مثقفة لكن.!

أن تكسر امرأة من قلب الريف أو العالم العربي القاعدة يدخلها في متاهات وصراعات مع مجتمع تلومها فيه نساؤه قبل ذكوره. أود أن أعرف من ذاك الذي رسم صورة المرأة المثقفة بشكل بشع ووشمه في العقول, من قال إنها فظة ذات شعر أشعث ونظارات كعب الكبيات لا تجيد سوى قراءة الكتب.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/03 الساعة 04:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/03 الساعة 04:55 بتوقيت غرينتش

منذ يومين شاركت إحدى صديقاتي صورة من صفحة 'هل هل تعلم', مفادها أن النضج الفكري وعلو ذكاء المرأة المثقفة سبب في أن يؤخر الشريك وتظل عازبة لمدة أطول من قريناتها.. يا عيني عليكم مكشوف عنكم الحجاب..! الكثيرون تداولوها على أنها حقيقة مسلم بها.

استفزتني الصورة وذكرتني بالحقيقة التي اعتقدت لوهلة أنها تغيرت بتغير الزمان وتقدم التكنولوجيا والعلوم وانفتاحنا عليها..
مازال العالم الثالث يخاف من أن يعمل عقله ويكون ذا فكر نقدي مبني على أرض العلم الصلبة, التي تكسر الكثير من أصنام الجهل الذي عبدوه زمنا.. فما بالك أن تكون امرأة تملك علما وجرأة لذاك.

لمَ نستكثر على تاء التأنيث ذاك وكأن جبينها موشوم بالسطحية والغباء, حين نرى رجلا مثقفا لبقا حلو المنظر شهي المبسم لا نشهق ونستغرب فقط نصفق له باحترام .

أن تكسر امرأة من قلب الريف أو العالم العربي القاعدة يدخلها في متاهات وصراعات مع مجتمع تلومها فيه نساؤه قبل ذكوره.
أود أن أعرف من ذاك الذي رسم صورة المرأة المثقفة بشكل بشع ووشمه في العقول, من قال إنها فظة ذات شعر أشعث ونظارات كعب الكبيات لا تجيد سوى قراءة الكتب.

عزيزي القارئ لن أدافع عنها لأنها ليست في موقع اتهام يحتاج لمحام, هي امرأة طبيعية ككل النساء تمارس اهتماماتها الفطرية بالحياة, تحب وتتزين وقد تتقن فنون المكياج وقد تجيد الأيلينر(وما أدراك ما الأيلينر النساء ممن سيقرأن كلماتي الأن يعرفن ما أعنيه) تتقن الحديث عن صيحات الموضة وأفضل الماركات, فقد تدهشها في الطبخ لكنها لاتجعلها محورا أحادية تحيا من أجله كما تحاول مجلاتنا أن توهمكم وتزرع ذلك في عقولكم .
قوتها لاتعني البتة أنها مسترجلة أو أنها لا تظهر ما يخالجها من مشاعر, هي أنثى تستحي وتحمر وجنتاها حين يستدعي الأمر ذلك, تعشق قوام رجلها لأنه يحسسها بالأمان.

هي امرأة عادية تقرأ وتناقش في الوقت الذي تحترف الرقص والغناء في جلسات مع صديقتها, تقرأ فكرا علوما أو أدبا وبعدها تقلب صفحات مجلة في الموضة, تشاهد الأخبار وتهتم لقضية عامة وهذا لا يمنع دموعها أن تنساب من مشهد عاطفي في مسلسل تافه.

سيدتي اتركي لعاطفتك العنان واتركي للحب طريقه على وجنيتك, وتذكري أنه بئس الشريك وبئس الزواج إن لم يكن يكملك ويحتويك فكريا, روحيا وجسديا.. وتأكدي أن من خلق أنثى كتلك قادر أن يوجد لها رجلا يليق بعلو قدرها.. لكل أجل وكتاب فقط صبرا جميلا كل يؤتى رزقه… الله أدرى بحال عباده وألطف بهم..! لا داعي أن يولدوا لديك مخاوف وهواجس عن الزواج فذاك بيد الله.

عزيزتي من جديد أذكرك لست محط اتهام ولا تحتاجين أن تنفي كل التهم الجاهزة ولا الأحكام المسبقة. فقط عيشي فما نحن في هذه الدنيا إلا عابرون, مارسي تفاصيل أنوثتك وتابعي مايروقك كما تشائين ولا تكترثي سوى أن تكوني عادية, فليس كل الرجال مثلهم ولا كل النساء كما رأوا من أراد قربك كما أنت فهو يستحقك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد