استطاعت المصممة المصرية الشابة رحاب رمضان أن تحول عشقها للموضة من مجرد تتبع واستهلاك إلى تجربة إنتاج ناجحة تلهم بقية أبناء جيلها باحتراف ما يعشقون، فيصبح العمل متعةً بدلاً من مجرد وظيفة مملة تضمن استمرار ضخ المال في الحساب المصرفي.
تخرجت رحاب من الجامعة متخصصة باللغات والترجمات، لكن حبها للألوان والقماش طغى على ما كان سيكون مهنتها لولا الطموح، فبدأت رحلتها بالقراءة والاطلاع على ثقافات العالم وأزيائها وألوانها.
أدركت رحاب باكراً أن حب المرأة للتجمل والأناقة علاقة متينة لا تعترف بالطلاق أو الانفصال، فاستثمرت وقتها وجهدها في "غاليري ريحانة"، حتى أصبحت من أهم مصممات الأزياء في مصر.
تقول رحاب، "احترفت تصميم الأزياء منذ 15 عاماً، وأسافر إلى معظم دول العالم للبحث عن خامات جديدة وغير تقليدية. أمزج في تصميماتي أكثر من حضارة في قطعة الأزياء الواحدة، فيصبح الموديل الواحد يحمل الروح العربية والهندية، أو الصينية والأفريقية، أو أحياناً النوبي والفلكلور الشعبي، أو مزيجاً من هؤلاء جميعاً".
تعتمد رحاب في تصميماتها على استخدام التطريز والغالونات الأنيقة الثرية، أي القطع المطرزة في الملابس الشرقية والهندية، أو التطريز اليدوى سواء بخيوط السيرما أوالخرز أو الأحجار الكريمة أو العملات المعدنية القديمة، كاليمني والبدوي.
أما أهم أسباب نجاح تجربتها، فهو التوفيق بين الحداثة والتصاميم المعاصرة مع حرص بعض السيدات على الحشمة دون الاستغناء ضرورة عن عنصر الأناقة والفخامة، وهو ما تعبر عنه المصممة قائلةً، "لدي قناعة أن الحشمة لا تتعارض مع الأناقة، بالعكس تضيف لها، وأزيائي يشتريها المحجبات وغير المحجبات".
ولا يقتصر الإقبال على هذا النوع من الأزياء على مصر، حيث مقر عمل رمضان، لكن في كل الدول العربية والخليجية، على حد قولها.
وتلفت رمضان إلى أن الألوان التي تميز الأزياء الشرقية هي الألوان البراقة الزاهية مثل: الأزرق الملكي والأخضر والبرتقالي والأصفر. وتنصح كل فتاة بأن تهتم بالطلة أو "اللوك" الخاص بها وتبتعد عن التقليد، وأن تأخذ من الموضة ما يليق بها، مؤكدة أن شخصية كل فتاة تظهر من خلال ملابسها وطريقة تنسيقها.
وتؤكد صاحبة "غاليري ريحانة" أنها تتمنى الوصول بأزيائها لكل العالم العربي، مشيرةً إلى أن بيع منتجاتها يتم من خلال فروعها في مصر والخارج، وأيضاً من خلال موقعها على الانترنت.
بدأت العمل بـ "اتيليه" كبير في منطقة مصر الجديدة في القاهرة، وبسبب النجاح الذي حققته، كان لا بد من وجود مصنع يلبي الطلب المتزايد على أزيائها. وبعد تشغيل المصنع، افتتحت عدة فروع لريحانة داخل مصر وأول فرع تم افتتاحه خارج مصر في تونس العاصمة.
رافق هذا النجاح صعوبات وعوائق تصفها رمضان بـ "التحديات المحفزة"، مثل عدم وجود عمالة مدربة، وصعوبة الحصول على خامات راقية، والأسوأ من وجهة نظرها، سرقة أفكارها وموديلاتها بلا أدني تغيير فيها، ما يشعرها بالظلم وضياع جهدها.
وينفذ "غاليري ريحانة" عرضي أزياء في الصيف والشتاء، بينما يعتبر الوقت الأنسب للعرض والبيع شهر رمضان، حين تسعى كل امرأة لارتداء قطعة مميزة بروح شرقية تتماشى مع روح الشهر الفضيل.