تحمل العديد من الرسوم التوضيحية وتحفز أيضاً على القراءة بفضل الديناميكية التي تتضمنها.
وعلى سبيل المثال الصور تساعد على التفاعل مع الكتاب والتعود أكثر على استعماله.
4- لا تكن دكتاتوراً.. كيف أترك طفلي الصغير يختار كتبه
في بعض الأحيان، يرغب الآباء في أن يكونوا أسياد القرار، ويعتبرون أنهم هم الوحيدون القادرون على اختيار وتحديد ما هو الأفضل بالنسبة لأبنائهم. لكن، لماذا لا نترك الأطفال يختارون بأنفسهم؟ أو نسألهم عن نوع الكتاب التي يرغبون في قراءتها هذه المرة؟ أو ما هو العنوان الذي يشد انتباههم أكثر من غيره؟.
فيجب أن يأخذ الآباء آراء أبنائهم بعين الاعتبار، نظراً لأن الهدف الأساسي هو أن يصبح لدى هؤلاء الصغار شغف بالمطالعة، وألا تبدو مسألة "رؤية الكتاب بين يدي أوليائهم" أمراً "غريباً" بالنسبة لهم.
وفي حال لم تعجبك اختيارات الأطفال ، فهذا لا يعني أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
ولمعالجة هذا الخلاف يمكن أن يتم الاتفاق على أن يختار الأولياء والآباء نوع الكتاب بالتناوب بينهما.
وبهذه الطريقة، سيصبح الأطفال أكثر حماساً. وقبل كل شيء، يجب أن لا ننسى أنه يجب أن تكون القراءة أمراً ممتعاً.
5 – أموالك تضيع سدى.. ماذا إذا اختاروا الكتاب ولم يقرأوه؟
في حال لم يطالع الأطفال الكتب التي يرغبون فيها حقاً، فهذا يدل على أنهم يشعرون بأن هذه المهمة مفروضة عليهم. تبعاً لذلك، سيتخلى الأطفال تدريجياً عن عادة قراءة الكتب وفي أقرب فرصة تتاح لهم. وعلى عكس ذلك، لا يجب أن يكون للمطالعة مغزى سلبي لدى الأطفال، وإنما ينبغي أن نحرص على ترسيخ فكرة إيجابية حيالها. وبالتالي، لا يجب تجاهل رغباتهم وطلباتهم.
6- الأمر أكثر أهمية من قراءة الكتب سيغير حياتهم برمتها
إكساب الأطفال عادة حب قراءة الكتب مسألة مرتبطة بعملية أكبر وأهم وهي خلق عادات حميدة في حياتهم اليومية.
ولكن التحدي هو تعويدهم على هذه العادة بشكل منظم وغير ممل في الوقت ذاته ، ويمكن أن يتم ربطها بالعمليات اليومية المنتظمة في حياته مثل أن نقرأ مع الأطفال قصص ما قبل النوم، وحتى خلال تناول الطعام، أو في أي وقت آخر من اليوم.
لكن، من المهم للغاية أن يواظب الطفل على هذه العادة يومياً.
وبهذه الطريقة، سيكون الآباء قادرين على تشجيع الطفل على حب المطالعة بشكل فعال، وسريع. علاوة على ذلك، سيتعلم الأبناء ويصبحون على وعي بمدى أهمية خلق عادات حميدة في حياتهم اليومية.
وعموماً، لا تعد هذه العادات سوى وسيلة تنظيم، وعامل يساعد على تحديد المهام اليومية. ومما لا شك فيه، ستكون لجميع هذه العادات نتائج على المدى الطويل، ستساهم حتماً في بناء شخصية الطفل.
7- احذر الخطأ الشائع
لا يجب السقوط في خطأ شائع وهو عدم المواظبة على قراءة الكتب؛ خاصة عندما نجد أعذاراً لهذا التهاون.
وعادة ما تكون هذه الحجة متمثلة في عدم توفر الوقت، وهو ما يجعلنا نقرّ بشكل غير مباشر بأن القراءة مضيعة للوقت؛ وهو رسالة من أنها خطأ أن تصل للأطفال .
في المقابل، يساهم استعداد الأسرة لتعليم طفلها الصغير حب القراءة، في إعادة اكتساب الأسر لهذه العادة المهمة التي تخلى عنها البعض.