يتواصلون على نحوٍ خاص جداً.. دراسة: الطريقة التي تتحدث بها الأم مع رضيعها أكثر تعقيداً مما كنا نعتقد

من المعروف أن الأم تستخدم طبقة معينة من الصوت وطريقة مختلفة من اللغة عند توجيه طفلها الصغير، ولكن ما لم يكن العلماء يعرفونه حتى الآن، هو أنها، دون وعي، تُغيِّر رنَّة صوتها كلياً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/20 الساعة 02:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/20 الساعة 02:28 بتوقيت غرينتش

من المعروف أن الأم تستخدم طبقة معينة من الصوت وطريقة مختلفة من اللغة عند توجيه طفلها الصغير، ولكن ما لم يكن العلماء يعرفونه حتى الآن، هو أنها، دون وعي، تُغيِّر رنَّة صوتها كلياً.

رنة الصوت هي بمثابة بصمة الأصابع لأصواتنا، وهي نفسها ما يمثل الفارق بين الآلات الموسيقية؛ فعلى سبيل المثال، هناك فرق بين البيانو والغيتار عند عزف المقطوعة الموسيقية نفسها، وهو ما يجعل صوتنا يبدو ناعماً أو أجشَّ، وهذا يعود إلى حد ما إلى الحنجرة والأحبال الصوتية.

وجد الباحثون في مختبر الأطفال بجامعة برينس تاون، في الولايات المتحدة، أن رنة صوت الأمهات مع أطفالهنّ تختلف، دون وعي، عنها عند التحدث إلى البالغين، بحسب صحيفة موقع BBC النسخة الإسبانية.

ولوحظ هذا التغيير الصوتي لأمهات يتحدثن 9 لغات مختلفة إلى جانب اللغة الإنكليزية، بما في ذلك الإسبانية والصينية والعبرية.

في حديثه مع شبكة BBC الإسبانية، يقول دكتور إليز بيازا، وهو أحد المشاركين في الدراسة: "هناك نمطٌ ثابتٌ لدى جميع الأمهات؛ إذ ينتقلن جميعاً من أسلوب إلى آخر بالطريقة ذاتها".

فيما يقول دكتور جوناثون فاناروف، طبيب المخ والأعصاب بمستشفى كليفلاند، إن هذه الطريقة من التواصل تعتبر عالمية، وتسلط الضوء على التفاعلات بين الأم والابن.

وأضاف فاناروف أن التواصل اللغوي والسمعي مهم جداً لنمو الطفل، وننصح دائماً بأن يتكلم الأبوان مع أبنائهما بشكلٍ مباشر، بحسب موقع Health Line.

البصمات الصوتية


لاحظ الباحثون طريقة التحدث لـ24 امرأة، تحدث نصفهن باللغة الإنكليزية، واستخدمت الأخريات 12 لغة أخرى.

سجل الباحثون صوت الأمهات في أثناء قراءة القصص واللعب مع أطفالهن الذين تراوحت أعمارهم بين 7 أشهر وعام، بعد ذلك، قاموا بتسجيل أصواتهن بينما كن يتحدثن إلى الباحثين عن روتين الحياة اليومي.

لاحقاً، استخدم الباحثون نظاماً حاسوبياً لتحليل رنة الصوت بغض النظر عن طبقة الصوت ولهجة الحديث، ثم وضعوا بصمات صوتية للأمهات اللاتي استخدمن نفس نمط الكلام مع صغارهنّ، ثم استخدموا النظام نفسه لاختبار أجزاء مختلفة من التسجيلات بلغات أخرى.

كان على هذا النظام التمييز بين ما إذا كانت الكلمات موجهة إلى طفل صغير أو إلى شخص بالغ، وكانت النتائج متشابهة بين الأمهات اللاتي استخدمن لغات مختلفة.

أشارت النتائج التي نُشرت في مجلة Current Biology العلمية، إلى أن الصوت يمثل عاملاً هاماً بالنسبة للأطفال للتعرف على البالغين، بالإضافة إلى أنه يلعب دوراً في التعليم.

يقول بيازا: "أثبتت أبحاث عديدة أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يتم الحديث إليهم بطريقة موجهة إلى الأطفال، أكثر من تلك الموجهة إلى البالغين".

وأضاف: "تقسيم الكلمات إلى مقاطع يساعد الأطفال على تعلُّم عدد كبير منها، وربما يعتمد هذا بشكل كبير على رنّة صوت المُعلم".

يعتقد بيازا أن نتائج هذه الدراسة قد تكون مفيدة في تطوير آليات تعليم الصغار، وينوي الباحثون إعداد دراسات مشابهة؛ كي تشمل الآباء والأجداد.

علامات:
تحميل المزيد