"قسطنطين تسيولكوفسكي" عالِم روسي مجنون جريء، كان يحلم بأشياء عملاقة، كأن يزعم حديثه مع الملائكة! كان كل يوم أمام اختراع شيء جديد (منطاد، آلة كاتبة، مسخن شمسي.. إلخ). تسيولكوفسكي الذي أصابه العمى والصمم لم يشعر بالنقص قط، وحين وقع بالحب لم يصفع قلبه بقساوة المخترع العالم ولم يقدّم الطموح على مشاعره، بل وضع كل شيء جانباً وقال للفتاة في رسالة: "أنا رجل عظيم.. مثلي لم يوجد من قبل ولن يتكرر"!
"ستيفان زفاييج" الكاتب النمساوي المتناقض على الإطلاق، صاحب أروع الروايات وأقربها إلى ذاكرتنا الطفولية، والذي سبق له أن صرح في عزوبيته: "أأناقض نفسي؟ حسن.. إني أناقض نفسي.. إني رحيب الذات أتسع لعوالم كثيرة" فتزوج "فريدريكا" ثم "لوتا" وهو من سفر إلى سفر وحقيبة تجر حقيبة كانت الزيجات تتلون في حياته ومن المدهش حقا أن "الزواج" لم يرعب ذاقته الأدبية قط.
صاحب أشهر النظريات في العالم "جون ناش" السيد غريب الأطوار! ذاك الذي عانى انفصاما في الشخصية وفي غمار مرضه لم يمنعه لاوعيه من التمسك بقلب حان يكمل معه مسيرة التفوق.. كانت "أليسا" ذاكرته ولعبته التي فاقت كل احتمالات التنبؤ.
أما غاري "ع.م" الذي يبيع أشهى الفواكه وأطيبها على عربة يدوية متنقلة، فهو الآخر لا تسمع ضحكته المهلهلة البديعة إلا وهو على باب بيته ينادي زوجته بحنو كي تفتح له أبواب العالم بعينيها الجميلتين.
أيها الرجال العظام..
الذين يضعون الحبيبات في آخر سقف الطموح.. سينتهي كل شيء، وخسارة كبيرة أن تضيع من كنت لها "لبطموح إلى السقف"
تزوجوا قبل أن تشيخوا وحيدين متهالكين فالنجاح وحده ينتهي عند باب غرفكم الباردة.
تزوجوا قبل أن تكتظ مذكرات قلبكم بأسماء نساء عديدات؛ كلما رأيتهن مع أولادهن وخزكم ندم صعلوك يصطادكم في الحنين العكر!
إذ ينتظرك النجاح هناك بمدن المستقبل.. تزوج ورافق يد شريكتك حيث العالم وردي ولك مؤنس يمشي معك في الطريق الموحشة.
إذ ترى أن العمل لوحده عبادة.. فنسخ صغيرة من صلبك صدقة جارية.
إذ تحتاج لمشاكل مُشاكِسَة تُبدّد ملل الحياة.. تزوج؛ ففي المشاكل تكبر الحكايات الإنسانية!
إذ تلمح أن العالم كله يسير أُسراً أسرا.. لا تخالف الطبيعة كثيراً.. فليس من الجميل أن تُخالف.. كي تُعرف!
إذا أحببتها.. فبالله عليك ماذا تنتظر؟!
حارب الملل؛ سر كالقطيع النقي؛ أوجد حنانا مضاعفا؛ بيتا مرتبا.. شيكولاتة تقتسم إلى نصفين!
كوب قهوة صباحي؛ نقاش حاد حول مناخ الدول المجاورة.. فرشاة أسنان لشخصين!
مرح وهرج عال.. ضوضاء أنيقة.. دلال مدفوع الأجر.. عناق حار.. ليل يسع الفضاء!
كل العظام قد فعلوها.. فإذا كنت لا تفعل شيئا.. فخيرٌ لك أن.. تتزوج!
*على الهامش: الغاية الكبرى من السخرية تحقيق الوعي وإيجاد اليقظة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.