بينما يترقب الناس فصل الصيف للاستمتاع بأجواء البحر والشمس والأنشطة الأخرى المرتبطة بالعطلة والاستجمام، يجد البعض أنفسهم محبطين بسبب تعرضهم لنزلات البرد.
قد يبدو هذا الأمر غير منطقي للكثيرين، إذ يربط الجميع عادةً نزلات البرد بفصل الشتاء والجو البارد والرطب، ولكن، هل تعلم أن نزلات البرد الصيفية قد تكون أشد وقعًا وأطول أمدًا من نظيراتها الشتوية؟
تكمن المشكلة في الضغوطات المختلفة التي يتعرض لها النظام المناعي في فصل الصيف، نتيجة الانتقال المفاجئ إلى الفضاءات التي يتم التواجد بها.
هذه التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة يمكن أن تضعف مناعة الجسم وتجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات.
كما أن العوامل الأخرى مثل السفر المستمر والتجمعات الكبيرة في الأماكن العامة والاحتكاك المستمر بالناس تساهم في زيادة خطر التعرض للعدوى.
لذلك يجب معرفة الأسباب التي تجعل نزلات البرد في الصيف مشكلة متكررة وشائعة، وكيف يمكن أن تكون أكثر شدة من نزلات الشتاء، من أجل توخي الحذر، وكذلك معرفة الطريقة المناسبة للعلاج الفعال.
هل من الممكن أن تصاب بالبرد في أي وقت من السنة؟
عادةً، يزداد نشاط موسم الأنفلونزا خلال شهر أكتوبر، ويبلغ ذروته خلال شهري ديسمبر وفبراير، ويمكن أن يستمر حتى مايو.
وذلك بسبب انتشار الفيروسات بسرعة أكبر خلال فصل الشتاء حيث يكون الناس في أماكن مغلقة بهواء بارد وجاف.
ومع ذلك، هناك اعتقاد خاطئ بأن الفيروسات موسمية، إذ على الرغم من أن العديد من العوامل مثل النشاط البشري والتهوية تلعب دورًا في تحديد كيفية انتشار الفيروسات، إلا أن الفيروسات يمكنها البقاء على قيد الحياة طوال العام، مما يجعل من الممكن الإصابة بنزلات البرد حتى في فصل الصيف.
لذلك فإن معرفة كيفية تأثير نزلات البرد أو الأنفلونزا في أوقات مختلفة من العام يمكن أن يساعد على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بالمرض خاصةً في فصل الصيف.
إذ ما هي نزلات البرد في فصل الصيف؟
ورغم أن فرص التعرض لنزلات البرد في فصل الصيف تكون أقل من بقية فصول السنة الباردة، إلا أنه ليس من المستحيل الإصابة بها.
إذ ينتج عن هذه الحالة المرضية مجموعة من الأعراض المشابهة لنزلات البرد العادية، بما في ذلك:
- العطس
- سيلان الأنف
- التهاب الحلق
- الصداع
- السعال
- انخفاض مستوى طاقة الجسم
- الحمى والقشعريرة
- التعب والضعف الجسدي
- آلام وأوجاع في الجسم
كيف نُصاب بنزلات البرد في الصيف؟
أي نوع من نزلات البرد يسببه فيروس؛ وهو طفيلي يعيش على كائن حي آخر، وتنتقل هذه الفيروسات عن طريق الاتصال بشخص سليم، ويحدث هذا عن طريق:
- استنشاق الرذاذ الملوث في الهواء
- الاتصال المباشر مع شخص مصاب
- لمس عينيك أو أنفك أو فمك بعد لمس سطح ملوث
ونظرًا لأن الناس يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق خلال فصل الصيف، يمكن أن تنتقل الجراثيم من خلال الأماكن العامة مثل التجمعات البشرية في المتنزهات، أو من خلال الاتصال غير المباشر بالمناطق التي يتم لمسها بشكل متكرر مثل درابزين السلالم المتحركة وأزرار المصاعد.
وفي حين أن هناك العديد من أوجه التشابه في الأعراض بين برد الصيف وبرد الشتاء، إلا أن نوع الفيروس الذي يصيب الجسم يختلف.
إذ تنجم نزلات البرد في فصل الشتاء بشكل عام عن الفيروسات الأنفية، وغالبًا ما تهاجم الجهاز التنفسي العلوي.
في المقابل، تحدث نزلات البرد في الصيف أحيانًا بسبب الفيروسات المعوية التي تعيش في الأمعاء وتزدهر في الأجواء الدافئة.
الأسباب المؤدية لنزلات البرد في الصيف
خلال فصل الصيف، تتغير الكثير من الأشياء في نظام الحياة اليومي، وذلك بفعل الحرارة المرتفعة، لذلك ، عدم الوقاية الكافية قد يؤدي إلى الإصابة بنزلات البرد بشكل سريع.
ومن بين أبرز الأسباب التي تسبب المرض ما يلي:
– التعرق المفرط، الذي يؤدي إلى تبلل الملابس وجعل الجسم رطبًا ثم التعرض لتيارات الهواء.
– الاستحمام ثم التعرض لتيارات الهواء الطبيعي أو هواء المروحة أو التكييف.
– تخفيف الملابس بشكل مبالغ فيه.
– الإصابة بالتهاب فيروسي.
– التغيير المفاجئ في درجة الحرارة التي يتعرض لها الجسم، بسبب تشغيل التكييف بعد التعرض لأشعة الشمس أو العكس.
كيفية علاج نزلات البرد في الصيف
ترتبط نزلة البرد في الصيف بنزلات البرد التي نُصاب بها في فصل الشتاء، لذلك يمكن علاجها بنفس الطريقة، واستعمال نفس الأدوية.
في حين أنه قد يكون من المغري الخروج والاستمتاع بالطقس الدافئ، فمن المهم البقاء في عزلة لأن الفيروسات لا تزال قادرة على الانتشار.
كما من المهم أيضًا التمييز بين الأعراض والتأكد من أن هذا المرض ليس عبارة عن حساسية موسمية، أو فيروس آخر، مثل فيروس كورونا.
يجب الإشارة إلى أن نزلات البرد تستمر حوالي 7-10 أيام ، وتميل الحساسية إلى الاستمرار لفترة أطول ولا تسبب عادة ً حمى.
فيما يمكن أن تساعد بعض العلاجات الشائعة في تخفيف الأعراض ، منها:
– الراحة ، لأنها تساعد الجسم على استعادة الطاقة للتعافي بشكل أسرع، لكن عندما تستريح في المنزل، فإنه يجب عليك تجنب التعرض غير الضروري للجراثيم ونقلها من مكان لآخر.
– يجب كذلك شرب الماء بشكل كافٍ يوميًا، للمساعدة في تخفيف المخاط الملتصق وتليين الحلق الجاف والمثير للحكة، لكن يجب بشكل خاص تجنب المشروبات مثل القهوة والكحول لأنها يمكن أن تسبب الجفاف.
– يمكن الاستعانة بالادوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، لأنها تساعد في علاج أعراض مثل احتقان الأنف وسيلان الأنف والسعال والحمى.
– ثم ينصح بتناول الأطعمة الصحية والحفاظ على النشاط اليومي للمساعدة في الحفاظ على قوة جهازك المناعي.