جنس لطيف منسي والعمل مجرد وهم!

غالبا ما نجد صراعات بين الأزواج بسبب رغبة الزوجة في العمل بعد الزواج، حباً في إبطال الروتين والملل الذي يهددها، فهي تريد أن تستقل مادياً بنفسها كي لا تزعج زوجها بحاجياتها الخاصة، من ماكياج وكريمات إلى آخره.. فهي تمل من كلمة "أعطِنِي أعطِنِي.."! كل يوم.. ولذلك يمكن ملاحظة ازدياد نسبة العوانس بين صفوف النساء العاملات، أكثر مما هو بين النساء اللواتي يقعدن بالمنزل بعد انتهاء مرحلة الدراسة الثانوية، هذا إن سمح لهن بالدراسة في المجتمعات النامية، ويعود ذلك لتركيبه العقلية التي نشأت بها تلك الدول دون أن ننسى المرأة المطلقة أو الأرملة، من سيعينها؟ لتعيش وتتحمل أصابع الاتهام؟ فهي معرضة لشتى عبارات التحقير، مسكينة من يحميها؟ من يعيلها؟ هذا هو المشكل الذي يؤدي إلى عدة مشاكل لا تحمد عقباها.

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/04 الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/04 الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش

الراحة النفسية هي الركيزة الأساسية، التي بموجبها يمكن لأي واحد منا أن يستمر في العطاء بكل تميز واجتهاد، ولتتحقق هذه الراحة ينبغي للفرد أن يحرك يديه بالعمل فهو بحد ذاته عبادة، بالإضافة إلى أنه المصدر الرئيسي للرزق واكتساب القوت.

المرأة عنصر مهم، فهي تتحمل أعباء هذه الحياة، فالدولة يمكنها أن تتقدم أو أن تنحط بسببها، فلما يكون مصيرها فقط الزواج وإنجاب الأطفال؟ خصوصاً عند ذوي الاتجاهات الدينية المتعصبة، الذين انصبَّت جميع بحوثهم على جعل البيت الميدان الأول للمرأة، إذ اعتبر بعضهم العمل خطرا يهدد سلامة العائلة وأخلاق المرأة، فهي لم تولد لهذه الأغراض فحسب، فيمكنها أن تحقق ذاتها بنفسها عن طريق العمل في شتى المجالات، بشرط أن تكون مجالات محترمة وشريفة، فلا فرق بين الذكر والأنثى إلا من أتى بعلم نافع وذكاء وتحصيل جيد.. فخروج المرأة للعمل ليس لمنافسة الرجل، وإنما لحاجتها بأن تحس بأنها ما زالت على قيد الحياة، وأنها ذات أهمية في المجتمع.

غالبا ما نجد صراعات بين الأزواج بسبب رغبة الزوجة في العمل بعد الزواج، حباً في إبطال الروتين والملل الذي يهددها، فهي تريد أن تستقل مادياً بنفسها كي لا تزعج زوجها بحاجياتها الخاصة، من ماكياج وكريمات إلى آخره.. فهي تمل من كلمة "أعطِنِي أعطِنِي.."! كل يوم.. ولذلك يمكن ملاحظة ازدياد نسبة العوانس بين صفوف النساء العاملات، أكثر مما هو بين النساء اللواتي يقعدن بالمنزل بعد انتهاء مرحلة الدراسة الثانوية، هذا إن سمح لهن بالدراسة في المجتمعات النامية، ويعود ذلك لتركيبه العقلية التي نشأت بها تلك الدول دون أن ننسى المرأة المطلقة أو الأرملة، من سيعينها؟ لتعيش وتتحمل أصابع الاتهام؟ فهي معرضة لشتى عبارات التحقير، مسكينة من يحميها؟ من يعيلها؟ هذا هو المشكل الذي يؤدي إلى عدة مشاكل لا تحمد عقباها.

ومع التطور الملاحظ في هذا العصر، كان من المفروض فتح مجال واسع للمرأة بالعمل بعيداً عن الانتقاص من شخصيتها، عبر اعتبارها ناقصة عقل ودين، واعتبار خروجها لا يوصل إلا لما يسمونه الرذيلة كما لو أنها الوحيدة التي تستطيع نشرها.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
إن عمل المرأة خارج البيت مباح شرعاً، بشروط أهمها: أن يكون هناك توازن بين الوظيفة وشؤون البيت وواجبات الأمومة، وكذلك أن تكون ميادين العمل مناسبة لطبيعة المرأة وتكوينها البدني والنفسي. المرأة غير ممنوعة شرعا من المساهمة في بناء المجتمع، والعمل على النهوض به وتنميته، ما دام عملها يتسم بالجهد والعطاء لا الهدم والفساد.. فافتحوا لها المجال..

استطاعت المرأة أن تثبت حضورها في العالم كله، إذ نجد رئيسة دولة، وزيرة، طبيبة، قاضية، مهندسة و غيره.. لذلك لم يعد هنالك مجال للقول بأن هناك شكاً في قدراتها، بل علينا أن نؤمن بمجهوداتها الجبارة، ونشجعها لتعطي المزيد.

ربما هذا الموضوع لم يعد يحظى باهتمام كبير في هذه السنوات، لما عرفته المجتمعات من تطور و تقدم، كانت على قمتها المرأة فتحياتي الطيبة لها، إلا أن هناك من يعاني في صمت، خصوصاً في بلدي "المغرب" لهذا اخترت أن أعالج هذه القضية ولو بالكتابة لما تعرفه بعض المناطق الهشة، والمنسية، فالفتاة هناك لم تتمتع حتى بفصول الدراسة فما بالك بالتوظيف والاستقلال بالذات، فما زال في نظري مجرد حلم أو بالأحرى وهم!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد