الرضاعة الطبيعية تحمي الأم ورضيعها من أخبث الأمراض.. وهذا ما قالته دراسة حول سلوك الطفل

ربطت دراسةٌ علمية بريطانية حديثة بين التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية وسلوك الأطفال، حيث أثبتت أن الأطفال الرضع الذين تغذوا على حليب الأم حتى عمر ستة أشهر على الأقل يصبحون أفضل سلوكاً من غيرهم في المستقبل. وقد شملت الدراسة 1500 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و 11 عاماً.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/22 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/22 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش

ربطت دراسةٌ علمية بريطانية حديثة بين التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية وسلوك الأطفال، حيث أثبتت أن الأطفال الرضع الذين تغذوا على حليب الأم حتى عمر ستة أشهر على الأقل يصبحون أفضل سلوكاً من غيرهم في المستقبل. وقد شملت الدراسة 1500 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و 11 عاماً.

وذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية أن الباحثين توصلوا إلى أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة شهر واحد أو أقل، هم أكثر عرضة للمشاكل السلوكية بمقدار الضعف عن أولئك الذين رضعوا رضاعة طبيعية حتى ستة أشهر.

وتشير الدراسة التي قام بها خبراء من جامعة "غلاسكو" وشملت أطفالاً من جنوب أفريقيا، أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الصحة البدنية.

ولطالما نصح الخبراء بإرضاع الطفل حتى يبلغ 6 أشهر من العمر، إذا أمكن، حيث تساعد الرضاعة الطبيعية على تقوية جهازي المناعة والهضم، وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ولكن الخبراء بدأوا يدركون أن الرضاعة الطبيعية تفيد أيضاً في رفع مستوى الذكاء، والمهارات المعرفية والسلوكية.


وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية النساء بتغذية أبنائهن عن طريق الرضاعة الطبيعية فقط حتى عمر 6 أشهر على الأقل، ثم الاستمرار في إرضاعهم مع إدخال بعض الأغذية الأخرى تدريجياً. فكلما طالت مدة الرضاعة الطبيعية زادت الحماية والفوائد الصحية، وفقاً لما أوردته الهيئة.

أما معظم الأمهات في المملكة المتحدة يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية مبكراً جداً، ويستبدلنها باللبن الصناعي. فقد وجد أن 34% فقط من الأطفال في بريطانيا يرضعون طبيعياً حتى عمر 6 أشهر، بينما تبلغ النسبة في الولايات المتحدة 49% و في ألمانيا 50%، وفي سويسرا 62%.

ويقول الدكتور تامسن روتشات، من مجلس العلوم الإنسانية في جنوب أفريقيا، "أدركنا الآن أن المدة التي يتغذى فيها الطفل على حليب الأم وحده هامة جداً لتطور نمو الطفل."

فالاضطرابات السلوكية التي تظهر في الطفولة قد تؤدي إلى السلوك العنيف، وربما تؤثر على العملية التعليمية، والعلاقة مع الأقران، مما قد يسبب ضعف الثقة في النفس والمشكلات السلوكية الأخرى.

آثار اقتصادية


كما أن المشكلات السلوكية التي تبدأ في الطفولة وتستمر حتى سن المراهقة ترتبط بالسلوكيات العدوانية والإجرامية، وكذلك باحتمال الإصابة بالأمراض العقلية على المدى الطويل، وضعف المستوى الدراسي. وتقدر التكلفة السنوية للجرائم الناتجة عن المشكلات السلوكية التي تبدأ في الطفولة ب 79 مليار جنيه إسترليني.

وتقول د. روث بلاند، من جامعة غلاسكو، "تشير الدراسات في الدول ذات الدخل المرتفع أن تكلفة المشكلات السلوكية ضخمة للغاية".

وذكرت د. روث أن دراسات سابقة أشارت إلى أن الجرائم التي يرتكبها الأشخاص الذين عانوا من المشاكل السلوكية في الطفولة تبلغ تكلفتها 60 مليار جنيه إسترليني سنوياً على مستوى العالم.


ويقول د. بيتر سينجر، المدير التنفيذي لمؤسسة جراند تشالنجز الكندية، والتي قامت بتمويل الدراسة، "تشير هذه الدراسة أن الآباء يمكنهم أن يجعلوا من أطفالهم أشخاصاً أصحاء واجتماعيين وأذكياء ببساطة: بالرضاعة الطبيعية."

وتحذر منظمة الصحة العالمية أن معدلات الرضاعة الطبيعية في بريطانيا هي الأدنى على مستوى العالم.

وتفيد الإحصاءات إلى أن طفلاً واحد من كل 200 طفل، أي ما نسبته 0.5 %، في المملكة المتحدة يحصل على الرضاعة الطبيعية حتى عمر 12 شهراً، بالمقارنة، تبلغ تلك النسبة في الولايات المتحدة 27%، وفي النرويج 35%، وفي نيوزيلاندا 44%، وفي الهند 92%.

منظمة اليونيسيف تفيد بأنه يمكن الحد من بدانة الأطفال والإصابة بالأمراض المعدية بصورة كبيرة إذا ما قرر عدد أكبر من الأمهات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية.

أما الأمهات أنفسهن، فتعتبر الرضاعة الطبيعية هامة بالنسبة لهن، وذلك لأن نسبة الإصابة بسرطان الثدي أقل كثيراً بين النساء اللاتي أرضعن أولادهن رضاعة طبيعية.

-هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.