"الانتقائية" في تناول الطعام تعتبر من أكثر الحالات شيوعاً بين الأطفال الصغار، ولكن النسبة ترتفع أكثر بين الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط "ADHD"، وقد تمر ساعات على بعض هؤلاء الأطفال دون تناول الطعام أو تذكر الشعور بالجوع.
يقول "بريتي باريك"، طبيب الأطفال في مستشفى Mount Sinai: "ربما تخطوا وجبات الطعام لأن انتباههم ليس موجوداً في الواقع للجلوس وتناول الطعام".
وتكمن المشكلة في أنهم، بسبب شعورهم بالجوع الشديد لاحقاً، قد يفرطون في تناول الأطعمة غير الصحية، وخاصة الأطعمة السكرية، لذا إليك 11 طريقة لإقناع طفلك المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط "ADHD" بتناول طعامه.
جهّز وجبة فطور صحية مناسبة
في العادة لا يتناول الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وجبة الفطور عادةً، لأن أدمغتهم لا تركز على الشعور بالجوع. ومن المعروف أن وجبة الفطور للأطفال هي من الوجبات المهمة في يومهم.
كما أن تناول وجبة فطور مناسبة، يساعد الأطفال المصابين بـ"ADHD" على التخلص من أي تأثير تتركه الأدوية في جسمه بصورةٍ أفضل، ويساعده على التركيز ويرفع من معدلات الطاقة على مدار اليوم.
فيمكنك توفير أطعمة عالية السعرات الحرارية وغنية بالبروتين، قبل تناول أدويتهم في الصباح، قدم بقايا برجر أو شريحة بيتزا وقطعاً من الفاكهة على الإفطار، أو حتى تقديم مشروب مسحوق البروتين، كونه يحتوي على المواد الغذائية التي يحتاجها، بالإضافة لسهولة حمله معهم.
كما أن توفير وجبات صحية خفيفة صباحاً مثل الفاكهة والزبادي، تساعده كثيراً على اتخاذ قرارات غذائية أفضل على مدار اليوم، ومن الأفضل الابتعاد عن حبوب الفطور السكرية أو الأغذية المعالجة في وجبة الفطور.
لأنها يمكن أن تسبب تفاقم أعراض نقص الانتباه مع فرط النشاط، فيما عدا كونها لا تمنحه المواد الغذائية التي يحتاجها لبدء يومه بالطريقة الصحيحة.
المزيد من الوجبات الخفيفة للأطفال لتعويض الاحتياجات اليومية
بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط فإن الجلوس على الطاولة وتناول الطعام قد يصبح أمراً صعباً، لذا يمكن تعويض ذلك بتوفير الوجبات الخفيفة للأطفال على مدار اليوم، على أن تكون تلك الوجبات أكلاً صحياً للأطفال، مثل الفاكهة والخضراوات، أو الزبادي، أو مقرمشات الحبوب الكاملة، أو المكسرات والبذور.
ويساعد السماح للطفل باختيار وجباته الخفيفة من ضمن خيارات صحية، على رغبته بتناول طعام يحبه، ويوفر له الطاقة اللازمة طول اليوم.
لا تنس الإبداع أثناء تحضير وجبة طعام للأطفال
لا يأكل بعض الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يكفي من الطعام؛ لأنهم يشعرون بالملل بسرعة أثناء تناول الطعام، لحل هذه المشكلة امنحهم طبقاً يلفت انتباههم.
رتب الطعام على الطبق لعمل تصميمات أو وجوه، أو تقديم سلطة فواكه ملونة في التحلية، وتقدم الصلصات الصحية لجعل الوجبة أكثر متعة.
ويمكن أن يساعدك أيضاً إذا سمحت لطفلك بالمشاركة في شراء البقالة وإعداد وجبات غداء ممتعة. سيساعدهم القيام بذلك على الاهتمام أكثر بتناول طعامهم، ولا شك أن إشراك الطفل في عملية الطبخ سيزيد من متعة وقت تناول الطعام، ويزيد من فرص تناوله للطعام الذي شارك في إعداده بنفسه.
قدم لهم كميات طعام قليلة ذات سعرات عالية
يحدث أحياناً أن تمنع الأدوية، طفلك الذي يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، من تناول الطعام، لذا يمكنك تقديم الأطعمة المفضلة أولاً ذات السعرات الحرارية العالية، مثل اللحوم والحبوب.
وعند تقديم الخضار، أضف الجبن أو زيت الزيتون لزيادة السعرات الحرارية، وبدلاً من تقديم طبق كامل من الطعام، يمكن البدء ببضع قضمات من المأكولات الجديدة. ويمكنك تقديم المزيد في حال أعجبه المذاق، وسواء أكانوا يتناولون طعاماً خفيفاً أو يفرطون في تناول الطعام، يمكن لاختصاصي التغذية أو طبيب الأطفال المساعدة على اتخاذ خيارات صحية.
المشروبات الحمضية تزيد الأمر سوءاً
على الرغم من أن العصائر الطبيعية تعتبر ذات قيمة وفائدة عالية، لكن إحدى الدراسات التي نُشِرَت مؤخراً نصحت بالتعامل بحذر مع المشروبات الحمضية مثل الليمون، وتجنب شربها بشكل منتظم، لأنها تزيد من احتمالية انخفاض معدلات الحديد في أنظمتهم الغذائية.
وهو الأمر الذي يزيد أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ومشاكل الانتباه والتركيز، عدا أن وجود الحديد في الجسم ضروري للتطور الإدراكي.
الأطباق المُلوّنة تزيد من جاذبية الأكل
يقول المثل: "تأكل العين قبل الفم"، وتتجلى صحة هذا المثل عندما نتحدث عن الأشخاص الانتقائيين في تناول المأكولات الجديدة، ولهذا يعتبر تقديم الطعام في أطباق ملونة من الطرق الفعالة لإقناعهم بالأكل، خاصةً مع الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط النشاط.
ويمكن للأطباق ذات الألوان الزاهية أن تلفت انتباه الطفل وتجعل الطعام يبدو أكثر جاذبية، علاوةً على أنه من المفيد استخدام الأطباق الأصغر حجماً، إذ يشعر الطفل معها بأن أمامه حصة طعام يمكنه تناولها، ما يجعل الوجبة أقل إنهاكاً.
حاول تغيير مواعيد وجبات الأطفال الرئيسية
ربما يمكن كشخص بالغ تحديد مواعيد تناول وجبات الطعام الرئيسية مسبقاً وترتيب يومه على هذا الأساس، لكن بالنسبة للطفل الذي يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فالأمر ليس بهذه السهولة، ويختلف من طفل لآخر.
فبينما يمكن أن يكتفي بعض الأطفال بثلاث وجبات رئيسية في اليوم، بالنسبة للبعض فنظامه الغذائي يتضمن عدداً أكبر من الوجبات الصغيرة بدل الوجبات الرئيسية، لذا حاول جعل جدول الوجبات أكثر مرونة مع احتياجات طفلك.
وإذا كان من الأفضل لطفلك تناول 5 وجبات صغيرة، فاحرص على تقديم الوجبات الصغيرة في الوقت ذاته من كل يوم، وإذا وجدت أن الأفضل لطفلك هو تناول ثلاث وجبات كاملة، فاحرص على الالتزام بجدول مواعيدك قدر الإمكان، ويكمن السر مرةً أخرى في العثور على الجدول الذي يناسب طفلك، والالتزام به.
الأجواء الهادئة للعشاء والموسيقى ليست للمناسبات الخاصة فقط
من الأمور التي تساعد على استرخاء الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هي الإضاءة الخافتة مع الموسيقى الهادئة، وبالتالي يمكن أن يقضي وقتاً أطول على طاولة الطعام، ويقلل احتمالية تململه بعصبية.
وبعد تحقيق ذلك يمكنك تقسيم الوجبة إلى "مهام"، وتطلب منه تنفيذها الواحدة تلو الأخرى، مثلاً أن يتناول الخضراوات أولاً، قبل السماح له بتناول الحلويات، ويمكن لتأدية المهام بالترتيب أن تساعد طفلك على الاحتفاظ بتركيزه، وتجنبه الشعور بالإنهاك.
وآخر نصيحة هنا هي أن تتحلى بالصبر وتتذكر أن طفلك ربما يستغرق وقتاً أطول لتناول وجبةٍ كاملة. ويمكنك تصميم تجربة تناول طعام مسالمة مثالية لك ولطفلك ببذل القليل من المجهود.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.