عندما بدأت الجوهرة ساجر ببث مقاطعها المصورة عبر يوتيوب، لقيت أصداءاً إيجابيةً من فتيات العالم العربي، فانهالت تعليقاتهن على صفحتها على يوتيوب بالإعجاب والثناء، ولسان حال معظمها "وأخيراً ظهرت فتاة عربية تصنع مقاطع فيديو على الانترنت!".
خلال الأعوام الخمسة الماضية، تزايدت أعداد الفتيات العربيات اللواتي أحدثن ضجةً في أرجاء يوتيوب، فبين عامي 2014 و2015 شهدت أكبر 4 قنوات يوتيوب تبثها نساء سعوديات زيادةً في الاشتراكات بنسبة فاقت الـ 200% وفق إحصائيات يوتيوب.
كما شهد المحتوى النسائي زيادةً سنويةً بمقدار 50% في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تلت السعودية دول المغرب والإمارات العربية المتحدة والعراق في تصدّر القنوات النسائية.
موقع BuzzFeed الأميركي تحدث إلى ساجر و3 فتيات عربيات أخريات لمناقشة أفكارهن التي "زلزت" يوتيوب وكسرت القوالب النمطية في المنطقة.
الاسم: الجوهرة ساجر
العمر: 25 عاماً
البلد: جدة – المملكة العربية السعودية
عدد المتابعين: 340 ألفاً
تقول ساجر التي أسست لنفسها قناة باسم Jay online، إنها بدأت مشاهدة يوتيوب قبل 4 أعوام، وسرعان ما أصيبت بالإحباط لأنها لم تجد أي قناة بها فتيات تتحدثن العربية، "بل كان كل ما وجدته نسوة أجنبيات تتحدثن عن مواضيع شيقة وتناقشن أموراً ممتعة، غير أنها لا تمت بصلة لا لواقعنا الجغرافي الثقافي ولا حياتنا اليومية".
لذا قررت ساجر أن تفتح قناتها الخاصة بمواضيع الجمال و التجميل.
أجرى موقع BuzzFeed مقابلة مع ساجر عبر سكايب قالت فيها، "أخبرتني الكثير من الفتيات أن المقاطع التي أقوم بتصويرها تثير اهتمامهن، فتقلص لديهن الشعور بالوحدة لأنني حدثتهن عن نمط حياة يفهمنه بلغتهن".
وقالت الشابة السعودية إن العديد من الرجال زجروها آمرين إياها بالتوقف حالاً لأن يوتيوب "ليس مكاناً يليق بفتاة، قالوا لي أن علي التركيز على بيتي وأن أصبح ربة منزل، وأنا لا أريد تلك الحياة".
في بادئ الأمر عندما كانت قناتها في بداياتها، شعرت ساجر بالتوتر إزاء إظهار وجهها علناً، خاصةً أنها في ذلك الحين كانت من بين القلائل اللواتي تملكن قناة يوتيوب من العربيات، لذلك خشيت من ردود الفعل، "لكن مع تنامي حجم يوتيوب وانفتاح الناس عليه قررت أن أطل بوجهي وأضفي لمسات من الخصوصية على قناتي كي أروي قصصاً من حياتي عليها".
وتملك ساجر حالياً على قناة الجمال والتجميل 340 ألف متابعاً ومتابعة، أما قناتها الأخرى الخاصة بالسفر والسياحة فتحظى بـ 122 ألف متابعاً، علماً بأن أكثر مقاطعها المصورة شهرةً – وهو مقطع تعليمي عن تسريحات الشعر في 5 دقائق – حظي بـ 3.2 مليون مشاهدة.
ساجر ختمت حديثها بالقول، "أرى أن الفتيات تتجهن الآن إلى يوتيوب لأننا نعي أن لنا حقوقاً وأن في وسعنا تغيير الواقع. إنه أشبه بمنصة لنا كي نتحدث عن ذلك الواقع."
الاسم: هايلة غزال
العمر: 20 عاماً
البلد: (سورية) دبي – الإمارات العربية المتحدة
عدد المتابعين: 760 ألفاً
مع أنها بدأت رحلتها على يوتيوب بقناة للتحدث عن مواضيع الجمال والموضة، فإن هايلة غزال سرعان ما اكتشفت أن مشاهديها يستمتعون بحس فكاهتها وخفة دمها، فبدأت منذ ذلك الوقت بتجسيد عدة شخصيات وصنع مواقف كاريكاتورية ساخرة من القوالب النمطية الثقافية في المنطقة.
وقالت في حديثها مع BuzzFeed "عندما كنت في الـ 15 من عمري اكتشفت أني أحب التمثيل والإبداع والإنتاج، ولهذا اخترت يوتيوب لأنه يمنحني الحرية في اختيار ما أصنعه".
وتابعت، "البعض انتقدني على مظهري وطلبوا مني التستر لأنهم من مجتمعات محافظة، لكني أعتقد من المهم الإظهار للناس أن لا حرج في أن تكوني امرأة تسعى إلى التغيير."
وبعد نجاح قناتها، قالت غزال أن الكثيرات كتبن لها أنها ألهمتهن لكي تصبحن مثلها يوماً ما مستقبلاً.
ومؤخراً اختيرت غزال سفيرةً للتغيير في الأمم المتحدة.
الاسم: حصة العواد
العمر: 27 عاماً
البلد: الدمام – المملكة العربية السعودية
عدد المتابعين: 375 ألفاً
بهوسها بثقافة البوب اليابانية المعاصرة، بدأت حصة قناتها المسماة Miva Flowers لمناقشة مواضيع الجمال والموضة والصور المتحركة اليابانية (الأنيمي) وفرق الموسيقى اليابانية المفضلة لديها، فحصدت قناتها منذ انطلقت في العام 2011 حوالي 45 مليون مشاهدة، كما استقطب أحد مقاطعها 2.9 مليون مشاهدة، حيث تتحدث فيه عن موجودات حقيبة يدها.
تقول عواد إن رسالتها الرئيسية لنساء بلدها أن الفتاة تستطيع تدليل نفسها والشعور بالقوة والحرية، فقالت، "باتت المرأة السعودية قادرةً على التصويت في الانتخابات، والتغيير صار واقعاً، وبالنسبة للشابات يعطينا يوتيوب منصة للتعبير عن أنفسنا وألا نخاف من التحدث على العلن".
ورغم أنها انتقِدت على تصويرها لمقاطعها عن الجمال والموضة فيما ترتدي نقاباً، قالت عواد أن لا حرج في الأمرين ولا سبب مقنعاً يحول دون المرأة السعودية والجمع بين الاثنين معاً.
وقالت عواد، "أحظى بكثير من التقدير والاحترام من متابعيّ المعجبين، فهم يعبرون لي عن فخرهم لكوني منقبة أفعل ما أفعل".
الاسم: هيفاء بسيسو
العمر: 25 عاماً
البلد: (فلسطينية) دبي – الإمارات العربية المتحدة
عدد المتابعين: 62 ألفاً
استقالت بسيسو في العام الماضي من وظيفتها المريحة في الإنتاج التلفزيوني في دبي لتركز أكثر على يوتيوب.
BuzzFeed نقل عن بسيسو قولها، "أردت أن أصبح مذيعة لكني دوماً قوبلت بالرفض، لذا قررت أن أخوض تجربة يوتيوب. لطالما تعطشت للتحدث والتقديم أمام الكاميرا، لذلك لاءمني الأمر تماماً".
لكنها على عكس النساء والفتيات الأخريات في هذا المقال تختلف في إنتاجها لمقاطعها المصورة بالإنكليزية لا بالعربية، وتعلل ذلك بأنها تود أن تصبح جسراً بين الشرق والغرب وأن تتحدى النظرة السلبية تجاه الفتيات العربيات.
وتختم قائلةً، "إن تنقلي في أسفاري بصفتي امرأة عربية عادةً ما يكون بداية لأحاديثي. أسعى لتحقيق أحلامي وأقوم بتجاربي بنفسي، آمل أن ألهم النساء الأخريات كي تحققن أحلامهن أيضاً".
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع BuzzFeed الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.